بازگشت

بعض معجزات الامام رضا التي لبعضها رجع بعض الواقفة عن الوقف


فکيف يوثق بروايات هؤلاء القوم و هذه أحوالهم و أقوال السلف الصالح فيهم.

و لو لا معاندة من تعلق بهذه الاخبار التي ذکروها لما کان ينبغي أن يصغي إلي من يذکرها لانا قد بينا من النصوص علي الرضا عليه السلام ما فيه کفاية، و يبطل قولهم.

و يبطل ذلک أيضا ما ظهر من المعجزات علي يد الرضا عليه السلام الدالة علي صحة إمامته، و هي مذکورة في الکتب.

و لاجلها رجع جماعة من القول بالوقف مثل: عبد الرحمن بن الحجاج، و رفاعة بن موسي، و يونس بن يعقوب، و جميل بن دراج و حماد بن عيسي و غيرهم، و هؤلاء من أصحاب أبيه الذين شکوا فيه ثم رجعوا.

و کذلک من کان في عصره، مثل: أحمد بن محمد بن أبي نصر، و الحسن بن علي الوشاء و غيرهم ممن (کان) [1] قال بالوقف، فالتزموا الحجة و قالوا بإمامته و إمامة من بعده من ولده [2] .

76 - فروي جعفر بن محمد بن مالک، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن أبي عمير، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر - و هو من آل مهران - و کانوا يقولون بالوقف، و کان علي رأيهم فکاتب [3] أبا الحسن الرضا عليه السلام و تعنت [4] في المسائل فقال: کتبت إليه کتابا و أضمرت في نفسي أني متي دخلت عليه أسأله عن ثلاث مسائل من القرآن و هي قوله تعالي: (أ فأنت تسمع الصم أو تهدي العمي) [5] .



[ صفحه 72]



و قوله: (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام) [6] .

و قوله: (إنک لا تهدي من أحببت و لکن الله يهدي من يشاء) [7] .

قال أحمد: فأجابني عن کتابي و کتب في آخره الآيات التي أضمرتها في نفسي أن أسأله عنها و لم أذکرها في کتابي إليه، فلما وصل الجواب أنسيت ما کنت أضمرته، فقلت: أي شيء هذا من جوابي؟ ثم ذکرت أنه ما أضمرته [8] .

77 - و کذلک الحسن بن علي الوشاء و کان يقول بالوقف فرجع و کان سببه أنه قال: خرجت إلي خراسان في تجارة (لي) [9] فلما وردته بعث إلي أبو الحسن الرضا عليه السلام يطلب مني حبرة - و کانت بين ثيابي قد خفي علي أمرها - فقلت: ما معي منها شيء، فرد الرسول و ذکر علامتها و أنها في سفط کذا، فطلبتها فکان کما قال: فبعثت بها إليه.

ثم کتبت مسائل أسأله عنها، فلما وردت بابه خرج إلي جواب تلک المسائل التي أردت أن أسأله عنها من أن أظهرتها.

فرجع عن القول بالوقف إلي القطع علي إمامته [10] .

78 - و قال أحمد بن محمد بن أبي نصر [11] : قال ابن النجاشي: من الامام بعد صاحبکم؟ فدخلت علي أبي الحسن الرضا عليه السلام فأخبرته فقال: الامام



[ صفحه 73]



بعدي ابني، ثم قال: هل يجرأ [12] أحد أن يقول: إبني و ليس له ولد؟ [13] .

79 - و روي عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن عيسي اليقطيني قال: لما اختلف الناس في أمر أبي الحسن الرضا عليه السلام جمعت من مسائله مما سئل عنه و أجاب عنه خمس عشرة ألف مسألة [14] .

80 - و روي محمد بن عبد الله بن الافطس [15] قال: دخلت علي المأمون فقربني و حياني ثم قال: رحم الله الرضا عليه السلام ما کان أعلمه، لقد أخبرني بعجب سألته ليلة و قد بايع له الناس.

فقلت: جعلت فداک أري لک أن تمضي إلي العراق و أکون خليفتک بخراسان، فتبسم ثم قال: لا لعمري و لکن من دون خراسان بدرجات [16] ، إن لنا هنا [17] مکثا و لست ببارح حتي يأتيني الموت و منها المحشر لا محالة.

فقلت له: جعلت فداک و ما علمک بذلک؟ فقال: علمي بمکاني کعلمي بمکانک، قلت: و أين مکاني أصلحک الله؟ فقال: لقد بعدت الشقة بيني



[ صفحه 74]



و بينک، أموت بالمشرق [18] و تموت بالمغرب، فقلت: صدقت، و الله و رسوله أعلم و آل محمد، فجهدت الجهد کله و أطمعته في الخلافة و ما سواها فما أطمعني في نفسه [19] .

81 - و روي محمد بن عبد الله بن الحسن الافطس قال: کنت [عند] [20] المأمون يوما و نحن علي شراب حتي إذا أخذ منه الشراب مأخذه صرف [21] ندماءه و احتبسني، ثم أخرج جواريه، و ضربن و تغنين، فقال لبعضهن: بالله لما رثيت من بطوس قطنا [22] فأنشأت تقول: سقيا لطوس و من أضحي بها قطنا من عترة المصطفي أبقي لنا حزنا أعني أبا حسن المأمون إن له حقا علي کل من أضحي بها شجنا قال محمد بن عبد الله: فجعل يبکي حتي أبکاني ثم قال (لي) [23] : ويلک يا محمد أيلزمني [24] أهل بيتي و أهل بيتک أن أنصب أبا الحسن علما، و الله إن لو أخرجت [25] من هذا الامر و لاجلسته مجلسي أنه عوجل، فلعن الله عبد الله [26] و حمزة إبني الحسن فإنهما قتلاه.

ثم قال لي: يا محمد بن عبد الله و الله لاحدثنک بحديث عجيب فاکتمه، قلت: ما ذاک يا أمير المؤمنين؟ قال: لما حملت زاهرية ببدر أتيته فقلت له: جعلت فداک بلغني أن أبا



[ صفحه 75]



الحسن موسي بن جعفر، و جعفر بن محمد، و محمد بن علي، و علي بن الحسين، و الحسين بن علي عليهم السلام کانوا يزجرون الطير و لا يخطؤن، و أنت وصي القوم، و عندک علم ما کان عندهم، و زاهرية حظيتي و من لا أقدم عليها أحدا من جواري.

و قد حملت مرة کل ذلک يسقط [27] ، فهل عندک في ذلک شيء ننتفع به؟.

فقال: لا تخش من سقطها فستسلم و تلد غلاما صحيحا مسلما أشبه الناس بأمه قد زاده الله في خلقه مرتبتين [28] ، في يده اليمني خنصر و في رجله اليمني خنصر.

فقلت في نفسي هذه و الله فرصة إن لم يکن الامر علي ما ذکر خلعته، فلم أزل أتوقع أمرها حتي أدرکها المخاض، فقلت للقيمة: إذا وضعت فجيئيني [29] بولدها ذکرا کان أو أنثي [30] فما شعرت إلا بالقيمة و قد أتتني (بالغلام) [31] کما وصفه زائد اليد و الرجل، کأنه کوکب دري، فأردت أن أخرج من الامر يومئذ و أسلم ما في يدي إليه فلم تطاوعني نفسي لکني دفعت [32] إليه الخاتم.

فقلت: دبر الامر فليس عليک مني خلاف، و أنت المقدم، (و) [33] بالله أن لو فعل لفعلت [34] .

82 - و قصته مع حبابة الوالبية صاحبة الحصاة التي طبع فيها أمير المؤمنين عليه السلام و قال لها: من طبع فيها فهو إمام و بقيت إلي أيام الرضا عليه السلام فطبع فيها، و قد شهدت من تقدم من آبائه عليهم السلام و طبعوا فيه [35] ، و هو



[ صفحه 76]



عليه السلام آخر من لقيتهم [36] ، و ماتت بعد لقائها إياه و کفنها في قميصه [37] .


پاورقي

[1] ليس في نسخة ف و البحار و العوالم.

[2] عنه البحار: 48 / 257 - 258 و العوالم: 21 / 503 ذح 6.

و من قوله: و يبطل ذلک في العوالم: 12 / 512 ح 5 و إثبات الهداة: 3 / 294 ح 119.

[3] في نسخ أ، ف، م و کاتب.

[4] في نسخ أ، ف، م و تعنته.

[5] الزخرف: 40.

[6] الانعام: 125.

[7] القصص: 56.

[8] عنه إثبات الهداة: 3 / 293 ح 118 و مناقب ابن شهر آشوب: 4 / 336 مختصرا، و في البحار: 49 / 48 ح 46 عنه و عن الخرائج، و لم نجده فيه.

[9] ليس في نسختي أ، ف .

[10] عنه ابن شهر آشوب في مناقبه: 4 / 336 مختصرا.

و أخرجه في البحار: 49 / 69 ح 93 عن المناقب و عن عيون المعجزات: 108 مفصلا و إعلام الوري: 309 نحوه.

[11] في البحار: جعفر بن محمد بن مالک عن ابن أبي الخطاب عن البزنطي.

[12] في البحار و نسخة ف يتجري.

[13] عنه إثبات الهداة: 3 / 294 ح 120 وص 324 ح 19.

و في البحار: 50 / 20 ح 5 عنه و عن مناقب ابن شهر آشوب: 4 / 336 مثله و إعلام الوري: 331 عن محمد بن يعقوب نحوه.

و أخرجه في البحار المذکور ص 22 ح 11 و کشف الغمة: 2 / 352 عن إرشاد المفيد: 318 باسناده عن الکليني.

و في حلية الابرار: 2 / 429 عن الکافي: 1 / 320 ح 5.

[14] عنه البحار: 49 / 97 ح 10.

[15] هو محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي بن علي زين العابدين عليه السلام.

قال الفخري في أنساب الطالبيين: و أما علي بن علي زين العابدين عليه السلام فعقبه من الحسن الافطس وحده، و عقبه الصحيح من خمسة رجال منهم عبد الله الشهيد.

و أما عبد الله بن الحسن الافطس، فعقبه الصحيح من محمد وحده.

و روي في مقاتل الطالبيين رواية بأن المعتصم ولي عهد المأمون (عليهما اللعنة) أجبره بشرب شربة مسمومة فشربه فمات من وقته.

[16] في البحار: و لکنه من دون خراسان تدرجات.

[17] في نسخة ف هيهنا.

[18] في البحار: في المشرق.

[19] عنه إثبات الهداة: 3 / 294 ح 121 و البحار: 49 / 145 ح 22 و في ص 57 ح 74 عن مناقب ابن شهر آشوب: 4 / 337 باختلاف.

[20] من البحار و نسخ أ، ف، م .

[21] في نسخ أ، ف، م اصرف.

[22] في نسخ أ، ف، م و البحار: قاطنا.

[23] ليس في البحار.

[24] في نسخ أ، ف، م و البحار: أيلومني.

[25] في نسختي ف، م لخرجت و في البحار: لو بقي لخرجت.

[26] في البحار و نسختي أ، م عبيد الله.

[27] في البحار و نسختي ف، ح تسقط.

[28] في البحار: مزيدتين.

[29] في البحار: فجيئني.

[30] في البحار و نسخ أ، ف، م أم.

[31] ليس في نسخ أ، ف، م .

[32] في البحار: لکن رفعت.

[33] ليس في نسخ أ، ف، م .

[34] عنه البحار: 49 / 306 ح 16 و عن مناقب ابن شهر اشوب: 4 / 333 مختصرا.

[35] في إثبات الهداة و نسخ أ، ف، م فيها.

[36] في إثبات الهداة: لقيته.

[37] عنه إثبات الهداة: 3 / 295 ح 122.

و روي هذه القصة في الکافي: 1 / 346 ح 3 و کمال الدين: 536 ح 1 و أخرجه في البحار: 25 / 175 ح 1 عن الکمال.

و أورده في منتخب الانوار المضيئة: 92 بإسناده عن الصدوق.