بازگشت

رهبان بالليل ليوث بالنهار


والي هذه الموازنه تشير الروايه (رهبان بالليل ليوث بالنهار).

ولليل والنهار دوران مختلفان في بناء شخصيه الانسان. ولکن هذين الدورين متکاملان يکمل احدهما الاخر ولابد منهما معا في بناء شخصيه الانسان المومن الداعيه والمجاهد، فلولا قيام الليل لم يثبت الانسان في مواجهه العقبات الصعبه في النهار ولم يتمکن من مواصله الحرکه علي طريق ذات الشوکه في النهار. ولولا حرکه النهار لعزل الليل صاحبه من القيام برساله الدعوه الي اللّه في وسط المجتمع، وفقد الانسان دوره الثاني في الحياه الدنيا بعد عبوديه اللّه، وهو الدعوه الي عبوديه اللّه.

وفي القرآن تاکيد علي دور الليل في اعداد الانسان للدعوه الي اللّه واهتمام به. ومن اوائل ما نزل علي رسول اللّه(ص)، في بدء الدعوه والوحي، سوره المزمل المبارکه التي يدعو اللّه تعالي فيها نبيه الي ان يعد نفسه في الليل اعدادا لتحمل القول الثقيل في النهار.

يقول تعالي مخاطبا نبيه: (يا ايها المزمل- قم الليل الا قليلا- نصفه او انقص منه قليلا- او زد عليه ورتل القرآن ترتيلا- انا سنلقي عليک قولا ثقيلا- ان ناشئه الليل هي اشد وطا واقوم قيلا- ان لک في النهار سبحا طويلا) «المزمل 71».

والتعبير عن الليل بالناشئه دقيق ومعبر، فانه ينشيء الانسان الذي يقيمه انشاء ويصنعه صنعا للاعمال الصعبه ويوط يء شخصيته ويعدها اعدادا للمهام الکبيره ويقوم سلوکه.

وقوله(قيلا) يعني تقويما: (ان ناشئه الليل هي اشد وطا واقوم قيلا).

وفي خطبه المتقين يصف الامام امير المومنين(ع) لهمام رحمه اللّه، کما في روايه الشريف الرضي، شطري حياه المتقين وهما الليل والنهار فاستمع اليه: (اما الليل فصافون اقدامهم، تالين لاجزاء القرآن يتلونه ترتيلا، يحزنون به انفسهم يستثيرون به دواء دائهم، فاذا مروا ب ايه تشويق رکنوا اليها طمعا وتطلعت نفوسهم اليها شوقا، وظنوا انها نصب اعينهم. واذا مروا ب ايه فيها تخويف اصغوا اليها مسامع قلوبهم. اما النهار فحلماء علماء ابرار اتقياء، قد براهم الخوف بري القداح، ينظر اليهم الناظر فيحسبهم مرضي وما بالقوم من مرض، ويقول: لقد خولطوا ولقد خالطهم امر عظيم). ان الليل والنهار شطرا حياه الانسان وهما يتکاملان، ولليل رجال ودوله، وللنهار رجال ودوله، ورجال النهار تنقصهم دوله الليل، ورجال الليل تنقصهم دوله النهار في الدعوه الي اللّه واقامه الحق وتعبيد الناس للّه، وانصار الامام المهدي (عجل اللّه فرجه) رجال الليل والنهار، وآتاهم اللّه دوله الليل والنهار.

سمه العبيد من الخشوع عليهم للّه ان ضمتهم الاسحارفاذا ترجلت الضحي شهدت لهم بيض القواضب انهم احرارولولا انهم رجال دوله الليل لم يتمکنوا من مواجهه طغاه الارض بمفردهم، ولولا انهم رجال النهار لم يتمکنوا من تطهير الارض من لوثه الشرک واقامه التوحيد والعدل علي وجه الارض، ولو لم يکونوا من رجال النهار لم يحکموا التوحيد والعدل في حياه الناس. ولو لم يکونوا من رجال الليل لاخذهم الغرور وشط بهم عن الصراط المستقيم.