بازگشت

ما رواه المؤلف في الکتاب


يقول محمد الحر مؤلف هذا الکتاب: قد رأيت من المهدي عليه السلام معجزات في النوم مرارا.

165- منها اني کنت في عصر الصبي و سني عشر سنين أو نحوها أصابني مرض شديد جدا حتي اجتمع أهلي و أقاربي و بکو او تهيا و اللتغرية و أيقنوا اني اموت تلک الليلة، فرأيت النبي صلي الله عليه و آله و سلم و لاائمة الاثني عشر عليهم السلام و انا فيما بين النائم و اليقظان فسلمت عليهم صلوات الله عليهم، و صافحتهم واحدا واحدا و جري بيني و بين الصادق عليه السلام کلام لم يبق في خاطري، الا انه دعالي فلما سلمت علي صاحب الزمان عليه السلام و صافحته بکيت و قلت: يا مولاي أخاف أن أموت في هذا المرض بل يشفيک الله و تعمر عمرا طويلا، ثم ناولني قدحا کان في يده فشربت منه و أفقت في الحال و زال عني المرض بالکلية، و جلست فتعجب أهلي و أقار بي و لم أحدثهم بما رأيت الا بعد أيام.

166- و منها اني رأيت في المنام و انا بمشهد الرضا عليه السلام ان المهدي عليه السلام دخل المشهد فسألت عن منزله و دخلت عليه، و کان نزل غربي المشهد المقدس في بستان فيه عمارة، فدخلت عليه و هو جالس في مکان في وسطه حوض، و کان في



[ صفحه 711]



المجلس نحو عشرين رجلا، فتحدثنا ساعة و حضر الغذاء و کان قليلا لکنه کان لذيذ جدا، و کلنا کلنا و شيعنا و الغذاء بحاله لم يتبين فيه نقصان، فلما فرغنا من الاکل تأملت فاذا أصحاب المهدي عليه السلام لا يکادون يزيدون علي أربعين رجلا، فقلت في نفسي: هذا سيدي قد خرج و معه عسکر قليل جدا فليت شعري تطيعه ملوک الارض أم يحاربهم فکيف يغلبهم بغير عسکر؟ فالتفت الي و تبسم قبل ان أتکلم و قال: لا تخف شيعتي لقلة انصاري فان معي من الجنود رجالا لو أمرتهم لا حضروا جميع أعدائي من الملوک و غيرهم و ضربوا أعناقهم، و ما يعلم جنود ربک الاهو، ففرحت بذلک و تحدثنا ساعة ثم قام و دخل بيتا آخر لينام، فتفرق الناس و خرجوا من البستان و خرجت و کنت امشي و التفت و اقول في نفسي ليته أمرني بخدمة و أمر لي بخلعة و نفقة للشرف و التبرک، فلما قاربت باب البستان لم تطب نفسي بالخروج فجلست فاذا غلام قد جاءني بخلعة بيضاء من القطن و الحرير و بنفقة فقال لي: يقول لک مولاک: هذا ما أردته و سنأمرک بخدمة فلا تخرج ثم انتبهت.

167- و منها اني رأيته عليه السلام في النوم کانه جالس في مجلس الدرس الذي أجلس فيه في المشهد المقدس في القبة الکبيرة الشرقية، و اني جئت اليه فسلمت عليه و قبلت يده و قلت: يا مولاي عندي مسائل أتاذن ان أسالک عنها؟ فقال اکتبها لا کتب لک الجواب فانه أبعد من النسيان، ثم قرب لي دواتا و قرطاسا فکتبت له أربع مسائل و ترکت بيضا لکتابة الجواب فاخذ يکتب بيده فتقربت لانظر الي خطه فرأيته خطا متوسطا في الحسن فخطر ببالي اني کنت اظن خط مولاي عليه السلام احسن من هذا؟ فلما خطر ببالي ذلک التفت الي و قال لي قبل ان أتکلم: ليس من شرط الامام أن يکون جيد الخط جدا فقلت: صدقت يا سيدي جعلت فداک.

168- و منها اني رأيته عليه السلام في المنام فأسرعت اليه و سلمت عليه و أردت أن اسأله متي يکون الفرج و الخروج؟ فقال لي مبتدئا قبل أن أسأله: قريب ان شاء الله قل لا يعلم من في السموات و الارض الغيب الا الله، ثم خطر بخاطري اشياء متعددة فأخبرني بها قبل أن اسأله عنها

169- و منها اني رأيته عليه السلام في المنام و أنا في المشهد الکاظم عليه السلام، و انه نزل في بيت رجل يقال له ابراهيم، و اني قصدته و دخلت عليه فأردت ان اسأله



[ صفحه 712]



ان يريني اعجازا فابتدأني قبل ان أتکلم فقال: ليس هذا وقت طلب المعجزة لاني لم أخرج بعد و اذا خرجت فاسألوني ما شئتم، فتحدثنا ساعة ثم أمر باحضار الخيل ليرکب فاحضروها و کان معه جماعة دون العشرة، فقال قبل ان يرکب: عندنا سرج لا نحتاج اليه قد وهبناه للشيخ ليتبرک به، و أشار الي، فقلت في نفسي: کيف أتبرک بهذا السرج و لم أر من صاحبه اعجازا؟ فالتفت الي و تبسم و قال: لا حاجة هنا الي الاعجاز و سيظهر لک من السرج اعجاز و برکة ثم انتبهت و وقعت في اخطار عظيمة و مهالک شديدة و نجاني الله منها ببرکته عليه السلام.

170- و منها انا کنا جالسين في بلادنا في قرية مشغرافي يوم عيد، و نحن جماعة من طلبة العلم و الصلحاء فقلت لهم: ليت شعري في العيد المقبل من يکون من هولاء الجماعة حيا و من يکون قدمات؟ فقال لي رجل کان اسمه الشيخ محمد و کان شريکنا في الدرس: انا أعلم اني أکون في عيد آخر حيا و في عيد آخر و عيد آخر الي ست و عشرين سنة، و ظهر منه انه جازم بذلک من غير مزاح، فقلت له انت تعلم الغيب؟ فقال: لا و لکني رأيت المهدي عليه السلام في النوم و انا مريض شديد المرض فقلت له: انا مريض و أخاف ان أموت و ليس لي عمل صالح القي الله به، فقال: لا تخف فان الله يشفيک من هذا المرض و لا تموت فيه؛ بل تعيش ستا و عشرين سنة، ثم ناولني گأسا کان في يده قشربت منه و زال عني المرض، و حصل لي الشفاء و جلست و انا اعلم ان هذا ليس من الشيطان، فلما سمعت کلام الرجل کتبت التاريخ و کان سنة)1049(و مضت لذلک مدة طويلة و انتقلت الي المشهد المقدس سنة)1072(فلما کان السنة الاخيرة وقع في قلبي ان المدة انقضت، فرجعت الي ذلک التاريخ و سنته فرأيت قد مضي منه ستة و عشرون سنة، فقلت: ينبغي أن يکون الرجل مات، فما مضت الامدة نحو شهر أو شهرين حتي جاءتني کتابة من أخي و کان في البلاد يخبرني ان الرجل المذکور مات.

(و قد روي في عدة أحاديث ما يدل علي أن مارآهم عليهم السلام في النوم فقد رآهم حقا، لان الشيطان لا يتمثل بصورهم) و قد سمعت من الاخوان کثيرا من هذا القبيل و الله الهادي الي سواء السبيل، و لئن نوزع في کون ما تضمنه هذا الفصل اعجاز افلا أقل من کونه مؤيدا لساير المعجزات؛ و قد أخبرني جماعة من ثقات الاصحاب



[ صفحه 713]



انهم رأوا صاحب الامر عليه السلام في اليقظة و شاهدوا منه معجزات متعددات و اخبرهم بعدة مغيبات، و دعا لهم بدعوات صار مستجابات، و أنجاهم من اخطار مهلکات تضيق عن تفاصيلها الکلمات، و کلها من أوضح المعجزات فليضف ذلک الي ما تقدم من الحکايات و الروايات المتواترات، المتشملة علي الآيات البينات و البراهين الواضحات ان في ذلک لآيات (و الله أعلم).



[ صفحه 714]