بازگشت

ما رواه الطبرسي في کتاب الاحتجاج


و قال احمد بن علي بن ابي طالب الطبرسي في کتاب الاحتجاج: قد روي عن أبي الحسن الرضا عليه السلام في ذم الغلاة و المفوضة و تکفيرهم و تضليلهم و البراءة منهم و ممن والاهم و علة مادعاهم الي ذلک الاعتقاد الفاسد الباطل، ما قد تقدم ذکر طرف منه، و کذلک روي عن آبائه و أبنائه (ع) في حقهم و الامر بلعنهم و البراءة منهم و اشاعة حالهم و الکشف عن سوء اعتقادهم.

62- قال: و بالاسناد السابق في معجزات النبي صلي الله عليه و آله و سلم عن أبي محمد ألحسن بن علي العسکري (ع) عن الرضا عليه السلام قال: ان هؤلاء الضلال الکفرة ما أتوا الا من قبل جهلهم بمقدار أنفسهم حتي أشتد اعجابهم بها الي أن قال: فنظروا الي عبد قد اختصه الله بقدرته ليبين بها فضله عنده، و آثره بکرامة يوجب بها حجته علي خلقه، و



[ صفحه 762]



ليجعف ما آتاه من ذلک ثوابا علي طاعته عليهم حجة و لهم قدوة، الي ان قال: فکذلک هؤلاء لما وجدوا أميرالمؤمنين عليه السلام عبدا اکرمه الله ليبين فضله، و يقيم حجته و صغروا عندهم خالقهم أن يکون جعل عليا له عبدا و أکبروا عليا عن ان يکون الله عزوجل له ربا، فسموه بغير اسمه فنهاهم هو و اتباعه من اهل ملته و شيعته، و قالوا لهم: ياهؤلاء ان عليا و ولده عباد مکرمون مخلوقون مدبرون لا يقدرون الا علي ما أقدرهم الله عليه رب العالمين، و لا يملکون الا ما ملکهم، و لا يملکون موتا و لا حيوة و لا نشورا و لا قبضا و لا بسطا و لا حرکة و لاسکونا الا ما أقدرهم عليه و طوقهم، و ان ربهم و خالقهم يجل عن صفات المحدثين، و يتعالي عن نعوت المحدودين، و ان من اتخذهم او واحدا منهم أربابا من دون الله فهو من الکافرين، و قد ضل سواء السبيل فأبي القوم الاجماحا و اشتدوا في طغيانهم يعمهون، فبطلت امانيهم و خابت مطالبهم و بقوا في العذاب الاليم.

63- و بالاسناد عن العسکري عليه السلام ان أباالحسن الرضا عليه السلام قال: من تجاوز باميرالمومنين عليه السلام العبودية فهو من المغضوب عليهم و من الضالين.

64- و بالاسناد قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام: لا تجاوزوا بنا العبودية ثم قولوا فينا ما شئتم و لن تبلغوا، و اياکم و الغلو کغلو النصاري فاني بري ء من الغالين، فقام اليه رجل فقال: يا ابن رسول الله صف لنا ربک فان من قبلنا قفد اختلقوا علينا فوصفه الرضا عليه السلام بأحسن وصف و مجده و نزهه عما لا يليق به، فقال له الرجل: بابي انت و امي يا ابن رسول الله فان معي ممن ينتحل موالاتکم يزعم ان هذه کلها صفات علي عليه السلام و انه هو الله رب العالمين، فلما سمعها الرضا عليه السلام ارتعدت فرائصه و تصبب عرقا فقال: سبحان الله عما يقول الظالمون علوا کبيرا، أو ليس کان علي عليه السلام عبدا آکلا في الآکلين و شاربا في الشاربين، و ناکحا في الناکحين، و محدثا في المحدثين و کان مع ذلک مصليا خاضعا بين يدي الله ذليلا، و اليه أو اها منيبا أفمن کانت هذه صفته يکون الها؟ فان کان هذا الها فليس منکم احد الا و هو الله لمشارکته له في هذه الصفات الدالات علي حدوث کل موصوف بها؛ فقلت: يا ابن رسول الله انهم يزعمون ان عليا عليه السلام لما أظهر من نفسه المعجزات التي لا يقدر عليها غير الله دل



[ صفحه 763]



علي انه الله، ولما ظهر لهم بصفة المحدثين العاجزين لبس ذلک عليهم و امتحنهم ليعرفوه و ليکون ايمانهم اختيارا من انفسهم، فقال الرضا عليه السلام: اول ما هاهنا انهم لا ينفصلون ممن قلب هذا عليهم، فقال: لما ظهر منه الفقر و الفاقة دل علي ان من هذه صفته و شارکه فيها الضعفاء المحتاجون لا تکون المعجزات فعله، فعلم بهذا ان الذي أظهر المعجزات انما کانت من فعل القادر الذي لا يشبه المخلوقين لا فعل المحتاج المشارک للضعفاء في صفات الضعف. ورواه العسکري عليه السلام في تفسيره و کذا الاحاديث التي قبله.

65- و عن ابي الحسن علي بن أحمد الدلال القمي قال: اختلف جماعة من الشيعة في أن الله عزوجل فوض الي الائمة (ع) ان يخلقوا و يرزقوا، فقال قوم: هذا محال و قال آخرون: بل الله أقدرهم علي ذلک، فقال قائل: ما لکم لا ترجعون الي أبي جعفر محمد بن عثمان العمري فانه الطريق الي صاحب الامر عليه السلام، فکتبوا المسئلة و انفذوها اليه فخرج اليهم من جهته توقيع نسخته: ان الله تعالي هو الذي خلق الاجسام و قسم الارزاق لانه ليس بجسم و لا حال في جسم ليس کمثله شي ء و هو السميع البصير، فاما الائمة (ع) فانهم يسألون الله تعالي فيخلق و يسألونه فيرزق ايجابا لمسئلتهم و اعظاما لحقهم.

66- قال الطبرسي: و مما خرج عن صاحب الزمان صلوات الله عليه ردا علي الغلاة من التوقيع جوابا لکتاب کتب اليه علي يد محمد بن علي بن هلال الکرخي: يا محمد بن علي تعالي الله عزوجل عما يصفون سبحانه و بحمده ليس نحن شرکاؤه في عمله و لا في قدرته، بل لا يعلم العيب غيره کما قال في محکم کتابه تبارکت اسماؤه قل لا يعلم من في السموات و الارض الغيب الا الله و انا و جميع آبائي من الاولين آدم و نوح و ابراهيم و موسي و عيسي و غيرهم من النبيين و من الآخرين محمد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و علي بن ابي طالب و الحسن و الحسين و غيرهم من الائمة صلوات الله عليهم الي مبلغ ايامي و منتهي عصري عبيدالله عزوجل يقول الله: و من أعرض عن ذکري فان له معيشة ضنکا «الآيات» يا محمد بن علي قد اذانا جهلاء الشيعة و حمقاؤهم، و من دينه جناح البعوضة أرحج منه، فاشهد الله الذي لا اله الا هو و کفي به شهيدا و رسوله محمدا صلي الله عليه و آله و سلم و ملائکته وانبيائه و أوليائه عليهم السلام و اشهدک و اشهد کل من سمع



[ صفحه 764]



کتابي هذا اني بري ء الي الله و الي رسوله ممن يقول انا نعلم الغيب أو نشارک الله في ملکه، أو يحلنا محلا سوي المحل الذي رضيه الله لنا و خلقنا له، او يتعدي بنا عما قد فسرته لک و بينته في صدر کتابي، و اشهدکم ان کل من نبرأ منه فان الله يبرأ منه و ملائکته و رسله و أولياؤه، و جعلت هذا التوقيع الذي في هذا الکتاب امانة في عنقک و عنق من سمعه الا يکتمه من أحد من موالي و شيعتي حتي يظهر عي هذا التوقيع الکل من الموالي؛ لعل الله عزوجل يتلافاهم فيرجعون الي دين الله الحق، و ينتهون عما لا يعلمون منتهي أمره و لا يبلغ منتهاه؛ فکل من فهم کتابي و لم يرجع الي ماقد أمرته و نهيته فقد حلت عليه اللعنة من الله و ممن ذکرت من عباده الصالحين.

67- قال: وروي اصحابنا ان أبامحمد الحسن السريعي کان من اصحاب أبي الحسن علي بن محمد عليهماالسلام ثم ابي محمد الحسن بن علي عليه السلام و هو اول من ادعي مقاما لم يجعل الله فيه من قبل صاحب الزمان صلوات الله عليه، و کذب علي الله و علي حججه (ع) و نسب اليهم ما لا يليق بهم و ما هم منه براء، ثم ظهر منه القول بالکفر و الالحاد و کذلک کان محمد بن نصير النميري من أصحاب أبي محمد بالحسن عليه السلام فلما توفي ادعي النيابة لصاحب الزمان عليه السلام، ففضحه الله تعالي بما ظهر منه من الالحاد و الغلو و القول بالتناسخ، و کان ايضا يدعي انه رسول النبي ارسله علي بن محمد عليه السلام و يقول فيه بالربوبية و يقول بالاباحة للمحارم، و کان ايضا من جملة الغلاة أحمد بن هلال الکرخي و قد کان من قبل في عداد أصحاب أبي محمد عليه السلام ثم تغير عما کان عليه و انکر بابية أبي جعفر محمد بن عثمان، فخرج التوقيع بلعنه من قبل صاحب الزمان و البراءة منه من جملة من لعن و تبرأ منه، و کذلک کان أبوطاهر محمد بن علي بن بلال و الحسين بن منصور الحلاج و محمد بن علي الشلمغاني المعروف بابن أبي الغرا قر لعنهم الله، فخرج التوقيع بلعنهم و البراءة منهم جميعا علي يدي الشيخ ابي القاسم الحسين بن روح (ره).

و نسخته: عرف أطال الله بقاک و عرفک الله الخير کله و ختم به عملک من تثق بدينه و تسکن الي نيته من اخواننا ادام الله تعالي سعادتهم ان محمد بن علي المعروف بالشلمغاني عجل الله له النقمة و لا أمهله قدارتد عن الاسلام و فارقه و ألحد في



[ صفحه 765]



دين الله، و ادعي ما کفر معه بالخالق، و افتري کذبا و زورا، و قال بهتانا و اثما عظيما، و انا برئنا الي الله تعالي و الي رسوله صلي الله عليه و آله و سلم منه و لعناه عليه لعاين الله تترا، في الظاهر منه و الباطن في السر و الجهر، و في کل وقت و علي کل حال و علي من شايعه و تابعه و بلغه في هذا القول منا، فاقام علي توليه بعده، و اعلمهم اننا في التوقي و المحاذرة منه علي مثل ما کنا عليه ممن تقدمه من نظرائه من السريعي و النميري و الهلالي و البلادي و غيرهم «الحديث».