الشيخ حسن العراقي
قال الشعراني في الطبقات الکبري المسماه بلواقح الانوار في طبقات الاخيار في الجزء الثاني منه و منهم العارف بالله سيدي حسن العراقي رحمه الله تعالي المدفون بالکوم خارج باب الشريعه بالقرب من برکه الرطلي و جامع البشري ترددت اليه مع سيدي ابي العباس الحريثي و قال اريد ان احکي لک حکايتي من مبتدا امري الي وقتي هذا کانک کنت رفيقي من الصغر کنت شابا من دمشق و کنت صانعا و کنا نجتمع يوما في الجمعه علي اللهو و اللعب و الخمر فجاء الي التنبيه من الله تعالي يوما ا لهذا خلقت فترکت ما هم فيه و هربت منهم فتبعوا ورائي فلم يدرکوني فدخلت جامع بني اميه فوجدت شخصا يتکلم علي الکرسي في شان المهدي (ع) فاشتقت الي لقائه فصرت لا اسجد سجده الا و سالت الله تعالي ان يجمعني عليه فبينما انا ليله بعد صلاه المغرب اصلي صلاه السنه اذا بشخص جلس خلفي و حس علي کتفي و قال لي قد استجاب الله دعاءک يا ولدي ما لک انا المهدي فقلت تذهب معي الي الدار فذهب و قال اخل لي مکانا اتفرد فيه فاخليت له مکانا فاقام عندي سبعه ايام بلياليها و لقنني الذکر و قال اعلمک وردي تدوم عليه ان شاء الله تعالي تصوم يوما و تفطر يوما و تصلي کل ليله خمسمائه رکعه و کنت شابا امرد حسن الصوره فکان يقول لا تجلس قط الا ورائي و کانت عمامته کعمامه العجم و عليه جبه من وبر الجمال فلما انقضت السبعه ايام خرج فودعته و قال لي يا حسن ما وقع لي قط مع احد ما وقع معک فدم علي وردک حتي تعجز فانک تعمر عمرا طويلا و قد تقدم قول الشعراني ان حسن العراقي اخبره انه سال المهدي عن عمره لما اجتمع به و ان علي الخواص وافقه علي عمر المهدي و بالغ الشعراني في طبقاته في الثناء علي علي الخواص و تعداد مناقبه حتي انه قال انه کان اميا و کان يتکلم علي معاني الکتاب و السنه کلاما تحير فيه العلماء و کان محل کشفه اللوح المحفوظ عن المحو و الاثبات فاذا قال قولا لا بد ان يقع علي الصفه التي قال بل کان يخبر الشخص بواقعته التي اتي لاجلها قبل ان يتکلم الي غير ذلک. تنبيه و انا و ان کنا لا نعلم صحه جميع ما ادعي من مشاهده بعض مشائخ الصوفيه لصاحب الزمان (ع) بل نعلم ان بعض ما ادعوه من ذلک هو من جمله خرافاتهم و تمويهاتهم الا انا اوردنا ذلک حجه علي من يستنکر و يستبعد وجود صاحب الزمان (ع) و غيبته بل ينسب الاماميه في اعتقادهم ذلک الي الحمق حتي قال بعضهم انهم عار علي بني آدم و قال آخر ان من اوصي الي احمق الناس صرف الي من يقول بغيبه المهدي و مع ذلک لا يستنکر و لا يستعظم ان يکون الشيخ علي الخواص و هو امي ينکشف له اللوح المحفوظ عن المحور و الاثبات و يخبر بما في النفوس و يطلع علي الغيب و الشيخ محيي الدين بن العربي يجتمع بالانبياء و المرسلين في مکه المکرمه و يخاطبهم و يخاطبونه و يطوف بالکعبه و تطوف به حقيقه و تتکلم ابنته في المهد کما حکي ذلک کله الشعراني في اليواقيت و الجواهر عن الفتوحات و يعتقد لامثال هولاء اعظم الکرامات و مع ذلک فهو ينسب الاماميه الي الحمق باعتقاد ما يعتقده هولاء و يخبرون به عن انفسهم من وجود صاحب الزمان و الاجتماع به ليس هذا بانصاف.