بازگشت

في دفع الشبهات التي وردت في امر المهدي


الشبهة الاولي:

ان طول العمر بهذه المده مستبعد بل غير واقع عاده کيف و قد مضي عليه الان ما يزيد عن الف و تسع و ثمانين سنه کما مر و الجواب ان الاستبعاد ليس دليلا و لا يعارض الدليل و قد عرفت قيام الادله العقليه و النقليه علي ولادته و غيبته فهل يجوز ان ندفعها بالاستبعاد مع انه لا استبعاد في ذلک بعد نص القرآن العظيم علي مثله في نوح و انه لبث في قومه الف سنه الا خمسين عاما و نقل انه عاش الفا و ثلثمائه سنه و في روايه عن انس بن مالک عن النبي ص انه عاش الفا و اربعمائه و خمسين سنه و عاش آدم تسعمائه و ثلاثين سنه کما هو مذکور في التوراه و عاش شيث تسعمائه و اثنتي عشره سنه و جاءت الروايات ببقاء الخضر الي الان قال الطبرسي في اعلام الوري اجمعت الشيعه و اصحاب الحديث بل الامه باسرها خلا المعتزله و الخوارج علي ان الخضر موجود في هذا الزمان حي کامل العقل و وافقهم علي ذلک اکثر اهل الکتاب انتهي و کذلک الياس و ادريس و نص القرآن الکريم علي بقاء عيسي و رفعه الي السماء و جاءت الروايات المتفق عليها بين الفريقين علي انه ينزل عند خروج المهدي و يصلي خلفه فکيف جاز بقاء الماموم طول هذه المده و حياته و امتنع بقاء الامام هذا مع ما صح عن النبي ص انه قال کل ما کان في الامم السالفه يکون في هذه الامه حذو النعل بالنعل و القذه بالقذه و جاءت روايات الفريقين بحياه الدجال و هو کافر معاند مضل و بقائه الي خروج المهدي فيقتله المهدي فکيف امتنع في ولي الله ما وقع مع عدو الله و نسب معتقده الي الجهل و سخافه العقل و نص الکتاب العزيز علي بقاء ابليس الي يوم القيامه و هو غاو مضل و قد صنف ابو حاتم السجستاني کتابا خاصا بالمعمرين و قد نص القرآن الکريم علي بقاء اهل الکهف احياء و هم نيام و کلبهم باسط ذراعيه بالوصيد فلبثوا في رقدتهم الاولي ثلثمائه سنين و ازدادوا تسعا کما نطق به القرآن العظيم فايهما اعجب و اغرب و ابعد بقاء رجل ياکل و يشرب و يمشي و ينام و يستيقظ و يتنظف مده طويله ام بقاء اشخاص نيام في مکان واحد لا ياکلون و لا يشربون و لا يتنظفون. و قد نص القرآن الکريم علي اماته عزير مائه عام ثم احيائه و طعامه لم يتسنه و لم يتغير و حماره معه فايهما اعجب هذا ام بقاء المهدي و قد نص الکتاب العزيز علي بقاء اهل الجنه و النار و جاءت الاخبار بلا خلاف بان اهل الجنه لا يهرمون و لا يضعفون و لا يحدث بهم نقصان في الانفس و الحواس و من اراد استقصاء اخبار المعمرين فليرجع الي کتابنا البرهان علي وجود صاحب الزمان. و قد شاهدنا في زماننا بقاء الاجسام بعد الموت محفوظه بالادويه الوفا من السنين في الملک الذي اخرج من صيدا و هو في تابوت مغمورا بالماء لم يفقد من جسمه شي ء و نقل بتابوته الي القسطنطينيه في عهد السلطان عبد الحميد العثماني و تاريخه قبل المسيح (ع) و شاهدنا في مصر اجسام الفراعنه محنطه باقيه من عهد موسي (ع) او قبله باکفانها و التماسيح المحنطه و المعزي و الحنطه و الخبز و غير ذلک و بهذه السنين استخرج في مصر احد الفراعنه المسمي توت عنخ امون و جسمه لم يبل و مائدته امامه عليها الفواکه فاذا جاز علي الله تعالي ان يلهم عباده معرفه الادويه الحافظه لاجسام الموتي و الحيوانات و غيرها الوفا من السنين ا ما يجوز عليه ان يطول عمر شخص و يبقيه حيا زمانا طويلا و قد ضرب السيد ابن طاوس رحمه الله في کتاب کشف المحجه مثلا لرفع استبعاد بقاء المهدي حيا بين الناس مده طويله و هم لا يعرفونه حين حصلت بينه و بين بعض علماء بغداد من اهل السنه مناظره في ذلک فقال لو ان رجلا حضر الي بغداد و ادعي انه يستطيع المشي علي الماء و ضرب لذلک موعدا ا تري ان احدا من اهل بغداد کان يتخلف عن ذلک الموعد لا شک انه لا يتخلف احد او يتخلف النادر ثم اذا حضر في اليوم المعين و مشي علي الماء و قال انه في اليوم الثاني يريد ان يفعل مثل ذلک ا فکان يحضر من الناس مثلما حضر في اليوم الاول لا شک ان الحاضرين يکونون اقل من اليوم الاول بکثير و اذا قال انه في اليوم الثالث يريد ان يفعل مثل ذلک فلا شک انه لا يحضره احد او يحضره النادر و اذا تکرر ذلک منه کثيرا لا ينظر اليه احد و لا يستغرب منه ذلک فکذلک المهدي (ع) لما کان بقاء مثله زمنا طويلا قليل يستغربه الناس و لو نظروا الي تکرر وقوعه في الاعصار السابقه يرتفع الاستغراب و اقول انه



[ صفحه 62]



في زماننا و نحن بدمشق جاء خبر بان طياره عثمانيه تريد المجي ء الي دمشق و لم تکن الناس رات الطائرات فلم يبق بدمشق احد الا خرج للنظر اليها فلما جاءت ثانيا و ثالثا قل المتفرجون الي ان صارت الطائرات اليوم بمنزله الطيور لا ينظر اليها احد و لا يستغرب امرها.

الشبهه الثانية:

ما هو سبب الغيبه و ما الذي يحسبنها مع حاجه الناس الي ظهوره و ما الوجه في غيبته علي الاستمرار حتي صار ذلک سببا لانکار ولادته و الجواب انه بعد ما ثبت بالادله القاطعه التي تقدمت الاشاره الي بعضها وجوب نصب الامام و انحصار الائمه في الاثني عشر و منهم صاحب الزمان (ع) و رايناه غائبا عن الابصار علمنا انه لم يغب مع عصمته الا لسبب اقتضي ذلک و ضروره قادت اليه و لا يلزمنا معرفه ذلک علي التفصيل و جري ذلک مجري ما لا نعلم بمراد الله فيه من الايات المتشابهه في القرآن التي ظاهرها الجبر او التشبيه مثل الرحمن علي العرش استوي و جاء ربک و امثال ذلک فاذا علمنا باستحاله الجبر و الجسميه عليه تعالي و علمنا انه لا يجوز ان يخبر بخلاف ما هو عليه من الصفات علمنا ان لهذه الايات وجوها صحيحه بخلاف ظواهرها توافق ادله العقل و ان لم نعلمها تفصيلا و کذلک ما غاب عنا وجه المصلحه فيه من ايلام الاطفال و الطواف بالبيت و رمي الجمار و ما اشبه ذلک من العبادات فاذا علمنا انه تعالي لا يفعل قبيحا و لا يامر بالعبث فلا بد من مصلحه في ذلک و ان جهلنا تفصيلها مع ان السبب في الغيبه ظاهر و هو الخوف علي النفس و لو کان علي ما دون النفس لوجب الظهور و التحمل فان قيل الائمه قبله کانوا يخافون علي انفسهم و بعضهم قتل غيله بالسم و بعضهم بالسيف و قد اظهروا انفسهم و کثير من الانبياء اظهروا دعوتهم و ان ادت الي قتلهم قلنا يمکن ان يکون الفارق ان غيره من الائمه (ع) لهم من يقوم مقامهم و هو ليس بعده امام يقوم مقامه و کذلک الانبياء و ان خوفه کان اکثر لاخبار آبائه (ع) بان صاحب السيف من الائمه الذي يملا الارض عدلا هو الثاني عشر و شاع ذلک عنهم حتي بين اعدائهم فکان الملوک يتوقفون عن قتل آبائه لعلمهم انهم لا يخرجون بالسيف و يتشوفون الي حصول الثاني عشر ليقتلوه ا لا تري انه لما توفي الحسن العسکري (ع) وکل السلطان بحرمه و جواريه من يتفقد حملهن ليقتل ولده کما فعل فرعون و نمرود لما علما ان زوال ملکهما علي يد موسي و ابراهيم (ع) فوکلا من يتفقد الحبالي و يقتل الاطفال و فرقا بين النساء و الازواج فستر الله ولادتهما کما ستر ولاده المهدي لما علم في ذلک من الحکمه و التدبير مع ان حکمه الله في ذلک لا تجب معرفتها علي التفصيل کما قدمنا و يجوز اختلاف تکليفه مع تکاليفهم لاختلاف المصالح باختلاف الازمان کما کان تکليف امير المومنين مره السکوت و مره الجهاد بالسيف و تکليف الحسن الصلح و تکليف الحسين الخروج و تکليف باقي الائمه السکوت و التقيه صلوات الله عليهم اجمعين.

الشبهة الثالثة:

لم لم يحرسه الله تعالي من الاعداء و يظهره فهل تضيق قدرته عن ذلک و الجواب ان الله تعالي قادر علي کل شي ء و قد حفظ امام الزمان و منعه بکل ما لا يوجب الجبر و الالجاء اما ما يوجب الجبر و الالجاء فلا يجب ان يفعله الله تعالي و اذا کان هناک تکليف لا يجوز الاجبار لان شرط التکليف القدره و بالاجبار ترتفع.

الشبهة الرابعة:

کيف يمکن ان يکون شخص حي بجسمه الحيواني موجودا في سرداب يري الناس و لا يرونه و من الذي ياتيه بطعامه و شرابه و يقوم بحوائجه و الجواب ان هذا جهل ممن يري ان الشيعه تعتقد وجود المهدي في سرداب بسر من راي يري الناس و لا يرونه فان ذلک لا اصل له و لا يعتقده ذو معرفه من الشيعه بل الشيعه تعتقد بوجود المهدي حيا في هذه الدنيا يري الناس و يرونه و لا يعرفونه و قد رفع مولانا الصادق (ع) في الاحاديث السابقه المرويه عنه في المهدي (ع) استبعاد ذلک بان اخوه يوسف تاجروه و بايعوه و خاطبوه و هم اخوته فلم يعرفوه قال (ع) و ما تنکر هذه الامه ان يکون الله يفعل بحجته ما فعل بيوسف ان يکون يسير في اسواقهم و يطا بسطهم و هم لا يعرفونه حتي ياذن الله عز و جل ان يعرفهم نفسه کما اذن ليوسف و في روايه عن الصادق (ع) ان في صاحب هذا الامر سننا من الانبياء الي ان قال و اما سنته من يوسف فالستر جعل الله بينه و بين الخلق حجابا يرونه و لا يعرفونه و قد نشات شبهه ان الشيعه يعتقدون بوجود المهدي في سرداب بسر من راي من زيارتهم لذلک السرداب و تبرکهم به و صلاتهم فيه و زياره المهدي (ع) فيه فتوهموا انهم يقولون بوجوده في السرداب و تقول بعضهم عليهم بانهم ياتون في کل جمعه بالسلاح و الخيول الي باب السرداب و يصرخون و ينادون يا مولانا اخرج الينا و قال ان ذلک بالحله ثم شنع عليهم تشنيعا عظيما و نسبهم الي السخف و سفاهه العقل و هذا ليس بعجيب من تقولاتهم الکثيره علي الشيعه بالباطل و هذا الذي زعمه هذا القائل لم نره و لم نسمع به سامع من غيره و انما اخذه قائله من افواه المتقولين او افتراه من نفسه حتي انه لم يفهم ان السرداب بسامراء لا بالحله و سبب زياره الشيعه لذلک السرداب و تبرکهم به انه سرداب الدار التي کان يسکنها الامامان علي بن محمد الهادي و ابنه الحسن بن علي العسکري و ابنه الامام المهدي (ع) و تشرف بسکناهم له و قد رويت للامام المهدي (ع) فيه معجزه ياتي نقلها فيما نقلناه عن عبد الرحمن الجامي و رويت عن ائمه اهل البيت (ع) فيه زياره للمهدي (ع) فلذلک يزورونه فيه بتلک الزياره و رويت فيه ادعيه و صلوات يفعلونها فيه.

الشبهة الخامسة:

ما الفائده في امام غائب عن الابصار لا ينتفع به الناس في زمان غيبته و الامام انما نصب لينتفع به الناس و يرجعون اليه في الاحکام و ينصف المظلوم من الظالم و الجواب انا لا نسلم عدم الفائده في وجوده مع غيبته قال الشيخ ره في تلخيص الشافي ينتفع به في حال غيبته جميع شيعته و القائلين بامامته و ينزجرون بمکانه و هيبته عن القبائح فهو لطف لهم في حال الغيبه کما يکون لطفا في حال الظهور و هم ايضا منتفعون به من وجه آخر لانه يحفظ عليهم الشرع و بمکانه يتيقنون بانه لم يکتم من الشرع ما لم يصل اليهم انتهي و الي ذلک يشير بعض علمائنا رضوان الله عليهم بقوله وجوده لطف و تصرفه لطف آخر و غيبته منا و من اين لنا الجزم بانه لا يتصرف في مصالح العباد الدينيه و الدنيويه من حيث لا يعرفونه و قد جاء في الاخبار انه في حال غيبته کالشمس يسترها السحاب اي فکما ان للشمس المستوره بالسحاب منافع و فوائد في الکون فکذلک لصاحب الزمان مع استتاره فوائد و منافع في الکون و ان خفي علينا بعضها او جلها و لم نعلمها



[ صفحه 63]



علي التفصيل نعم جميع الفوائد التي نصب لاجلها لا تکون حاصله و هذا لا يضر لان السبب في ذلک هم العباد باخافتهم له التي اوجبت استتاره بل لو فرض محالا عدم الفائده في وجوده حال استتاره لم يکن في ذلک قبح بعد ان کان سبب استتاره من خوف الظالمين.

الشبهة السادسة:

اذا جاز ان يستتر للخوف من الناس بحيث لا يصل اليه احد و تفوتهم منافع وجوده جاز ان يکون معدوما او ان يموت حتي اذا علم الله ان الرعيه تمکنه اوجده او احياه کما جاز ان يبيحه الاستتار حتي اذا علم منهم التمکين اظهره و الجواب اولا انا لا نقطع انه لا يصل اليه احد فهذا امر غير معلوم و لا سبيل الي القطع به هکذا ذکر الطبرسي في اعلام الوري و لکن وردت اخبار داله علي عدم امکان الرويه بعد الغيبه الصغري اي في الغيبه الکبري فان عملنا بها فلا مساغ لهذا الجواب و بعضهم اولها بان المراد نفي الرويه بحيث يعلمه بعينه و يقطع بانه هو هو حال رويته او بغير ذلک من الوجوه کما ياتي و ثانيا انه لا يجوز ان يکون معدوما للادله القاطعه العقليه و النقليه التي دلت علي عدم جواز خلو العصر من امام فعلي الله تعالي ان ينصب للناس اماما تتم به الحجه و ينقطع العذر فاذا فاتهم الانتفاع به بسبب منهم لم يقدح ذلک في تمام الحجه بل تکون لازمه لهم لانه اذا اخيف فغيب شخصه منهم کان فوات المصلحه منسوبا اليهم فيلزمهم اللوم و الذم و المواخذه عليه و لا يجوز ان لا ينصب لهم اماما و لو علم انه لو نصبه لهم لاخافوه او قتلوه لان الحجه عليهم لا تتم بدون نصبه بل تکون الحجه فيما فات من مصالح العباد لازمه له تعالي لان ما فاتهم من المصالح يکون منسوبا اليه تعالي و لا يجوز ان يسببوا فعلا لله تعالي و لله الحجه البالغه هذا مع قطع النظر عن ان في وجوده في حال غيبته منافع ليست في حال عدمه و هي ما اشرنا اليها في جواب الشبهه الخامسه

الشبهة السابعة:

لو کان موجودا لوجب ان يظهر لوجود الداعي الي ظهوره و هو انتشار الفساد و ضعف الدين و تعطيل الاحکام و الحدود و شيوع الظلم و الجور و هو انما يظهر ليملاها قسطا و عدلا کما ملئت ظلما و جورا و الجواب اذا کانت غيبته بامر الله تعالي فظهوره لا يکون الا بامر الله تعالي و لا نقدر ان نحيط بالعله التي توجب ظهوره و لا بالحکمه التي تقتضي امر الباري تعالي له بالظهور فان ذلک لا يطلع عليه الا علام الغيوب فعلي قول من يقول ان افعال الباري تعالي لا تعلل بالعلل و الاغراض فالامر واضح اذ ليس لنا ان نسال عن عله عدم ظهوره و لا عن عله ظهوره و علي قول اصحابنا بان افعاله تعالي معلله بالعلل و الاغراض لا يمکننا الاحاطه بتلک العلل و امرها موکول اليه تعالي و قد کان يوسف (ع) و هو نبي ابن نبي معصوم لا يصدر الا عن امر ربه بينه و بين ابيه يعقوب (ع) مسافه غير کثيره البعد و هو حزين عليه حتي ذهب بصره و هو قادر علي ان يخبره بمکانه فلم يفعل حتي اذن له الله تعالي في ذلک و لم يکن ترکه لاعلام ابيه (ع) مع تلک الحاله التي وصفناها الا عن امر الله تعالي لحکمه اقتضت ذلک و هذا کما ان الله تعالي لم يبعث محمدا ص بالنبوه الا بعد اربعين من عمره مع انتشار الکفر و الفساد و عباده الاوثان و الالحاد و ليس لاحد ان يقول لم اخر بعثته الي الاربعين و لم يبعثه قبل ذلک مع وجود المقتضي لبعثه لان ذلک معارضه للحکيم فيما لا يطلع عليه و لا يعلم حکمته غيره مع انه اذا جاز ان يوخر الله تعالي خلقه مع وجود الظلم جاز ان يوخر ظهوره مع وجوده علي ان الوارد انه لا يظهر حتي تمتلي ء ظلما و جورا و لم يحن بعد ذلک الزمان.

الشبهة الثامنة:

اذا کان الخوف هو المانع له عن الظهور و کان يخاف من اعدائه فلم لا يظهر لشيعته و اوليائه يرشدهم الي ما لا يعلمون و الجواب انه بعد ما قامت الادله القاطعه علي وجوده و عصمته فلا يمکن الاعتراض و السوال لم فعل کذا و لم يفعل کذا لانا نعلم انه لا يصدر الا عن امر ربه و لا يتجاوز ما حدد له و قد اجيب عن ذلک بوجوه احدها ان سبب عدم ظهوره لاوليائه الخوف من انتشار خبره و ظهور امره باذاعه من يظهر لهم ثانيها ان غيبته عن اعدائه للخوف منهم و عن اوليائه للخوف عليهم فاذا ظهر لهم ذاع خبره و طولبوا به ثالثها و هو الذي عول عليه المرتضي قال اولا لا نقطع انه لا يظهر لجميع اوليائه فان هذا امر مغيب عنا و لا يعرف کل منا الا حال نفسه ثانيا نقول في عله غيبته عنهم انه انما يميز شخصه بالمعجز الذي يظهر علي يديه و الشبه تدخل في ذلک فلا يمتنع ان يکون کل من لم يظهر له من اوليائه هو المعلوم من حاله انه متي ظهر له قصر في النظر في معجزه و لحق بهذا التقصير بمن يخاف منه من الاعداء اقول ان الاخبار قد جاءت بظهوره لاوليائه و ثقاته في الغيبه الصغري مده اربع و سبعين سنه کما مر اما بعدها فقد تقدم بعض الاخبار الداله علي عدم امکان رويته و تکذيب من يدعي ذلک و سواء قلنا بذلک او قلنا بامکان الرويه في الغيبه الکبري و حملنا ما يدل علي العدم علي بعض الوجوه مثل اراده نفي الرويه التي يعرفه فيها بعينه و شخصه يمکن ان نقول ان سبب عدم ظهوره لاوليائه هو بعض الوجوه المتقدمه و الله اعلم.

الشبهة التاسعة:

الحدود التي تجب علي الجناه في حال الغيبه ان قلتم بسقوطها صرحتم بنسخ الشريعه و ان کانت ثابته فمن الذي يقيمها و الامام مستتر غائب و الجواب ان الحدود ثابته علي مستحقيها و غير ساقطه و الاثم في تفويت اقامتها علي المخيفين للامام المحوجين له الي الغيبه فحالها في زمن الغيبه عندنا حالها في زمن عدم تمکن اهل الحل و العقد من اختيار الامام عندکم فما اجبتم به فهو جوابنا ثم ان الشبهه لا تختص بحال الغيبه بل تجري في حال وجود الائمه و عدم تمکنهم و الجواب في الحالين واحد.

الشبهة العاشرة:

ان قلتم ان الحق مع غيبته لا يدرک و لا يوصل اليه فقد جعلتم الناس في حيره و ضلاله مع الغيبه و ان قلتم يدرک من جهه الادله المنصوبه عليه فقد صرحتم بالاستغناء عن الامام بهذه الادله و هذا خلاف مذهبکم و الجواب ان الحق قسمان عقلي و سمعي فالعقلي يدرک بالعقل و لا يوثر وجود الامام و لا فقده و السمعي عليه ادله منصوصه من اقوال النبي ص و اقوال الائمه الصادقين (ع) و لکن الحاجه مع ذلک الي الامام ثابته في کل عصر و علي کل حال اولا لکونه لطفا [1] لنا في فعل



[ صفحه 64]



الواجب العقلي من الانصاف و العدل و اجتناب الظلم و البغي و هذا مما لا يقوم غيره مقامه فيه و ثانيا ان النقل الوارد عن النبي و الائمه (ع) يجوز ان يترکه الناقلون تعمدا او اشتباها او يوجد ممن ليس نقله حجه فيحتاج الي الامام ليبين الحق.

الشبهة الحادية عشرة:

الاجماع قائم علي انه لا نبي بعد رسول الله ص و انتم زعمتم ان المهدي اذا ظهر لا يقبل الجزيه و يقتل من بلغ العشرين و لم يتفقه في الدين و يامر بهدم المساجد و المشاهد و يحکم بحکم داود و لا يسال عن بينه و اشباه ذلک و هذا نسخ للشريعه فقد اثبتم معني النبوه و ان لم تتلفظوا باسمها و الجواب ما ذکره الطبرسي في اعلام الوري قال انا لا نعرف ما تضمنه السوال من انه لا يقبل الجزيه و يقتل من بلغ العشرين و لم يتفقه فان کان ورد بذلک خبر فهو غير مقطوع به اما هدم المساجد و المشاهد فما سمعناه و يجوز ان يختص بما بني علي غير تقوي الله و علي خلاف ما امر به و هذا مشروع قد فعله النبي ص و منه مسجد الضرار و اما حکمه بحکم داود لا يسال عن بينه فهذا ايضا غير مقطوع به و ان صح فتاويله انه يحکم بعمله فيما يعلمه و للامام و الحاکم ان يحکم بعلمه و لا يسال البينه علي ان ما ذکروه من عدم قبول الجزيه و عدم سوال البينه لو صح لم يکن نسخا لان النسخ هو ما تاخر دليله عن الحکم المنسوخ اما اذا اصطحب الدليلان فلا يکون احدهما ناسخا للاخر و ان خالفه في الحکم و لذلک اتفقنا علي انه لو قال الزموا السبت الي وقت کذا ثم لا تلزموه لم يکن نسخا. و في البحار روي الحسين بن مسعود في شرح السنه باسناده عن النبي ص انه قال و الذي نفسي بيده ليوشکن ان ينزل فيکم ابن مريم حکما عدلا يکسر الصليب و يقتل الخنزير و يضع الجزيه فيفيض المال حتي لا يقبله احد ثم قال قوله يکسر الصليب يريد ابطال النصرانيه و يحکم بشرع الاسلام و معني قتل الخنزير تحريم اقتنائه و اکله و اباحه قتله و قوله يضع الجزيه معناه يضعها عن اهل الکتاب و يحملهم علي الاسلام فقد روي ابو هريره عن النبي ص في نزول عيسي و يهلک في زمانه الملل کلها الا الاسلام و يهلک الدجال فيمکث في الارض اربعين سنه ثم يتوفي فيصلي عليه المسلمون و قيل معني الجزيه ان المال يکثر حتي لا يوجد محتاج ممن يوضع فيهم الجزيه يدل عليه قوله فيفيض المال حتي لا يقبله احد و روي البخاري باسناده عن ابي هريره قال رسول الله ص کيف انتم اذا نزل ابن مريم و امامکم منکم و هذا حديث متفق علي صحته انتهي قال في البخاري و قد اورد هو و غيره اخبارا اخر في ذلک فظهر ان هذه الامور المنقوله من سير القائم (ع) لا تختص بنا بل اوردها مخالفونا و نسبوها الي عيسي (ع) لکن قد رووا ان امامکم منکم فما کان جوابهم فهو جوابنا و الشبهه مشترکه بينهم و بيننا انتهي فهذا جواب ما اورده علينا مخالفونا من الشبه في امر المهدي او يمکن ان يورد لهم.


پاورقي

[1] اللطف ما يقرب إلي الطاعة و يبعد عن المعصية بحيث لا يصل الي حد الاجبار.