تعادل الشخصيه
(ليوث بالليل رهبان بالنهار). من ابرز معالم هذا الجيل التعادل في الشخصيه، وهذا سر قوتهم ونفوذهم، تعادل بين الدنيا والاخره، وتعادل بين القوه والبصيره. واللّه تعالي يحب هذه الموازنه والتعادل، ويکره الافراط والتفريط والجنوح الي اليمين واليسار. يقول تعالي: (وابتغ في ما آتاک اللّه الدار الاخره ولا تنس نصيبک من الدنيا) «القصص 77». ويقول تعالي في ما يعلمنا من الدعاء: (ربنا آتنا في الدنيا حسنه وفي الاخره حسنه) «البقره 201». ويقول تعالي: (ولا تجعل يدک مغلوله الي عنقک ولا تبسطها کل البسط فتقعد ملوما محسورا) «الاسراء 29».
ومن هذه الموازنه التعادل بين الخشوع والعبوديه للّه والتذلل للمومنين والصرامه والقوه مع الکافرين (اذله علي المومنين اعزه علي الکافرين) «المائده 54»، ومن هذه الموازنه التعادل بين الاتکال علي اللّه والجهد والعمل والتخطيط. ويصف امير المومنين(ع) لهمام رحمه اللّه، کما في روايه الشريف الرضي، اطرافا من هذه الموازنه والتعادل في شخصيه (المتقين)، فيقول: (فمن علامه احدهم انک تري له قوه في دين وحزما في لين وعلما في حلم وقصدا في غني وتجملا في فاقه وصبرا في شده. يعمل الاعمال الصالحه وهو علي وجل، ويبيت حذرا ويصبح فرحا، يمزج الحلم بالعلم والقول بالعمل. في الزلازل وقور وفي الرخاء شکور، نفسه منه في عناء والناس منه في راحه). وهذه الموازنه من الملامح الواضحه في شخصيه انصار الامام.