بازگشت

آليه التغيير


وهذا الانتظار يشبه توقع الناس من اللّه ان يغير امورهم من السيء الي الحسن، ومن الفقر الي الغني، ومن العجز الي الکفاءه، ومن الهزيمه الي النصر. ولا شک في انه توقع صحيح وعقلاني، فان الانسان رکام من الضعف والعجز والفقر والجهل والسوء.

واللّه تعالي هو المومل ليغير ذلک کله ويحوله الي القوه والکفاءه والغني والعلم والحسن. وليس من باس علي الانسان من هذا التوقع والانتظار من اللّه تعالي ولکن بشرط ان يسلک الانسان لتحقيق هذا الانتظار الاليه المعقوله التي دعا اليها اللّه تعالي لهذا التغيير، فان هذا التغيير من جانب اللّه تعالي لا شک في ذلک، ولکن ضمن آليه معينه، وما لم يستخدم الانسان هذه الاليه، فلا يصح له ان يتوقع او ينتظر هذا التغيير من جانب اللّه.

وهذه الاليه هي ان يبدا الانسان بتغيير ما بنفسه حتي يغير اللّه تعالي ما به.

ان ما بنا من التخلف الاقتصادي والهزيمه العسکريه والتخلف العلمي وسوء الاداره... ناشيء عما بانفسنا من الاشکاليه والضعف والکسل والياس، وفقدان الجراه والشجاعه والجهل...

فاذا غيرنا (ما بانفسنا) غير اللّه تعالي ما بنا من دون شک. وليس من شک في ان اللّه تعالي هو وحده الذي يغير ما بنا.

کما ليس من شک في اننا لو لم نغير ما بانفسنا لا يغير اللّه ما بنا الا ان شاء اللّه، وهاتان حقيقتان تابيان النقاش والتشکيک.

وانتظار التغيير من اللّه تعالي حق ليس فيه شک، ولکن علي ان يقترن هذا الانتظار بالحرکه والفعل من ناحيه الانسان، وهذا هو الانتظار الحرکي في توضيح ثان.