بازگشت

ابطال قول السبائية في ان اميرالمؤمنين حي باق بالاخبار و غيره


فإن قيل: أ ليس قد خالف جماعة، فيهم من قال: المهدي من ولد علي عليه السلام فقال [1] : هو محمد بن الحنفية، و فيهم من قال: من السبائية [2] هو علي عليه السلام [لم يمت] [3] و فيهم من قال: جعفر بن محمد لم يمت، و فيهم من قال: موسي بن جعفر لم يمت، و فيهم من قال: المهدي هو أخوه محمد بن علي [4] و هو حي باق لم يمت.

ما الذي يفسد قول هؤلاء.

قلت: هذه الاقوال کلها أفسدناها بما دللنا عليه من موت من ذهبوا إلي حياته.

و بما بينا أن الائمة إثنا عشر.

و بما دللنا علي صحة إمامة ابن الحسن عليه السلام من الاعتبار.

و بما سنذکره من صحة ولادته و ثبوت معجزاته الدالة علي إمامته، أنا نشير إلي إبطال هذه الاقوال بجمل من الاخبار و لا نطول بذکرها لئلا يطول به الکتاب و يمله القاري.

فأما من خالف في موت أمير المؤمنين و ذکر أنه حي باق فهو مکابر، لان [5] .



[ صفحه 193]



العلم بموته و قتله أظهر و أشهر من قتل کل أحد و موت کل إنسان، و الشک في ذلک يؤدي إلي الشک في موت النبي صلي الله عليه و آله و جميع أصحابه.

ثم ما ظهر من وصيته و إخبار النبي صلي الله عليه و آله إياه أنک تقتل و تخضب لحيتک من رأسک يفسد ذلک أيضا، و ذلک أشهر من أن يحتاج (إلي) [6] أن يروي فيه الاخبار [7] .

155 - أخبرنا إبن أبي جيد، عن محمد بن الحسين بن الوليد، عن محمد بن أبي القاسم البرقي [8] ، عن محمد بن علي أبي سمينة الکوفي، عن حماد بن عيسي، عن إبراهيم بن عمر [9] ، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي، عن جابر بن عبد الله الانصاري، عن [10] عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله في وصيته لامير المؤمنين عليه السلام: يا علي إن قريشا ستظاهر [11] عليک، و تجتمع کلمتهم علي ظلمک و قهرک، فإن وجدت أعوانا فجاهدهم، و إن لم تجد أعوانا فکف يدک و احقن دمک، فإن الشهادة من ورائک لعن الله قاتلک [12] .

156 - أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيي قال:



[ صفحه 194]



بعث إلي أبو الحسن موسي بن جعفر عليهما السلام بهذه الوصية مع الاخري [13] .

157 - و أخبرنا أحمد بن عبدون، عن ابن أبي الزبير القرشي [14] ، عن علي بن الحسن بن فضال، عن محمد بن عبد الله بن زرارة، عمن رواه، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: هذه وصية أمير المؤمنين عليه السلام [إلي الحسن عليه السلام] [15] و هي نسخة کتاب سليم بن قيس الهلالي رفعها [16] إلي أبان و قرأها عليه.

قال أبان: و قرأتها علي علي بن الحسين عليهما السلام.

فقال: صدق سليم رحمه الله.

قال سليم: فشهدت وصية أمير المؤمنين عليه السلام حين أوصي إلي ابنه الحسن عليه السلام، و أشهد علي وصيته الحسين عليه السلام و محمدا [17] و جميع ولده و رؤساء شيعته و أهل بيته و قال: يا بني أمرني رسول الله صلي الله عليه و آله أن أوصي إليک و أن أدفع إليک کتبي و سلاحي، ثم أقبل عليه فقال: يا بني أنت ولي الامر و ولي الدم، فإن عفوت فلک، و إن قتلت فضربة مکان ضربة و لا تأثم.

ثم ذکر الوصية إلي آخرها، فلما فرغ من وصيته قال:



[ صفحه 195]



حفظکم الله و حفظ فيکم بنيکم أستودعکم الله و أقرأ عليکم السلام و رحمة الله.

ثم لم يزل يقول: لا إله إلا الله حتي قبض ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان ليلة الجمعة سنة أربعين من الهجرة، و کان ضرب ليلة إحدي و عشرين من شهر رمضان [18] .


پاورقي

[1] في البحار: فقالوا.

[2] في الاصل: السبأية و في نسخة ف السابية، و ما أثبتناه من البحار و نسخة ف و في نسختي أ، م السائبة.

و هم فرقة من الغلاة أصحاب عبد الله بن سبا الذي قال لعلي عليه السلام: أنت الاله حقا فنفاه علي عليه السلام إلي المدائن (أقرب الموارد).

[3] من البحار و نسختي أ، ف .

[4] هو محمد بن علي الهادي عليه السلام.

[5] في البحار: فإن.

[6] ليس في البحار و نسخ أ، ف، م .

[7] من قوله فإن قيل إلي هنا، في البحار: 51 / 210.

[8] قال النجاشي: محمد بن أبي القاسم عبيد الله بن عمران الجنابي البرقي، أبو عبد الله الملقب ماجيلوية، و أبو القاسم بندار سيد من أصحابنا القميين، ثقة، عالم، فقيه، عارف بالادب و الشعر و الغريب.

[9] قال النجاشي: إبراهيم بن عمر اليماني، الصنعاني، شيخ من أصحابنا، ثقة روي عن أبي جعفر و أبي عبد الله عليه السلام.

[10] کذا في إثبات الهداة: و في نسخ الاصل: و .

[11] في نسخ أ، ف، م ستتظاهر.

[12] عنه البحار: 8 / 149 (ط الحجر) و إثبات الهداة: 1 / 295 ح 196 و مستدرک الوسائل: 11 / 74 ح 3 و جامع الاحاديث: 13 / 42 و يأتي في ح 280.

[13] عنه البحار: 42 / 213 صدر ح 13 و إثبات الهداة: 2 / 547 صد ح 18.

[14] قال الشيخ في رجاله في من لم يرو عنهم عليهم السلام علي بن محمد بن الزبير القرشي الکوفي، روي عن علي بن الحسن بن فضال جميع کتبه، و روي أکثر الاصول.

روي عنه التلعکبري و أخبرنا عنه أحمد بن عبدون، و مات ببغداد سنة 348.

[15] من البحار و نسخ أ، ف، م .

[16] في البحار: دفعها.

[17] أي محمد بن الحنفية.

[18] عنه البحار: 42 / 212 ح 12 و في إثبات الهداة: 2 / 547 ذح 18 عنه و عن الفقية: 4 / 189 ح 5433 عن سليم بن قيس مفصلا و أخرجه في البحار المذکور: 250 ح 52 عن الفقية.