بازگشت

ذکر ابي عمرو عثمان بن سعيد العمري


فأما السفراء الممدوحون في زمان الغيبة: فأولهم: من نصبه أبو الحسن علي بن محمد العسکري و أبو محمد الحسن بن علي بن محمد إبنه عليهم السلام و هو الشيخ الموثوق به أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري رحمه الله و کان أسديا و إنما سمي العمري: [1] .

314 - لما رواه أبو نصر هبة الله بن محمد بن أحمد [2] الکاتب ابن بنت أبي



[ صفحه 354]



جعفر العمري رحمه الله [3] ، قال أبو نصر: کان أسديا فنسب [4] إلي جده فقيل العمري، و قد قال قوم من الشيعة: إن أبا محمد الحسن بن علي عليه السلام (قال: لا يجمع علي امرئ بين عثمان و أبو عمرو) [5] و أمر بکسر کنيته، فقيل العمري، و يقال له: العسکري أيضا، لانه کان من عسکر سر من رأي، و يقال له: السمان، لانه کان يتجر في السمن تغطية علي الامر.

و کان الشيعة إذا حملوا إلي أبي محمد عليه السلام ما يجب عليهم حمله من الاموال أنفذوا إلي أبي عمرو، فيجعله في جراب السمن و زقاقه و يحمله إلي أبي محمد عليه السلام تقية و خوفا [6] .

315 - فأخبرني جماعة، عن أبي محمد هارون بن موسي، عن أبي علي محمد بن همام الاسکافي، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدثنا أحمد بن إسحاق بن سعد القمي قال: دخلت علي أبي الحسن علي بن محمد صلوات الله عليه في يوم من الايام فقلت: يا سيدي أنا أغيب و أشهد و لا يتهيأ لي الوصول إليک إذا شهدت في کل وقت، فقول من نقبل؟ و أمر من نمتثل؟ فقال لي صلوات الله عليه: هذا أبو عمرو الثقة الامين ما قاله لکم فعني يقوله، و ما أداه إليکم فعني يؤديه.

فلما مضي أبو الحسن عليه السلام وصلت إلي أبي محمد إبنه الحسن العسکري [7] عليه السلام ذات يوم فقلت له عليه السلام مثل قولي لابيه، فقال لي: هذا أبو عمرو الثقة الامين ثقة الماضي و ثقتي في المحيا [8] و الممات، فما قاله



[ صفحه 355]



لکم فعني يقوله، و ما أدي [9] إليکم فعني يؤديه.

قال أبو محمد هارون: قال أبو علي: قال أبو العباس الحميري: فکنا کثيرا ما نتذاکر هذا القول و نتواصف جلالة محل أبي عمرو [10] .

316 - و أخبرنا جماعة، عن أبي محمد هارون، عن محمد بن همام، عن عبد الله بن جعفر قال: حججنا في بعض السنين بعد مضي أبي محمد عليه السلام فدخلت علي أحمد بن إسحاق بمدينه السلام فرأيت أبا عمرو عنده، فقلت إن هذا الشيخ و أشرت إلي أحمد بن إسحاق، و هو عندنا الثقة المرضي، حدثنا فيک بکيت و کيت، و اقتصصت عليه ما تقدم يعني ما ذکرناه عنه من فضل أبي عمرو و محله، و قلت: أنت الآن ممن [11] لا يشک في قوله و صدقه فأسألک بحق الله و بحق الامامين اللذين وثقاک هل رأيت ابن أبي محمد الذي هو صاحب الزمان عليه السلام؟ فبکي ثم قال: علي أن لا تخبر بذلک أحدا و أنا حي قلت: نعم.

قال: قد رأيته عليه السلام و عنقه هکذا - يريد أنها أغلظ الرقاب حسنا و تماما - قلت: فالإِسم؟ قال: نهيتم عن هذا [12] .

317 - و روي أحمد بن علي بن نوح أبو العباس السيرافي، قال: أخبرنا أبو نصر هبة الله بن محمد بن أحمد المعروف بإبن برينة الکاتب، قال: حدثني بعض الشراف من الشيعة الامامية أصحاب الحديث، قال: حدثني أبو محمد العباس بن أحمد الصائغ قال: حدثني الحسين بن أحمد الخصيبي قال: حدثني محمد بن إسماعيل و علي بن عبد الله الحسنيان قالا: دخلنا علي أبي محمد الحسن عليه السلام بسر من رأي و بين يديه جماعة من أوليائه و شيعته، حتي دخل عليه بدر خادمه فقال: يا مولاي بالباب قوم شعث



[ صفحه 356]



غبر، فقال لهم: هؤلاء نفر من شيعتنا باليمن في حديث طويل يسوقانه إلي أن ينتهي إلي أن قال الحسن عليه السلام لبدر: فامض فائتنا بعثمان بن سعيد العمري فما لبثنا إلا يسيرا حتي دخل عثمان، فقال له سيدنا أبو محمد عليه السلام: أمض يا عثمان، فإنک الوکيل و الثقة المأمون علي مال الله، و اقبض من هؤلاء النفر اليمنيين ما حملوه من المال.

ثم ساق الحديث إلي أن قالا: ثم قلنا بأجمعنا: يا سيدنا! و الله إن عثمان لمن خيار شيعتک، و لقد زدتنا علما بموضعه من خدمتک، و أنه وکيلک و ثقتک علي مال الله تعالي، قال: نعم و اشهدوا علي أن عثمان بن سعيد العمري وکيلي و أن ابنه محمدا وکيل ابني مهديکم [13] .

318 - عنه، عن أبي نصر هبة الله [بن محمد] [14] بن أحمد الکاتب ابن بنت أبي جعفر العمري قدس الله روحه و أرضاه، عن شيوخه أنه لما مات الحسن بن علي عليهما السلام حضر غسله عثمان بن سعيد رضي الله عنه و أرضاه و تولي جميع أمره في تکفينه و تحنيطه و تقبيره، مأمورا بذلک للظاهر من الحال التي لا يمکن جحدها و لا دفعها إلا بدفع حقائق الاشياء في ظواهرها.

و کانت توقيعات صاحب الامر عليه السلام تخرج علي يدي عثمان بن سعيد و ابنه أبي جعفر محمد بن عثمان إلي شيعته و خواص أبيه أبي محمد عليه السلام بالامر و النهي و الاجوبة عما يسأل [15] الشيعة عنه إذا احتاجت إلي السوأل فيه بالخط الذي کان يخرج في حياة الحسن عليه السلام، فلم تزل الشيعة مقيمة علي عدالتهما إلي أن توفي عثمان بن سعيد رحمه الله و رضي عنه و غسله ابنه أبو جعفر و تولي القيام به و حصل الامر کله مردودا إليه، و الشيعة مجتمعة علي عدالته وثقته و أمانته، لما تقدم



[ صفحه 357]



له من النص عليه بالامانة و العدالة و الامر بالرجوع إليه في حياة الحسن عليه السلام و بعد موته في حياة أبيه عثمان رحمة الله عليه [16] .

319 - قال: و قال جعفر بن محمد بن مالک الفزاري البزاز، عن جماعة من الشيعة منهم علي بن بلال [17] و أحمد بن هلال و محمد بن معاوية بن حکيم و الحسن بن أيوب بن نوح [18] في خبر طويل مشهور قالوا جميعا: إجتمعنا إلي أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام نسأله عن الحجة من بعده، و في مجلسه عليه السلام أربعون رجلا، فقام إليه عثمان بن سعيد بن عمرو العمري فقال له: يا بن رسول الله أريد أن أسألک عن أمر أنت أعلم به مني.

فقال له: اجلس يا عثمان، فقام مغضبا ليخرج فقال: لا يخرجن أحد فلم يخرج منا أحد إلي (أن) [19] کان بعد ساعة، فصاح عليه السلام بعثمان، فقام علي قدميه فقال: أخبرکم بما جئتم؟ قالوا: نعم يا بن رسول الله قال: جئتم تسألوني عن الحجة من بعدي؟ قالوا: نعم، فإذا غلام کأنه قطع قمر أشبه الناس بأبي محمد عليه السلام فقال: هذا إمامکم من بعدي و خليفتي عليکم أطيعوه و لا تتفرقوا من بعدي فتهلکوا في أديانکم، ألا و إنکم لا ترونه من بعد يومکم هذا حتي يتم له عمر، فاقبلوا من عثمان ما يقوله، و انتهوا إلي أمره، و أقبلوا قوله، فهو خليفة إمامکم و الامر إليه في حديث طويل [20] .



[ صفحه 358]



320 - قال أبو نصر هبة الله بن محمد: و قبر عثمان بن سعيد بالجانب الغربي من مدينة السلام، في شارع الميدان، في أول الموضع المعروف [في الدرب المعروف] [21] بدرب جبلة في مسجد الدرب يمنة الداخل إليه، و القبر في نفس قبلة المسجد رحمه الله.

قال محمد بن الحسن مصنف هذا الکتاب: رأيت قبره في الموضع الذي ذکره و کان بني في وجهه حائط و به [22] محراب المسجد، و إلي جنبه باب يدخل إلي موضع القبر في بيت ضيق مظلم، فکنا ندخل إليه و نزوره مشاهرة، و کذلک من وقت دخولي إلي بغداد، و هي سنة ثمان و أربعمأة إلي سنة نيف و ثلاثين و ربعمائة.

ثم نقض ذلک الحائط الرئيس أبو منصور محمد بن الفرج و أبرز القبر إلي برأ [23] و عمل عليه صندوقا و هو تحت سقف يدخل إليه من أراده و يزوره، و يتبرک جيران المحلة بزيارته و يقولون هو رجل صالح، و ربما قالوا: هو ابن داية الحسين عليه السلام و لا يعرفون حقيقة الحال فيه، و هو إلي يومنا هذا - و ذلک سنة سبع و أربعين و أربعمأة - علي ما هو عليه [24] [25] .



[ صفحه 359]




پاورقي

[1] من قوله فأما السفراء الممدوحون إلي هنا في البحار: 51 / 344.

[2] تقدم في ح 248 عن النجاشي أنه هبة الله بن أحمد بن محمد.

[3] هو علي ما في کتب الرجال و يأتي في بعض الاخبار أيضا ابن بنت أم کلثوم بنت أبي جعفر العمري، فهو إما من باب إضافة البنت إلي الجد أو إضافة الابن إلي الجدة و ذلک لان عمروا جده و هو عثمان بن سعيد بن عمرو، و يأتي بهذا العنوان في بعض الاخبار الآتية.

[4] في نسخ أ، ف، م و نسب و في البحار: ينسب.

[5] في نسخة ف قال له: لا تجمع علي أمرين عثمان و أبو عمرو.

و في البحار: إبن بدل بين.

[6] عنه البحار: 51 / 344.

[7] في البحار و نسخ أ، ف، م صاحب العسکر.

[8] في البحار: في الحياة.

[9] في نسخ أ، ف، م أداه.

[10] عنه البحار: 51 / 344.

[11] في البحار و نسخ أ، ف، م من.

[12] عنه البحار: 51 / 345 و ذيله في إثبات الهداة: 3 / 511 ح 335.

[13] عنه البحار: 51 / 345 و منتخب الاثر: 393 ح 2.

و ذيله في إثبات الهداة: 3 / 511 ح 336.

و أخرجه في تنقيح المقال: 2 / 246 عن البحار.

[14] من نسخ أ، ف، م البحار.

[15] في البحار: تسأل.

[16] عنه البحار: 51 / 347.

[17] قال النجاشي: علي بن بلال بغدادي، انتقل إلي واسط، روي عن أبي الحسن الثالث عليه السلام، وعده الشيخ في رجاله تارة في أصحاب الجواد عليه السلام قائلا: علي بن بلال بغدادي، ثقة، و أخري في أصحاب الهادي و ثالثة في أصحاب العسکري عليهما السلام.

[18] عنونه الوحيد في التعليقة و قال: يأتي في آخر الکتاب أنه من رؤساء الشيعة (المامقاني)، و کذا محمد بن معاوية بن حکيم.

[19] ليس في البحار.

[20] عنه البحار: 51 / 346 و منتخب الاثر: 355 ح 2 و تبصرة الولي ح 76 و صدره في إثبات الهداة: 3 / 415 ح 56، و ذيله في الاثبات المذکور ص 511 ح 337 و أخرج قطعة منه في البحار: 52 / 25 ح 19 و إثبات الهداة: 3 / 485 ح 204 عن کمال الدين: 435 ح 2.

و في حلية الابرار: 2 / 550 و إعلام الوري: 414 عن ابن بابويه و في کشف الغمة: 2 / 527 عن إعلام الوري.

و أورده في العدد القوية: 73 ح 121 مختصرا.

[21] من البحار و فيه حبله بدل جبلة.

[22] في نسخ أ، ف، م فيه بدل و به .

[23] إلي برأ، أي إلي خارج، و لعل الالف في آخره زيادة من النساخ.

[24] و لکنه اليوم مشيد معروف في بغداد يزار و يتبرک به.

[25] من قوله قال أبو نصر إلي هنا في البحار: 51 / 347 و تنقيح المقال: 2 / 246.