بازگشت

الاخبار الدالة علي ان الامامة لا تجتمع في اخوين بعد الحسن و


و قد بينا فساد قول الذاهبين إلي إمامة جعفر بن علي من الفطحية الذين قالوا بإمامة عبد الله بن جعفر [لما مات] [1] الصادق عليه السلام، فلما مات عبد الله و لم يخلف ولدا رجعوا إلي القول بإمامة موسي بن جعفر، و من بعده إلي الحسن بن علي عليهم السلام فلما مات الحسن عليه السلام قالوا بإمامة جعفر، و قول هؤلاء يبطل من وجوه أفسدناها [2] و لانه لا خلاف بين الامامية أن الامامة لا تجتمع في أخوين بعد الحسن و الحسين و قد رووا في ذلک إخبارا کثيرة [3] [4] .

190 - منها ما رواه سعد بن عبد الله، عن محمد بن الوليد الخزاز، عن يونس بن يعقوب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أبي الله أن يجعل الامامة لاخوين بعد الحسن و الحسين عليهما السلام [5] .



[ صفحه 226]



191 - عنه، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن سليمان بن جعفر، عن حماد بن عيسي الجهني قال: قال أبو عبد الله عليه السلام، لا تجتمع الامامة في أخوين بعد الحسن و الحسين عليهما السلام، إنما هي في الاعقاب و أعقاب الاعقاب [6] .

192 - و روي محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن محمد بن عيسي بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن الحسين بن ثوير بن أبي فاختة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا تعود الامامة في أخوين بعد الحسن و الحسين عليهما السلام أبدا، إنها جرت من علي بن الحسين عليهما السلام کما قال عز و جل: (و أولوا الارحام بعضهم أولي ببعض في کتاب الله من المؤمنين و المهاجرين) [7] فلا تکون بعد علي بن الحسين عليهما السلام إلا في الاعقاب و أعقاب الاعقاب [8] .

و منها أنه لا خلاف أنه لم يکن معصوما و قد بينا أن من شرط الامام أن يکون معصوما، و ما ظهر من أفعاله ينافي العصمة.

193 - و قد روي [9] أنه لما ولد لابي الحسن عليه السلام جعفر هنأوه به فلم



[ صفحه 227]



يروا به سرورا، فقيل له في ذلک فقال: هون عليک أمره سيضل خلقا کثيرا [10] .

194 - و روي سعد بن عبد الله، قال: حدثني جماعة منهم أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري، و القاسم بن محمد العباسي، و محمد بن عبيد الله، و محمد بن إبراهيم العمري و غيرهم ممن کان حبس بسبب قتل عبد الله بن محمد العباسي أن أبا محمد عليه السلام وأخاه جعفرا دخلا [11] عليهم ليلا.

قالوا: کنا ليلة من الليالي جلوسا نتحدث إذ سمعنا حرکة باب السجن فراعنا ذلک، و کان أبو هاشم عليلا، فقال لبعضنا: إطلع و انظر ما تري فاطلع إلي موضع الباب فإذا الباب فتح، و إذا هو برجلين قد أدخلا إلي السجن ورد الباب و أقفل، فدنا منهما فقال: من أنتما؟ فقال أحدهما: (نحن قوم من الطالبية حبسنا فقال: من أنتما؟ فقال) [12] أنا الحسن بن علي و هذا جعفر بن علي، فقال لهما جعلني الله فداکما إن رأيتما أن تدخلا البيت، و بادر إلينا و إلي أبي هاشم فاعلمنا و دخلا.

فلما نظر إليهما أبو هاشم قام من مضربة [13] کان تحته فقبل وجه أبي محمد عليه السلام و أجلسه عليها و جلس [14] جعفر قريبا منه، فقال جعفر: و اشطناه بأعلي صوته - يعني جارية له - فزجره أبو محمد عليه السلام و قال له: أسکت و أنهم رأوا فيه آثار السکر و أن النوم غلبه و هو جالس معهم، فنام علي تلک الحال [15] .

و ما روي فيه و له من الافعال و الاقوال الشنيعة أکثر من أن تحصي ننزه کتابنا عن ذلک.



[ صفحه 228]




پاورقي

[1] من البحار.

[2] کذا في البحار و في نسخ الاصل، و لعله من سهو القلم بدل بيناها و نحوه أو الضمير راجع إلي إمامة جعفر عليه السلام و الجملة مستأنفة.

[3] من قوله و ما دللنا عليه إلي هنا في البحار: 51 / 212 - 213.

[4] کالسيد المرتضي في عيون المعجزات: 134 و الصدوق في العلل: 208 و غيرهما، راجع البحار: 25.

[5] عنه إثبات الهداة: 1 / 124 ح 197 و في البحار: 25 / 251 ح 6 عنه و عن کمال الدين: 415 ح 3 بإسناده عن يونس بن يعقوب باختلاف يسير و أخرجه في الاثبات المذکور ص 519 ح 263 عن الکمال.

و رواه في الکافي: 1 / 286 ح 2 باسناده عن محمد بن الوليد مثله.

و في الامامة و التبصرة: 57 ح 41 عن سعد وص 58 / 43 باسناده عن يونس بن يعقوب.

[6] عنه إثبات الهداة: 1 / 124 ح 198 و في البحار: 25 / 251 ح 7 عنه و عن کمال الدين: 414 ح 2 بإسناده عن سليمان.

و أخرجه في الاثبات المذکور ص 85 ح 46 عن الکافي: 1 / 286 ح 4 بإسناده عن سليمان بن جعفر الجعفري.

[7] الاحزاب: 6.

[8] عنه البحار: 25 / 252 ح 8 و عن کمال الدين: 414 ح 1 بإسناده عن محمد بن عيسي بن عبيد مثله و فيه لا تکون بدل لا تعود .

و في إثبات الهداة: 1 / 85 ح 48 عن کتابنا هذا و عن الکافي: 1 / 285 ح 1 عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسي مثله.

[9] رواه في کمال الدين: 321 بإسناده عن الهادي عليه السلام و عنه البحار: 50 / 231 ح 5.

[10] من قوله و منها إلي هنا في البحار: 51 / 213.

[11] في البحار: وأخاه جعفر أدخلا.

[12] ليس في البحار.

[13] المضربة بفتح الميم و تکسر رائها و تضم في الاخير: القطعة من القطن، و لعل المراد منه ما يطرح علي الارض و يقعد عليه (القاموس).

[14] في البحار: فجلس.

[15] عنه البحار: 50 / 306 ح 2.