بازگشت

تصحيح مفهوم الانتظار


نحن اليوم نعيش في عصر يکثر فيه الحديث عن ظهور الامام، ولست اعرف في عصور تاريخنا القريب والبعيد عصرا کان الحديث عن ظهور الامام ودولته ياخذ من اهتمام الناس هذا الماخذ القوي. اذن (الانتظار) سمه بارزه من سمات عصرنا.

ولکن، مع الاسف، لم يجر تصحيح وتوجيه علي مستوي الجمهور لمساله الانتظار، ويبحث شبابنا عن ظهور الامام(عج) وعلامات ظهوره في بطون الکتب، وفي رايي انه اتجاه غير صحيح، والصحيح ان نبحث عن ظهور الامام والثوره الکونيه التي يقودها في واقع حياتنا السياسيه والاجتماعيه. ان علامات ظهور الامام لا تستبطنها الکتب بقدر ما نجدها في واقعنا السياسي والحضاري المعاصر وفي وعينا ومقاومتنا، ووحده کلمتنا، وانسجامنا السياسي، وتضحيتنا وقدراتنا الحرکيه والسياسيه والاعلاميه.

ان المنهج الذي يتبعه بعض شبابنا في البحث عن علامات ظهور الامام في بطون الکتب منهج سلبي بالتاکيد. ويجب علينا تصحيح مفهوم الانتظار وتوجيه حاله الانتظار بالاتجاه الايجابي. والفرق بين المفهومين يتمثل في ان المفهوم الاول يجعل دور الانسان في الانتظار دورا سلبيا، والمفهوم الثاني يجعل دور الانسان في عمليه ظهور الامام دورا ايجابيا وفاعلا ويربطها بحياتنا وواقعنا السياسي والحرکي ومعاناتنا وعذابنا.

روي عن معمر بن خلاد عن ابي الحسن(ع) في تفسير قوله تعالي: (الم، احسب الناس ان يترکوا ان يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) «العنکبوت 1 و2» قال: يفتنون کما يفتن الذهب ثم قال: يخلصون کما يخلص الذهب. وعن منصور الصيقل قال: کنت انا والحارث بن المغيره من اصحابنا جلوسا، وابو عبداللّه(ع) يسمع کلامنا. فقال لنا: (في اي شي ء انتم هاهنا؟ هيهات لا واللّه لا يکون ما تمدون اليه اعينکم حتي تميزوا).وعن منصور، عن ابي عبداللّه(ع) قال: (يا منصور، ان هذا الامر لا ياتيکم الا بعد اياس. لا واللّه حتي يميزوا، لا واللّه حتي يشقي من يشقي ويسعد من يسعد).

يرتبط ظهور الامام(ع)، اذن، بعملنا وواقعنا وابتلائنا ومحنتنا، وسعادتنا وشقائنا اکثر مما يرتبط بالعلامات الکونيه المذکوره في الکتب. وهذا مفهوم يجب ان نعمقه ونثبته.