بازگشت

معجزات الامام الحسن العسکري


170 - و روي محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن ابن أبي الصبهان [1] قال: لما مات أبو جعفر محمد بن علي بن محمد بن علي بن موسي عليهم السلام وضع لابي الحسن علي بن محمد عليهما السلام کرسي فجلس عليه، و کان أبو محمد الحسن بن علي عليه السلام قائما في ناحية فلما فرغ من غسل أبي جعفر التفت أبو الحسن إلي أبي محمد عليهما السلام.

فقال: يا بني أحدث لله شکرا فقد أحدث فيک أمرا [2] .

و أما معجزاته الدالة علي إمامته فأکثر من أن تحصي منها:

171 - ما رواه سعد بن عبد الله الاشعري، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري قال: کنت عند أبي محمد عليه السلام فاستؤذن لرجل من أهل اليمن، فدخل رجل طويل جسيم فسلم عليه بالولاية فقلت في نفسي: ليت شعري من هذا؟.



[ صفحه 204]



فقال أبو محمد عليه السلام: هذا من ولد الاعرابية صاحبة الحصاة التي طبع فيها آبائي بخواتيم فانطبعت.

ثم قال: هاتها فأخرج حصاة، و في جانب منها موضع أملس [3] فطبع فيها فانطبع، و کأني أقرأ نقش خاتمه الساعة الحسن بن علي ثم نهض الرجل و هو يقول: رحمة الله و برکاته عليکم أهل البيت ذرية بعضها من بعض، أشهد أن حقک الحق الواجب کوجوب حق أمير المؤمنين و الائمة عليهم السلام، و إليک انتهت الحکمة و الولاية، وأنک ولي الله الذي لا عذر لاحد في الجهل بک.

فسألته عن إسمه فقال: إسمي مهجع بن الصلت بن عقبة بن سمعان بن غانم بن أم غانم، و هي الاعرابية اليمانية صاحبة الحصاة التي ختم فيها أمير المؤمنين عليه السلام تمام الحديث [4] .

172 - و روي علي بن محمد بن زياد الصيمري [5] قال: دخلت علي أبي



[ صفحه 205]



أحمد بن عبيد الله بن عبد الله بن طاهر و بين يديه رقعة أبي محمد عليه السلام فيها.

إني نازلت الله في هذا الطاغي - يعني المستعين - و هو آخذه بعد ثلاث، فلما کان اليوم الثالث خلع، و کان من أمره ما کان إلي أن قتل [6] .

173 - و روي سعد بن عبد الله، عن أبي هاشم الجعفري قال: کنت محبوسا مع أبي محمد عليه السلام في حبس المهتدي بن الواثق فقال لي: يا با هاشم إن هذا الطاغي أراد أن يعبث [7] بالله في هذه اللية و قد بتر الله عمره و جعله للقائم من بعده، و لم يکن لي [8] ولد، و سأرزق ولدا.

قال أبو هاشم: فلما أصبحنا شغب الاتراک علي المهتدي فقتلوه و ولي المعتمد مکانه، و سلمنا الله تعالي [9] .



[ صفحه 206]



174 - و أخبرني جماعة، عن التلعکبري، عن أحمد بن علي الرازي، عن الحسين بن علي، عن محمد بن الحسن بن رزين قال: حدثني أبو الحسن الموسوي الخيبري قال: حدثني أبي أنه کان يغشي أبا محمد عليه السلام بسر من رأي کثيرا و أنه أتاه يوما فوجده و قد قدمت إليه دابته ليرکب إلي دار السلطان، و هو متغير اللون من الغضب، و کان يجيئه رجل من العامة، فإذا رکب دعا له و جاء بأشياء يشيع بها عليه، فکان عليه السلام يکره ذلک.

فلما کان ذلک اليوم زاد الرجل في الکلام و ألح فسار حتي انتهي إلي مفرق الطريقين، و ضاق علي الرجل أحدهما من الدواب فعدل إلي طريق يخرج منه و يلقاه فيه، فدعا عليه السلام ببعض خدمه و قال له: أمض فکفن هذا فتبعه الخادم.

فلما انتهي عليه السلام إلي السوق و نحن معه، خرج الرجل من الدرب ليعارضه، و کان في الموضع بغل واقف، فضربه البغل فقتله، و وقف الغلام فکفنه کما أمره، و سار عليه السلام و سرنا معه [10] .

175 - و روي سعد بن عبد الله، عن داود بن قاسم الجعفري قال: کنت عند أبي محمد عليه السلام فقال: إذا قام القائم يهدم المنار [11] و المقاصير التي في المساجد.



[ صفحه 207]



فقلت في نفسي لاي معني هذا؟.

فأقبل علي فقال: معني هذا أنها محدثة مبتدعة لم يبنها نبي و لا حجة [12] .

176 - و بهذا الاسناد، عن أبي هاشم الجعفري قال: سمعت أبا محمد عليه السلام يقول: من الذنوب التي لا تغفر قول الرجل ليتني لا أؤاخذ إلا بهذا، فقلت في نفسي إن هذا لهو الدقيق، ينبغي للرجل أن يتفقد من أمره و من نفسه کل شيء، فأقبل علي أبو محمد عليه السلام فقال: يا أبا هاشم صدقت فالزم ما حدثت به نفسک فإن الاشراک في الناس أخفي من دبيب الذر علي الصفا في الليلة الظلماء و من دبيب الذر علي المسح [13] الاسود [14] .



[ صفحه 208]



177 - سعد بن عبد الله، عن أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد [15] قال: أخبرني أبو الهيثم بن سيابة أنه کتب - إليه لما أمر المعتز بدفعه إلي سعيد الحاجب عند مضيه إلي الکوفة و أن يحدث فيه ما يحدث به الناس بقصر ابن هبيرة - جعلني الله فداک بلغنا خبر قد أقلقنا و أبلغ منا.

فکتب عليه السلام إليه: بعد ثالث يأتيکم الفرج فخلع المعتز اليوم الثالث [16] .

178 - أخبرني جماعة، عن أبي المفضل الشيباني، عن أبي الحسين محمد بن بحر بن سهل الشيباني الرهني [17] قال: قال بشر بن سليمان النخاس - و هو من ولد أبي أيوب الانصاري أحد موالي أبي الحسن و أبي محمد عليهما السلام و جارهما بسر من رأي - أتاني کافور الخادم [18] فقال: مولانا أبو الحسن علي بن محمد العسکري عليهما السلام يدعوک إليه فأتيته فلما جلست بين يديه قال لي: يا بشر إنک من ولد الانصار و هذه الموالاة لم تزل فيکم يرثها خلف عن سلف، و أنتم ثقاتنا أهل البيت، و إني مزکيک و مشرفک بفضيلة تسبق بها الشيعة في الموالاة (بها) [19] بسر أطلعک عليه، و أنفذک في ابتياع أمة فکتب کتابا لطيفا بخط رومي و لغة رومية و طبع عليه خاتمه و أخرج شقيقة [20] صفراء فيها مائتان و عشرون دينارا، فقال: خذها و توجه بها إلي بغداد و أحضر معبر الفرات ضحوة



[ صفحه 209]



يوم کذا، فإذا وصلت إلي جانبک زواريق السبايا وتري الجواري فيها ستجد طوائف المبتاعين من وکلاء قواد بني العباس و شرذمة من فتيان العرب، فإذا رأيت ذلک فاشرف من البعد علي المسمي عمر بن يزيد النخاس عامة نهارک إلي أن تبرز للمبتاعين جارية صفتها کذا و کذا، لابسة حريرين صفيقين [21] تمتنع من العرض، و لمس المعترض و الانقياد لمن يحاول لمسها، و تسمع صرخة رومية من وراء ستر رقيق فاعلم أنها تقول و اهتک ستراه.

فيقول بعض المبتاعين: علي ثلاثمائة دينار فقد زادني العفاف فيها رغبة.

فتقول له بالعربية: لو برزت في زي سليمان بن داود، و علي شبه ملکه ما بدت لي فيک رغبة فاشفق علي مالک.

فيقول النخاس: فما الحيلة و لا بد من بيعک.

فتقول الجارية: و ما العجلة و لا بد من اختيار مبتاع يسکن قلبي إليه و إلي وفائه و أمانته.

فعند ذلک قم إلي عمر بن يزيد النخاس [22] و قل له: إن معک کتابا ملصقا [23] لبعض الاشراف کتبه بلغة رومية وخط رومي و وصف فيه کرمه و وفاءه و نبله و سخاءه، فناولها [24] لتتأمل منه أخلاق صاحبه فإن مالت إليه و رضيته فأنا وکيله في ابتياعها منک.

قال بشر بن سليمان: فامتثلت جميع ما حده لي مولاي أبو الحسن عليه السلام في أمر الجارية فلما نظرت في الکتاب بکت بکاء شديدا و قالت لعمر [25] بن يزيد:



[ صفحه 210]



بعني من صاحب هذا الکتاب، و حلفت بالمحرجة و المغلظة [26] إنه متي امتنع من بيعها منه قتلت نفسها، فما زلت أشاحه في ثمنها حتي استقر الامر فيه علي مقدار ما کان أصحبنيه مولاي عليه السلام من الدنانير فاستوفاه (مني) [27] و تسلمت الجارية ضاحکة مستبشرة، و انصرفت بها إلي الحجيرة التي کنت آوي إليها ببغداد، فما أخذها القرار حتي أخرجت کتاب مولانا عليه السلام من جيبها و هي تلثمه و تطبقه علي جفنها و تضعه علي خدها و تمسحه علي بدنها [28] .

فقلت تعجبا منها تلثمين کتابا لا تعرفين صاحبه.

فقالت أيها العاجز الضعيف المعرفة بمحل أولاد الانبياء أعرني [29] سمعک و فرغ لي قلبک، أنا ملکية [30] بنت يشوعا [31] بن قيصر ملک الروم، و أمي من ولد الحواريين تنسب إلي وصي المسيح شمعون أنبئک بالعجب.

إن جدي قيصر أراد أن يزوجني من ابن أخيه و أنا من بنات ثلاث عشرة سنة، فجمع في قصره من نسل الحواريين من القسيسين و الرهبان ثلاثمائة رجل، و من ذوي الاخطار منهم سبعمأة رجل، و جمع من أمراء الاجناد و قواد العسکر و نقباء الجيوش و ملوک العشائر أربعة آلاف، و أبرز من بهي ملکه عرشا مصنوعا [32] من أصناف الجوهر (إلي صحن القصر) [33] ، و رفعه [34] فوق أربعين مرقاة، فلما صعد ابن أخيه و أحدقت الصلب [35] ، و قامت الا ساقفة عکفا، و نشرت أسفار



[ صفحه 211]



الانجيل، تسافلت الصلب من الاعلي فلصقت بالارض و تقوضت أعمدة العرش، فانهارت إلي القرار، و خر الصاعد من العرش مغشيا عليه، فتغيرت ألوان الا ساقفة و ارتعدت فرائصهم، فقال کبيرهم (لجدي) [36] : أيها الملک أعفنا من ملاقاة هذه النحوس الدالة علي زوال دولة هذا الدين المسيحي و المذهب الملکاني، فتطير جدي من ذلک تطيرا شديدا و قال للاساقفة: أقيموا هذه الاعمدة و ارفعوا الصلبان و أحضروا أخا هذا المدبر العاثر [37] المنکوس جده لازوجه هذه الصبية، فيدفع [38] نحوسه عنکم بسعوده، فلما [39] فعلوا ذلک حدث علي الثاني (مثل) [40] ما حدث علي الاول و تفرق الناس، و قام جدي قيصر مغتما فدخل منزل النساء و أرخيت الستور و أريت في تلک الليلة کأن المسيح و شمعون وعدة من الحواريين قد اجتمعوا في قصر جدي و نصبوا فيه منبرا من نور يباري السماء علوا و ارتفاعا في الموضع الذي کان نصب جدي فيه عرشه، و دخل عليهم محمد صلي الله عليه و آله و ختنه و وصيه عليه السلام وعدة من أبنائه عليهم السلام.

فتقدم المسيح إليه فاعتنقه فيقول له محمد صلي الله عليه