بازگشت

دور السنن الالهيه والامداد الغيبي في الثوره


لا تتم الثوره، في مواجهه العتاه والطغاه والانظمه والموسسات الجاهليه الحاکمه والمتسلطه علي رقاب الناس، من دون امداد غيبي واسناد وتاييد من جانب اللّه بالتاکيد. والنصوص الاسلاميه توکد وجود هذا الامداد الالهي وتصف کيفيته.

الا ان هذا المدد الالهي احد طرفي هذه القضيه والطرف الاخر هو دور السنن الالهيه في التاريخ والمجتمع في تحقيق هذه الثوره الکونيه وتطويرها واکمالها. فان هذه السنن لا تتبدل ولا تتغير (سنه اللّه في الذين خلوا من قبل، ولن تجد لسنه اللّه تبديلا) «الاحزاب/62»، ولا تعارض المدد والاسناد الالهيين.

وشان هذه الثوره شان دعوه رسول اللّه(ص) الي التوحيد، والحرکه التي نهض بها(ص) لتحقيق التوحيد في حياه الناس.

فقد کانت هذه الحرکه موضع الامداد الالهي الغيبي بالتاکيد، ونصر اللّه تعالي رسوله(ص) بالملائکه المسومين والمردفين والرياح وجند لم يروهم، ونصره علي اعدائه بالرعب، ولکن اللّه تعالي امر رسوله(ص) بان يعد العده لهذه المعرکه المصيريه (واعدوا لهم ما استطعتم من قوه)«الانفال/60».

وتمت مراحل هذه المعرکه بموجب سنن اللّه تعالي في التاريخ والمجتمع، ينتصر فيها رسول اللّه(ص) علي اعدائه حينا وينتکس حينا آخر، ويستخدم الجند والمال والسلاح في هذه المعرکه، ويخطط لها، ويفاجيء العدو بوسائل واساليب جديده للقتال، ويفاجئه في الزمان والمکان، ولا يعارض شيء من ذلک الاعداد الغيبي الالهي لرسوله(ص) الذي لا نشک فيه، وهما وجهان لقضيه واحده.

ولا تشذ الثوره الکونيه التي يقودها حفيده عن الدعوه والثوره التي قادها هو(ص)، من قبل، بامر من اللّه تعالي.

ومن جمله هذه السنن التي لا بد منها، في هذه الثوره الکونيه، (الاعداد) و(التوطئه) قبل ظهور الامام و(النصره) و(الانصار) حين ظهور الامام(ع)، ومن دون هذا الاعداد والنصره والتوطئه لا يمکن ان تتم ثوره بهذا الحجم الکبير في تاريخ الانسان.

ونحن، في ما يلي، نستعرض طائفتين من النصوص تختص اولاهما ب (الاعداد والتوطئه) والاخري ب (الانصار والنصره) لنتامل فيهما ان شاء اللّه.

والطائفه الاولي من النصوص هي النصوص المتعلقه ب (الموطئين)، وهم الجيل الذي يعد الارض والمجتمع لظهور الامام(عج)، وثورته الکونيه الشامله. وهذا الجيل بطبيعته يسبق ظهور الامام(ع)، والطائفه الثانيه من النصوص تخص (الانصار)، وهم الجيل الذي ينهض بهم الامام(ع). ويقود بهم الثوره علي الظالمين. اذن نحن بين يدي جيلين:

1- جيل (الموطئين) الذي يمهدون الارض لظهور الامام.

2- جيل (الانصار) الذين ينهض بهم الامام(ع)، ويثور بهم علي الظالمين. وفي ما يلي نستعرض، ان شاء اللّه، هاتين الطائفتين من النصوص.