ما رواه الشيخ الطوسي في کتاب الغيبة
89- وروي الشيخ أبوجعفر محمد بن الحسن الطوسي في کتاب الغيبة قال: اخبرنا ابن أبي جيد عن ابن الوليد عن الصفار عن أبي عبدالله المطهري عن حکيمة بنت محمد بن علي الرضا عليه السلام في حديث ولادة المهدي عليه السلام: ان أبامحمد عليه السلام قال له: يا بني انطق بقدرة الله، فاستعاذ ولي الله من الشيطان الرجيم و استفتح ببسم الله الرحمن الرحيم و نريد ان نمن علي الذين استضعفوا في الارض و ذکرت الآيتين قالت: و صلي علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و أميرالمؤمنين و الائمة عليهم السلام واحدا واحدا حتي انتهي الي أبيه ورواه بسندين آخرين تقدما في النص عليه عليه السلام.
90- ثم قال: و في رواية اخري عن جماعة من الشيوخ: ان حکيمة حدثت بهذا الحديث الي قوله عليه السلام: اشهد ان لا اله الا الله، و ان محمدا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و ان عليا
[ صفحه 683]
أميرالمؤمنين حقا، ثم لم يزل يعد السادة و الاوصياء الي ان بلغ الي نفسه و دعا لاوليائه بالفرج علي يديه، و ذکر الحديث بتمامه و زاد فيه: فلما کان بعد اربعين يوما دخلت علي أبي محمد عليه السلام فاذا مولانا الصاحب عليه السلام يمشي علي الدار، فلم أروجها احسن من وجهه و لا لغة أفصح من لغته «الحديث».
91- ثم قال: جعفر بن محمد بن مالک قال: حدثني محمد بن جعفر بن عبدالله عن أبي نعيم محمد بن أحمد الانصاري قال: وجه قوم من المفوضة و المقصرة کامل بن ابراهيم المدني الي أبي محمد عليه السلام قال کامل: فقلت في نفسي: أسأله لا يدخل الجنة الا من عرف مثل معرفتي و قال بمقالتي؟ قال: فلما دخلت علي ابي محمد عليه السلام الي ان قال: فسلمت وجلست الي باب عليه ستر مرخي، فجاءت الريح فکشفت طرفه فاذا أنا بفتي کانه فلقة قمر من أبناء أربع سنين أو مثلها، فقال لي: يا کامل بن ابراهيم فاقشعررت من ذلک و الهمت ان قلت: لبيک يا سيدي؛ فقال: جئت الي ولي الله و حچجته و بابه تسأله هل يدخل الجنة الا من عرف معرفتک و قال بمقالتک؟ قلت: اي و الله يا سيدي، قال: اذن و الله يقل داخلها، و الله انه ليدخلها قوم يقال لهم الحقية، قلت: يا سيدي من هم؟ قال: قوم من حبهم لعلي يحلقون بحقه و لا يدرون ما حقه و فضله، ثم سکت عليه السلام عني ساعة ثم قال: وجئت تسأله عن مقالة المفوضة کذبوا بل قلوبنا أوعية لمشية اللهفاذا شاء شئنا، و الله يقول: و ما تشاؤن الا ان يشاء الله ثم رجع الستر الي حالته فلم استطع کشفه «الحديث».
قال ابونعيم: فلقيت کاملا فسألته عن هذا الحديث فحدثني به قال: وروي هذا الخبر أحمد بن علي الرازي عن محمد بن علي عن علي بن عبدالله بن عائذ عن الحسن بن وجناء النصيبي عن ابي نعيم مثله.
92- قال: و حدث عن رشيق صاحب الماوراني قال قعث الينا المعتضد و نحن ثلثة نفر، فأمرنا أن يرکب کل واحد منا فرسا و نجنب آخر، و نخرج مختفين لا يکون معنا قليل و لا کثير: الا علي الشرج مصلي، و قال لنا: الحقوا بسامراء و وصف لنا محلة ودارا و قال: اذا بلغتموها تجدون علي الباب خادما اسود، فاکبسوا الدار و من رأيتموه فيها فاتوني برأسه، فوافينا سامرا فوجدنا الامر کما وصفه و في الدهليز خادم اسود و في يده تکة ينسجها، فسألناه عن الدار و من فيها فقال:
[ صفحه 684]
صاحبها، فو الله ما التفت الينا و قل اکتراثه بنا، فکبسنا الدار کما امرنا فوجدنا دارا سرية و مقابل الدار ستر ما نظرت قط الي أنبل منه کان الايدي رفعت عنه في ذلک الوقت، و لم يکن في الدار احد، فرفعنا الستر فاذا بيت کبير کانه بحر فيه ماء في أقصي البيت حصير کانه (قد علمنا انه خ ل) علي الماء و فوقه رجل من أحسن الناس هيئة، قائم يصلي فلم يلتفت الينا و لا الي شي ء من اسبابنا فسبق احمد بن عبدالله ليتخطي البيت فغرق في الماء و ما زال يضطرب حتي مددت يدي اليه؛ فخلصته و أخرجته و غشي عليه و بقي ساعة و عاد صاحبي الثاني الي فعل مثل ذلک الفعل، و بقيت مبهوتا فقلت لصاحب البيت: المعذرة الي الله و اليک فو الله ما علمت کيف الخبر و لا الي من اجي ء و انا تائب الي الله، فما التفت الي شي ء مما قلنا و لا انقلب عما کان فيه، فها لنا ذلک و انصرفنا عنه، و قد کان المعتضد ينتظرناو قد تقدم الي الحجاب اذا وافيناه أن ندخل عليه في أي وقت کان، فوافيناه في بعض الليل فادخلنا عليه، فسألنا عن الخبر فحکينا له ما رأينا، فقال: و يحکم لقيکم أحد قبلي أو جري منکم الي احد سبب أو قول؟ قلنا لا فقال انا نفي من جدي و حلف بأشد أيمان له انه رجل ان بلغه هذا الخبر ليضربن اعناقنا فما جسرنا أن من نحدث به أحدا الا بعد موته. ورواه الراوندي في الخرائج عن رشيق و الذي قبله عن أبي نعيم نحوه.
93- و عن أحمد بن عبدون عن محمد بن علي الشجاعي عن محمد بن ابراهيم النعماني عن يوسف بن احمد الجعفري في حديث انه راي في طريق مکة اربعة في محمل فتعجب منهم فقال له أحدهم: أتحب ان تري صاحب زمانک؟ قال: فقلت: نعم فاو مي الي احد الاربعة فقلت: ان له دلائل و علامات، فقال: ايما احب اليک ان تري المحمل و ما عليه صاعدا الي السماء او تري المحمل صاعدا الي السماء؟ فقلت: ايهما کان فهي دلالة فرأيت الجمل و ما عليه يرفع الي السماء و کان الرجل او مي الي رجل به سمرة، و کان لونه الذهب بين عينيه سجادة.
94- و عن احمد بن علي الرازي عن احمد بنابي سورة عن جماعة عن ابيه انه خرج الي الحير قال فلما صرت الي الحير اذا شاب حسن الوجه يصلي، ثم انه ودع و ودعت فخرجنا فجئنا الي المشرعة فقال لي: يا أباسورة أين تريد فقلت: الکوفةً
[ صفحه 685]
فقال لي: مع من؟ مع الناس، فقال: لا تريد نحن جميعا نمضي؟ فقلت: و من معنا قال: ليس نريد معنا احدا قال: فمشينا لليلتنا فاذا نحن علي مقابل مسجد السهلة فقال لي: هو ذا منزلک فان شئت فامض، ثم قال لي: تمر علي ابن الداري (الذرادي خ ل) علي بن يحيي فتقول له: يعطيک المال الذي عنده، فقلت له: لا يدفعه الي، فقال: قل له: بعلامة انه کذا و کذا دينارا، و کذا و کذا درهما، و هو في موضع کذا و کذا، و عليه کذا و کذا مغطي، فقلت له: و من أنت؟ فقال؟ أنا محمد بن الحسن، فقلت: فان لم يقبل مني و طولبت بالدلالة؟ فقال: انا من ورائک قال: فجئت الي ابن الداري (الذرادي خ ل) فقلت له، فدفعني فقلت له العلامات التي قال لي و قلت له و قد قال لي انه من ورائک (من ورائي ظ)، فقال لي: ليس بعد هذا شي ء، و قال: لم يعلم بهذا الا الله تعالي فدفع الي المال.
95- قال: و في حديث آخر عنه و زاد فيه قال أبوسورة: فسألني الرجل عن حالي فاخبرته بضيقي و عيالي فلم يزل بما شيني حتي انتهينا الي النواويس في السحر، فجلسنا ثم حفر حفيرة فاذا الماء قد خرج فتوضأ ثم صلي ثلاث عشر رکعة، ثم قال: امض الي أبي الحسن علي بن يحيي فاقرأ عليه السلام و قل له: يقول لک الرجل: ادفع الي أبي سورة من السبعمأة دينار التي هي مدفونة في موضع کذا و کذا مأة دينار، و اني مضيت من ساعتي الي منزله، فدققت عليه الباب فقال: من هذا؟ فقلت: قولي لابي الحسن هذا ابوسورة فسمعته يقول: مالي و لابي سورة، ثم خرج الي فسلمت عليه و قصصت عليه الخبر، فدخل و اخرج الي مأة دينار فقبضتها، و قال لي: صافحته؟ فقلت نعم فأخذ يدي و وضعها علي عينيه ومسح بها وجهه.
قال احمد بن علي: و قد روي هذا الخبر عن محمد بن علي الجعفري و أحمد بن الحسن بن بشير و غيرهما و هو مشهور عندهم ورواه الراوندي في الخرايج عن ابن ابي سورة و کذا الذي قبله والذي قبلهما عن يوسف بن احمد نحو.
96- و عن احمد بن علي الرازي عن أبي الحسين محمد بن جعفر الاسدي عن الحسين بن محمد بن عامر الاشعري القمي عن يعقوب بن يوسف الضراب و ذکر حديثا طويلا مضمونه: انه رأي المهدي عليه السلام لما کان نازلا في دار في مکة، و معه جماعة من الخالفين قال: و کنت اذا انصرفت بالليل من الطواف أنا معهم في رواق في الدار.
[ صفحه 686]
و نعلق الباب و نلقي خلف الباب حجرا کبيرا، فرايت غير ليلة ضوء السراج في الرواق الذي کنا فيه شبيها بشوء المشعل، و رأيت الباب قد انفتح و لا اري أحدا فتحه من أهل الدار، ثم أراه عليه السلام يصعد الي الغزفة و أري الضوء الذي رأيته يضي ء في الرواق علي الدرجة عند صعود الرجل الي الغرفة ثم أراه في الغرفة من غير ان أري السراج و کان الذين معي يرون مثل ما أري و کنا نراه يدخل و يخرج و يجي ء الي الدار، و اذا الحجر علي حاله الذي ترکناه و کنا نغلق عند الباب خوفا علي متاعنا و کنا لا نري أحدا يفتحه و لا يغلقه و الرجل يدخل و يخرج و الحجر خلف الباب، الي وقت ننحيه اذا خرجنا، و ذکرانه رأي منه دلالات اخر.
97- قال: و اخبرنا الحسين بن ابراهيم عن احمد بن علي بن نوح عن أبي نصر هبةاللهبن محمد بن بنت ام کلثوم بنت أبي جعفر محمد بن عثمان العمري قال: حدثني جماعة من بني نوبخت منهم أبوالحسن بن زکريا النوبختي رحمه الله و حدثني به ام کلثوم بنت أبي جعفر محمد بن عثمان رحمه الله عنهم انه حمل الي أبي جعفر رضي الله عنه في وقت من الاوقات ما ينفذه الي صاحب الامر عليه السلام من قم و نواحيها، فلما وصل الرسول الي بغداد و دخل الي أبي جعفر و أوصل اليه ما دفع اليه و ودعه و جاء لينصرف قال له ابوجعفر: قد بقي شي ء مما استودعته فاين هو؟ فقال له الرسول: لم يبق شي ء يا سيدي في يدي الا و قد سلمته؛ فقال له أبوجعفر: بلي قد بقي شي ء فارجع الي ما معک و فتشه و تذکر ما دفع اليک، فمضي الرجل فبقي أياما يتذکر و يبحث و يفکر فلم يذکر شيئا و لا أخبره من کان في حملته، فرجع الي أبي جعفر فقال له: لم يبق شي ء في يدي مما سلم الي الا و قد حملته الي حضرتک فقال له أبوجعفر: فانه يقال لک الثوبان السردانيان اللذان دفعهما اليک فلان بن فلان ما فعلا؟ فقال له: و الله يا سيدي لقد نسيتهما حتي ذهبا عن قلبي و لست أدري الآن أين وضعتهما فمضي الرجل فلم يبق شي ء مما کان معه الافتشه و حله و سأله من حمل اليه المتاع شيئا ان يفتش ذلک، فلم يقف لهما علي خبر، فرجع الي أبي جعفر فقال له: يقال لک: امض الي فلان بن فلان القطان الذي حملت اليه العدلين القطن. فأفتق احدهما و هو الذي مکتوب کذا و کذا، فانهما في جانبه فتحير الرجل مما أخبر به أبوجعفر و مضي لوجهه الي الموضع، ففتق العدل الذي قال له: افتقه فاذا الثوبان في جانبه قد اندسا مع
[ صفحه 687]
القطن فأخذهما و جاء بهما الي أبي جعفر فسلمهما اليه و قال له: لقد انسيتهما لاني لما شددت المتاع بقيا فجعلتهما في جانب العدل ليکون احفظ لهما، و تحدث الرجل بما رآه و أخبره به من عجيب الامر الذي لا يقف عليه الانبي او أمام من قبل الله الذي يعلم السراير و ما تخفي الصدور، و لم يکن هذا الرجل يعرف أباجعفر و انما أنفذ علي يده کما ينفذ التجار الي أصحابهم علي يد من يثقون به، و لا کان معه تذکرة سلمها الي أبي جعفر و لا کتاب، لان الامر کان حادا جدا في زمان المعتضد، و السيف يقطر دما کما يقال، و کان سرا بين الخاص من اهل هذا الشأن. فکان ما يحمل الي أبي جعفر لا يقف من يحمل علي خبره و لا حاله، و انم يقال: امض الي موضع کذا و کذا فسلم ما معک من غير أن يشعر بشي ء من الامر و لا يدفع اليه کتاب لئلا يوقف علي ما يحمل منه.
98- قال: و أخبرني جماعة عن احمد بن محمد بن عياش قال حدثني ابن مروان الکوفي قال: حدثني ابن ابي سورة قال: کنت بالحاير زايرا عشية عرفة، فخرجت متوجها علي طريق البر فلما انتهيت المسناة جلست اليها مستريحا ثم قمت امشي و اذا رجل علي ظهر الطريق، فقال لي: هل لک في الرفقة؟ فقلت: نعم فمشينا معايحدثني و أحدثه و يسالني عن حالي فاعلمته اني مضيق لا شي معي و لا في يدي فقال لي اذا اتيت الکوفة فأت اباطاهر الزراري فاقرع عليه بابه، فانه سيخرج اليک و في يده دم الاضحية، فقل له: يقال لک اعط هذا الرجل الصرة الدنانير التي عند رجل السرير، فتعجبت من هذا ثم فارقني و مضي لوجهه أدري أين سلک، فدخلت الکوفة و قصدت اباطاهر محمد بن سليمان الزراري فقرعت عليه بابه کما قال لي، فخرج الي و في يده دم الاضحية، فقلت له: يقال لک اعط هذا الرجل الصرة الدنانير التي عند رجل السرير، و قال:سمعا و طاعة، و دخل فاخرج الي الصرة و سلمها الي فأخذتها و انصرفت.
قال: و أخبرني جماعة عن أبي غالب أحمد بن محمد الزراري عن محمد بن زيد بن مروان عن محمد بن علي الجعفري و محمد بن علي بن الرقام قالا: حدثنا ابوسورة احد مشايخ الزيدية و ذکر نحوه مع زيادات في الاعجاز.
99- قال: و اخبرنا جماعة عن أحمد بن محمد بن عياش عن أبي غالب الزراري
[ صفحه 688]
في حديث انه قدم من الکوفة في أيام الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح رحمه الله و استتاره و نصبه أباجعفر محمد بن علي المعروف بالشلمغاني، و کان مستقيما لم يظهر منه ما ظهر من الکفر و الالحاد، فقصد أباجعفر و سأله أن يکتب له الي الناحية المقدسة کتاب يسأل الدعاء له، قال: و کنت اعتقدت في نفسي ما لم أبده لاحد من خلق الله حال والدة أبي العباس ابني، و کانت کثيرة الخلاف و الغضب علي، و کانت مني بمنزلة فکتب ابوجعفر في درج: الزراري يسأل الدعاء في أمر قد أهمه و طواه، فلما کان بعد ايام جاء الجواب في الدرج و اما الزراري و حال الزوج و الزوجة فاصلح الله ذات بينهما فورد عليه أمر عظيم فتعجب، قلما قدم الکوفة کانت زوجته مغاضبة له في منزل أهلها، قال: فجاءت الي و استرضتني و اعتذرت الي و وافقتني و لم تخالفني حتي فرق الموت بيننا.
و عن جماعة عن أبي غالب الزراري نحوه مع زيادات في الالفاظ و زاد في آخره: و أقامت معي سنين کثيرة و رزقت مني أولادا و اسات اليها اساآت و استعملت معها کل مالا تصبر النساء عليه، فما وقعت بيني و بينها لفظة شر، و لا بين أحد من أهلها الي ان فرق الزمان بيننا. ورواه الراوندي في الخرايج عن أبي غالب نحوه.
100- قالوا: قال أبوغالب رحمه الله و کنت قديما قبل هذه الحال قد کتبت رقعة اسأل فيها أن يقبل ضيعتي و لم يکن أعتقادي في ذلک الوقت التقرب الي الله عزوجل بهذه الحال، و انما کان شهوة مني للاختلاط بالنوبختيين و الدخول معهم فيما کانوا فيه من الدنيا، فلم أجب الي ذلک و ألححت في ذلک، فکتب الي ان اختر من تثق به فاکتب الضيعة باسمه فانک تحتاج اليها، فکتبتها باسم أبي القاسم موسي بن الحسن الزجوزجي بن اخي أبيجعفر (ره) لثقتي به، و موضعه من الديانة و النعمة، فلم تمض الايام حتي أسروني الاعراب و نهبوا الضيعة التي کنت املکها، و ذهب مني فيها من غلاتي و دوابي و آلتي نحو من ألف دينار، و أقمت في أسرهم مدة الي ان اشتريت نفسي بمأة دينار والف و خمسمأة درهم لزمني في اجرة الرسل نحو من خمسمأة درهم، فخرجت و احتجت الي الضيعة، فبعتها.
101- قال: و أخبرني الحسين بن عبيدالله عن أبي الحسن محمد بن احمد بن داود القمي عن أبي علي الهمام قال: أنفذ محمد بن علي الشلمغاني الغراقري الي الشيخ
[ صفحه 689]
الحسين بن روح يسأله أن يباهله و قال: أنا صاحب الرجل و قد أمرت باظهار العلم و قد اظهرته باطنا و ظاهرا فباهلني، فأنفذ اليه الشيخ رحمه الله في جواب ذلک أينا تقدم صاحبه فهو المخصوم، فتقدمه الغراقري فقتل و صلب و اخذ معه ابن أبي عون و ذلک في سنة ثلث و عشرين و ثلثمأة.
102- قال ابن نوح و اخبرني جدي محمد بن احمد بن العباس بن نوح رضي الله عنه قال أخبرنا ابومحمد الحسن بن جعفر بن اسمعيل بن صالح الصيمري قال: لما أنفذ الشيخ أبوالقاسم الحسين بن روح رضي الله عنه التوقيع في لعن ابن ابي الغراقر أنفذه من محبسه في دار المقتدر الي شيخنا أبي علي بن همام (ره) في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة و ثلثمأة؛ و املاه أبوعلي (ره) علي و عرفني ان أباالقاسم رضي الله عنه راجع في ترک اظهاره، فانه في يد القوم و حبسهم، فأمر باظهاره و ان لا يخشي و يأمن فتخلص و خرج من الحبس بعد ذلک بمدة يسيرة و الحمدلله.
103- قال: و وجدت في اصل عتيق کتب بالاهواز في المحرم سنة سبع عشرة و ثلثمأة ابوعبدالله قال: حدثنا ابومحمد الحسن بن علي بن اسمعيل بن جعفر بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن ابيطالب الجرجاني قال: کنت بمدينة قم فجري بين اخواننا کلام في أمر رجل أنکر ولده، فأنفذوا رجلا الي الشيخ صانه الله، فکنت حاضرا عنده أيده الله: فدفع اليه الکتاب فلم يقرأه و أمره ان يذهب الي أبي عبدالله البزوفري أعزه الله ليجيب عن الکتاب، فصار اليه و أنا حاضر فقال له ابوعبدالله: الولد ولده و واقعها في يوم کذا و کذا في موضع کذا و کذا، فقل له: فيجعل اسمه محمدا، فرجع الرسول الي البلد و عرفهم و وضح عندهم القول، و ولد الولد و سمي محمدا.
104- قال ابن نوح: و حدثني ابوعبدالله الحسين بن محمد بن سورة القمي قال: قدم علينا حاجا قال: حدثني علي بن الحسن بن يوسف الصايغ القمي و محمد بن أحمد الصيرفي المعروف بابن الدلال و غيرهما من مشايخ اهل قم: ان علي بن الحسين بن موسي بن بابويه کانت تحته بنت عمه محمد بن موسي بن بابويه، فلم يرزق منها ولدا فکتب الي الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه ان يسأل الحضرة ان يدعو الله أن يرزقه اولادا فقهاء، فجاء الجواب: انک لا ترزق من
[ صفحه 690]
هذه و ستملک جارية يلمية ترزق منها ولدين فقيهين.
قال: و قال لي أبوعبدالله بن سورة حفظه الله: و لابي الحسن بن بابويه ثلثة اولاد محمد و الحسين فقيهان ماهران في الحفظ يحفظان مالا يحفظ غيرهما من اهل قم، و لهما اخ اسمه الحسن و هو الاوسط، مشتغل بالعبادة و الزهد لا يختلط بالناس و لا فقه له.
قال ابن سورة: کلما روي ابوجعفر و ابوعبدالله ابنا علي بن الحسين شيئا يتعجب الناس من حفظهما، و يقولون لهما: هذا الشأن خصوصية لکما بدعوة الامام عليه السلام، و هذا امر مستفيض في اهل قم.
105- قال: و سمعت اباعبدالله بن سورة القمي يقول: سمعت سرورا و کان رجلا عابدا مجتهدا لقيته بالاهواز غير أني نسيت نسبه يقول: کنت أخرس لا أتکلم، فحملني أبي و عمي في صباي و کنت اذا ذاک ثلث عشرة او أربع عشرة الي الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح رحمه الله و سألاه ان يسأل الحضرة أن يفتح الله لساني فذکر الشيخ أبوالقاسم الحسين بن روح: انکم أمرتم بالخروج الي الحائر قال سرور فخرجنا انا و ابي و عمي الي لحايز فاغتسلنا وزرنا قال: فصاح بي أبي و عمي: يا سرور؟ فقلت بلسان فصيح: لبيک، فقالا لي: و يحک تکلمت؟ فقلت: نعم قال ابوعبدالله بن سورة کان سرور هذا رجلا ليس بجهوري الصوت.
106- قال: و اخبرني محمد بن محمد بن النعمان و الحسين بن عبيدالله عن محمد بناحمد الصفواني رحمه اله قال: رأيت القاسم بن العلا و قد عمر مأة سنة و سبع عشرة سنة منها ثمانين سنة صحيح العينين، لقي مولانا أباالحسن و أبامحمدا لعسکريين عليهماالسلام و حجب بعد الثمانين وردت عليه عينيه قبل موته بسبعة ايام، و ذلک اني کنت مقيما عنده بمدينة الران من أرض آذربيجان، فکان لا تنقطع توقيعات مولانا صاحب الزمان عليه السلام علي يد أبي جعفر محمد بن عثمان العمري، و بعده علي يد أبي القاسم الحسين بن روح قدس الله أرواحهما، فانقطعت عنه المکاتبة نحوا من شهرين، فقلق لذلک (ره) فبينا نحن عنده نأکل اذ دخل عليه البواب مستبشرا فقال له فيج العراق - لا يسمي بغيره، - فاستبشر القاسم و حول وجهه الي القبلة فسجد و دخل کهل قصير يري اثر الفيوج عليه و عليه جبة مصرية، و في رجله نعل محاملي
[ صفحه 691]
و علي کتفه مخلاة، فقام القاسم فعانقه و وضع المخلاة من عنقه، و دعا بطشت و ماء فغسل يده و أجلسه الي جانبه، فأکلنا و غسلنا أيدينا، فقام الرجل فاخرج کتابا أفضل من نصف الدرج، فناوله القاسم فاخذه و قبله و دفعه الي کاتب، يقال له ابن أبي سلمة فأخذه ابوعبدالله ففصه و قرأه، حتي أحس القاسم ببکائه، فقال: يا اباعبدالله خير؟ فقال: خير، فقال: ويحک خرج في شي ء؟ فقال ابوعبدالله: اماماتکره فلا، قال القاسم: فما هو؟ قال: نعي الشيخ الي نفسه بعدو رود هذا الکتاب بأربعين يوما، و قد حمل اليه سبعة أثواب، فقال القاسم: في سلامة من ديني؟ فقال: في سلامة من دينک، فضخک (ره) فقال: ما أومل بعد هذا العمر، فقام الرجل الوارد فاخرج من مخلاته ثلثة أزرو حبرة يمانية حميراء، و عمامة و ثوبين و منديل، فآخذه القاسم و کان عنده قميص خلعه عليه مولانا الرضا ابوالحسين عليه السلام و کان له صديق يقال له عبدالرحمن بن محمد السينيري و کان شديد النصب، و کان بينه و بين القاسم نضر الله وجهه مودة في امور الدنيا شديدة، و کان القاسم يوده، و قد کان عبدالرحمن وافي الي الدار لاصلاح بين أبي جعفر بن حمدون الهمداني و بين ختنه ابن القاسم، فقال القاسم لشيخين من مشايخنا المقيمين معه: ان قرأ هذا الکتاب عبدالرحمن بن محمد، فاني أحب هدايته و ارجو ان يهديه الله بقرائة هذا الکتاب فقالا له: الله الله الله فان هذا الکتاب لا يحتمل ما فيه خلق من الشيعة، فکيف عبدالرحمن بن محمد؟
ثم ذکرانه اقرأه الکتاب الي أن قال: أرخ هذا اليوم، فان أنا عشت بعد هذا اليوم المورخ في هذا الکتاب فاعلم اني لست علي شي ء، و ان أنامت فانظر لنفسک، فورخ عبدالرحمن اليوم و افترقوا و حم القاسم يوم السابع من ورود الکتاب و اشتدت به في ذلک اليوم العلة الي أن قال: ثم تفرقعت أجفان عينيه کما يفرقع الصبيان شقايق النعمان و أنفتحت حدقته، و جعفل يمسح بکمه عينيه و خرج من عينيه شبيه بماء اللحم، ثم مد طرفه الي ابنه فقال: يا حسن الي يا اباحامد الي يا اباعلي الي فاجتمعوا حوله، و نظرنا الي الحدقتين صحيحتين فقال له ابوحامد: تراني و جعل يده علي کل واحد منا و شاع الخبر في الناس و العامة فاتتنا الناس من العوام ينظرون اليه، الي ان قال: و خرج الناس متعجبين «الحديث» و قال في آخره: فلما کان في يوم الاربعين و قد طلع الفجر مات القاسم، ثم ذکر
[ صفحه 692]
ان عبدالرحمن بن محمد تشيع. ورواه الراوندي في الخرايج عن أبي عبدالله الصفواني نحوه.
107- و بهذا الاسناد عن الصفواني و ذکر حديثا طويلا حاصله: ان رجلا کان ينکر وکالة الحسين بن روح رضي الله عنه، فأراد امتحانه فکتب کتابا بقلم بغير مداد، و ارسله الي الحسين بن روح فقال: يجيئک الجواب، ثم أرسل اليه الجواب في تلک الرقعة، فقطع بوکالته و اعتذر اليه.
108- قال: و اخبرنا جماعة عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابوية عن علي بن محمد بن متيل و ذکر حديثا حاصله ان امرأة من اهل آبة کان معها ثلثمأة دينارا أرادت أن تسلمها علي يد أبي القاسم الحسين بن روح، و أخذت معها رجلا يترجم بينها و بينه، فکلمها ابوالقاسم بلسانها ابتدءا او أخبرها باسمها و ببعض احوالها و استعنت عن الترجمة.
109- و عنهم عن ابن بابويه عن محمد بن اسحق الطالقاني و ذکر حديثا حاصله انه سئل أباالقاسم الحسين بن روح رضي الله عنه عن مسائل فأجابه عنها، ثم عاد اليه من الغد و هو يقول في نفسه: أتراه ذکر لنا امس من عند نفسه؟ فقال له ابتداءا لان اخر من السماء فتخطفني الطير او تهوي بي الريح من مکان سحيق أحب الي من أن اقول في دين الله برأيي و من عند نفسي، ذلک من الاصل و مسموع من الحجة عليه السلام.
110- قال محمد بن اسحق: و أخبرني جماعة من اهل بلادنا المقيمين ببغداد في السنة التي خرجت القرامطة علي الحاج؛ و هي سنة الکواکب ان والدي (ره) کتب الي ابي القاسم الحسين بن روح قدس الله روحه يستأذن في الخروج الي الحج فخرج الجواب: لا تخرج في هذه السنة، فأعاد و قال: هو نذر واجب أفيجوزلي القعود عنه؟ فخرج في الجواب ان کان و لابد فکن في القافلة الاخيرة، فکان في القافلة الاخيرة، فسلم بنفسه و قتل من تقدم في القوافل الاخر.
111- قال الشيخ: قال ابن نوح: حدثني ابونصر هبة الله بن محمد قال: حدثني ابن أبي جيد القمي عن علي بن احمد الدلال القمي عن أبي جعفر محمد بن عثمان رضي الله عنه في حديث انه حفر قبرا لنفسه و قال: اذا کان يوم کذا من شهر کذا من سنة
[ صفحه 693]
کذا صرت الي الله عزوجل و دفنت فيه، الي أن قال: ثم اعتل ابوجعفر (ره) فمات في اليوم الذي ذکره و دفن فيه.
و عنه عن هبة الله بن محمد عن بنت أبي جعفر عن أبيها مثله.
112- و عن جماعة عن ابن بابويه عن احمد بن الحسن المکتب قال: کنت بمدينة السلام في السنة التي توفي فيها الشيخ أبوالحسن علي بن محمد السمري قدس الله روحه، فحضرته قبل وفاته بأيام فأخرجه الي الناس توقيعا نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر اخوانک فيک، فانک ميت ما بينک و بين ستة أيام، فاجمع امرک و لا توص الي احد فيقوم مقامک بعد وفاتک، فقد وقعت الغيبة التامة فلا ظهور الا باذن الله تعالي ذکره، و ذلک بعد طول الامد و قسوة القلوب و امتلاء الارض جورا الي أن قال: فلما کان يوم السادس عدنا اليه و هو يجود بنفسه، فقيل له: من وصيک من بعدک؟ فقال لله أمر هو بالغه، و قضي فهذا آخر کلام سمع منه رضي الله عنه و أرضاه.
113- و عن جماعة عن ابن بابويه عن جماعة من أهل قم منهم علي بن احمد بن عمران الصفار و هرثمة بن العلوية الصفار و الحسين بن احمد بن ادريس: ان علي بن محمد السمري قال لهم يوما: آجرکم الله في علي بن الحسين بن بابويه فقد قبض في هذه الساعة، قالوا: فاثبتنا الساعة و اليوم و الشهر، فلما کان بعد سبعة عشر يوما ورد الخبر بانه قبض في تلک الساعة التي ذکرها الشيخ ابوالحسن قدس الله روحه ورواه باسناد آخر کما مر في روايات الصدوق.
114- قال الشيخ: وروي محمد بن يعقوب الکليني عن أحمد بن يوسف الشاسي (محمد بن يوسف الشاشي ظ) قال: قال لي محمد بن الحسن الکاتب المروزي: وجهت الي حاجز الوشامأتي دينار و کتبت الي الغريم بذلک، فخرج الوصول و ذکر انه کان له قبلي ألف دينار، و اني و جهت اليه مأتي دينار و قال: ان أردت أن تعامل أحدا فعليک بابي الحسين الاسدي بالري، فورد الخبر بموت حاجز بعد يومين أو ثلثة، فاعلمته بموته، فاغتم فقلت له: لا تغتم فان لک في التوقيع اليک دلالتين، احديهما اعلامه اياک ان المال ألف دينار، و الاخري أمره لک بمعاملة أبي الحسين لعلمه بموت الحاجز.
[ صفحه 694]