الحق ينتصر
الصراع بين الخير والشر واقع مشهود. ولکن قد يشک البعض في عقبي هذا الصراع، والذي ينتهي الي زهوق الباطل، وزوال دولته، وانتصار الحق.
قال الله تعالي:
«بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَي الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَکُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ» (الانبياء / 18)
والتاريخ کتاب مرقوم لظواهر هذا الصراع الحاد والجدي، والذي يلف کل انسان. فأبليس اول ملعون رجم حينما تحدي مشيئة الله سبحانه، وانتصر آدم في النهاية - بعد ان غواه ابليس - انتصر علي ضعف نفسه وتاب الي ربه. اما قابيل فقد خسر ثم ندم بعد ان قتل اخاه هابيل. ورفع الله نبيه ادريس- عليه السلام -، ونصر نوحا واغرق الکافرين واورث المؤمنين الارض من بعدهم، وقيل: بعدا للقوم الظالمين.
و هکذا کانت عاقبة عاد وثمود، واصحاب الأيکة وقوم لوط، حين کذبوا بالحق، فاذهبهم الله وجاء بقوم اخرين، فما بکت عليهم
السماء..
واغرق فرعون وقومه الکافرين بالحق، ونصر النبي موسي، وجعل کلمة المؤمنين بالنبي عيسي فوق الذين کفروا به الي يوم القيامة..
اما رسالة النبي محمد - صلي الله عليه وآله - فقد جعلها مهيمنة علي کل الرسالات، حيث قال سبحانه:
«هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَي وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَي الدِّينِ کُلِّهِ وَلَوْ کَرِهَ الْمُشْرِکُونَ» (التوبة / 33)
وجملة القول؛ ان الله وعد ان ينصر رسله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد، إذ قال سبحانه:
«إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ ءَامَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الاَشْهَادُ» (غافر / 51)
وکل هذه الحقائق التاريخية التي تتوالي حتي اليوم انما هي مظاهر سنة واحدة، هي سنة انتصار الحق علي الباطل.