بازگشت

الرسائل المتبادلة بين المؤلف و أحمد الکاتب


الرسالة الاولي

رسالة أحمد الکاتب بعد صدور الحلقة الثالثة من شبهات وردود ومقابلة قناة الجزيرة:

السيد سامي البدري المحترم

السلام عليکم ورحمة الله

قلتَ في الحلقة الثالثة انک سوف تجيب علي القضايا الرئيسية التي لم تجب عليها في الحلقات الماضية، وظللت تدور في القضايا الهامشية من الموضوع، ولکنک لم تفعل بعد، حيث لم تناقش موضوع ولادة الامام الثاني عشر ووجوده وتهربت من الموضوع کما لم تناقش موضوع الامامة.

ارجو منک الاجابة علي سؤال لماذا تخلي الشيعة اليوم عن شروط الامامة من العصمة والنص والسلالة العلوية الحسينية وقبلوا بشروط الزيدية کالفقه والعدالة وقيام الامامة علي الانتخاب والشوري، کما هوحاصل اليوم في ايران (الجمهورية الاسلامية) وکما اعرف انک تفرق بين الامامة والخلافة وتحاول ان تفسر الامامة بمعني يختلف عن الحکم والخلافة، فهل ستقوم في المستقبل بمناقشة الکتاب (تطور الفکر السياسي الشيعي من الشوري الي ولاية الفقيه)



[ صفحه 172]



وارجو منک ان لا تغتر بالمديح الذي کاله لک بعض المشايخ الذين لا يقرأون.

واعتقد انک قرأت رسالة وزير الثقافة والارشاد الايراني الي الشيخ ناصر مکارم الشيرازي والحوزة بصورة عامة والتي نشرت في الصحافة الايرانية قبل اسبوع حول ضرورة الرد علي الکتاب، فهل قرأ الوزير نشراتک الثلاث ام لم يجد فيها شيئا جديا وغنيا.

والسلام عليکم

احمد الکاتب

9-10-1999

اقول:

وأَرفَقَ رسالته الانفة الذکر بنسخة من المقابلة التي اجرتها معه جريدة القدس العربي التي تصدر في لندن بعد مقابلته في برنامج بلا حدود نقتطع منه ما يرتبط بنا شخصيا.

القدس العربي: (لا شک ان بحثک هذا ينطوي علي أهمية قصوي وخطورة کبيرة في نفس الوقت، فهل طرحته للنقاش مع علماء الشيعة؟ وما هو موقفهم منک؟)

احمد الکاتب: أجريت البحث داخل الحوزة في إيران منذ عشرة أعوام وطرحته للنقاش مع عدد کبير من مراجع الدين والاساتذة والزملاء الافاضل، وقد فوجئت بتوصل قسم کبير منهم الي النتائج التي توصلت اليها (وان بعضهم کالشيخ ناصر مکارم شيرازي في کتابه



[ صفحه 173]



المهدي الثورة الکبري) يرفض أهم دليل علي وجوده وهو الدليل الفلسفي، ولکنهم لا يرون الوقت مناسبا لطرح الموضوع علي عامة الناس، کما فوجيء الکثير من العلماء بنتائج البحث، وذلک لعدم وجود مادة للتاريخ الاسلامي او الشيعي في برامج الحوزة العلمية التي تقتصر علي الفقه والاصول واللغة العربية والفلسفةواعتياد الغالبية العظمي من طلبة العلوم الدينية علي التقليد في مجالات العقائد والتاريخ، وقد وجهت قبل بضع سنوات دعوة الي أساتذة الحوزة العلمية في النجف وقم لعقد ندوة علمية لدراسة الموضوع، أعلنت لهم قبل ان انشر البحث عن استعدادي للتراجع عن الموضوع والتصديق بوجود الامام المهدي لو قدموا لي أدلة علمية کافية،

ولکن الجو السائد في الحوزة فيما يبدو يميل الي عدم البحث والاجتهاد في هذه القضية ورفض مناقشتها بدعوي انها من العقائد الاساسية، وقد عبر السيد سامي البدري [1] من حوزة قم خلال برنامج (بلا حدود) الذي أذيع من قناة الجزيرة الفضائية بتاريخ 4 / 8 / 1999 عن هذا الموقف بصراحة، وقد أثار استغرابي لانه يتناقض مع إجماع الشيعة عبر التاريخ علي ضرورة الايمان والالتزام بالعقائد الاساسية عن معرفة واجتهاد ويقين وعدم جواز التقليد، فکيف يجوز لمن يدعي العلم التقليد ومنع الاخرين من الاجتهاد؟ [2] .



[ صفحه 174]



جوابنا علي رسالته الاولي

الي الاستاذ أحمد الکاتب هدانا الله وإياه لما يحبه ويرضاه:

السلام عليکم ورحمة الله.

أشکرک علي رسالتک وسؤالک، کما اشکرک أيضا علي إرسالک لي مقابلتک المنشورة في جريدة القدس العربي - لندن/ العدد 3205 الجمعة 27 آب - 15 جمادي الاولي 1420. أعتذر عن تأخير الاجابة بسبب سفري.

1. اعترضتَ في رسالتک الاسبق (وهي التي جعلتها مادة العدد الثاني عشر من نشرتک الشوري) علي منهجي معک في الرد وانصرافي إلي مناقشتک في الجزئيات ثم دعوتني في مقدمة الرسالة الي مواصلة البحث العلمي في الاصول قبل الفروع الجزئية. وقلتَ ان منهجنا هو التمسک بالکتاب والسنة والسير علي هدي أهل البيت. وقد رحبتُ بعرضک وکتبتُ اليک جوابا نشرته في الحلقة الثالثة 14رجب 1418هج.

وقلتُ لک في جوابي لک (فما رأيک ان نبدأ ببحث مسألة هل يوجد شهداء بعد الرسول (صلي الله عليه وآله) شهادتهم علي الناس کشهادة الرسول وانهم ائمةهدي يؤخذ بقولهم وفعلهم وتقريرهم کما يؤخذ بقول الرسول وفعله وتقريره وان الناس ملزمون بالاخذ عنهم والاقتداء بهم والطاعة لهم وانهم موکلون الهيا بحفظ الرسالة بعد الرسول.؟ نبدأ اولا بذکر الايات القرآنية الکريمة ثم احاديث النبي (صلي الله عليه وآله) ثم احاديث اهل البيت (عليهم السلام).



[ صفحه 175]



ارجو اعلامي ان کنت توافقني علي ذلک. ومن المفيد قبل ذلک ان تبينالمصادر الحديثية المعتمدة لديک).

ولم يصلني منک جواب خاص أو عام وقد مضي علي ذلک سنتان.

2. سألتني في رسالتک بعد صدور الحلقة الثالثة من ردي عليک بمدة بواسطة الانترنيت لماذا تخلي الشيعة اليوم عن شروط الامامة من العصمة والنص والسلالة العلوية الحسينية وقبلوا بشروط الزيدية کالفقه والعدالة وقيام الامامة علي الانتخاب والشوري؟

أقول مصطلح الامامة استخدم بمعنيين:

المعني الاول: معني خاص ويراد به ان صاحبه حجة في قوله وفعله وتقريره حيا وميتا، وليس من شک أن أول أئمة بهذا المعني هو النبي، ويري الشيعة ان هذا المعني للامامة استمر بعد النبي في إثني عشر من أهل بيته بوصية من النبي وبأمر من الله تعالي، ويشترطون في هذا المعني من الامامة العصمة والنص وحصرها في علي والحسن والحسين ثم في ذرية الحسين کما حصرت الامامة بعد إبراهيم في ذريته اسماعيل ثم اسحاق ثم يعقوب ثم حصرت في ذريته.

قال الله تعالي:

(وَإِذْ ابْتَلَي إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِکَلِمَات فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُکَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) البقرة/ 124.

وقالي الله تعالي:

(وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَکُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ - وَجَعَلْنَاهُمْ



[ صفحه 176]



أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَةِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّکَاةِ وَکَانُوا لَنَا عَابِدِينَ) الانبياء/ 72-73.

وقال الله تعالي:

(أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ کَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَي قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمْ الله وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ کَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنْ الله وَمَا الله بِغَافِل عَمَّا تَعْمَلُونَ) البقرة/ 140.

والاسباط في الاية هم يوسف وذريته المعصومون.

إنَّ إسماعيل وإسحاق ويعقوب والاسباط يهدون الناس الي سنة إبراهيم بأمر الله تعالي.

والدليل علي حصر الامامة الخاصة بعد النبي في أهل البيت وبقاء الثاني عشر منهم إلي آخر الدنيا حديث المنزلة وحديث الثقلين وآية التطهير وحديث الکساء وحديث الائمة إثنا عشر ونص السابق من الائمة علي لاحقه.

والشيعة المعاصرون شأنهم شأن الماضين من أسلافهم لم يتراجعوا عن اشتراط العصمة والنص والسلالة العلوية الحسينية والحصر في اثني عشر في هذا المعني من الامامة.

المعني الثاني: للامامة معني عام ويراد به منصب الحکومة وإقامة الحدود وهذا المعني يعتقد الشيعة فيه انه للنبي (صلي الله عليه وآله) ومن بعده للائمة الاثني عشر (عليهم السلام) ولم يتراجع عن هذا القول أحد إلا أن يتراجع عن أصل التشيع، أما في عصر الغيبة الکبري فإن علماء الشيعة کانوا بين اتجاهين اتجاه يقول بتعطيل الحدود بعذر إن إقامتها خاصة بالمعصومين فقط،



[ صفحه 177]



واتجاه يقول بجواز قيامها من قبل الفقهاء مع القدرة ولم يشترط أحد ممن يتبني هذا الاتجاه في مقيمها أن يکون علويا حسينيا معصوما منصوصا عليه ودونک القائلين بهذا الاتجاه بدءا بأقدمهم الشيخ المفيد (ت413) وانتهاء بالامام الخميني والشهيد الصدر وخلفائهما.

وفي ضوء ذلک يتضح أن السؤال خاطيء أساسا ومبني علي الخلط بين قضيتين استخدم لفظ الامام للتعبير عنهما وهما

الاولي: قضية وجود حجج الهيين علي الخلق بعد النبي شهداء علي الناس کشهادة النبي (صلي الله عليه وآله) والنبي شهيد عليهم کما في قوله تعالي (وَجَاهِدُوا فِي الله حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاکُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْکُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَج مِلَّةَ أَبِيکُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاکُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَکُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْکُمْ وَتَکُونُوا شُهَدَاءَ عَلَي النَّاسِ...) الحج/ 78.

الثانية: وهي قضية من له حق الحکم في الاسلام وهذه القضية قد شخصتها الاية (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًي وَنُورٌ يَحْکُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ کِتَابِ الله وَکَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوْا النَّاسَ وَاخْشَوْنِي وَلَا تَشْتَرُوا بِ آيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْکُمْ بِمَا أَنزَلَ الله فَأُوْلَئِکَ هُمْ الْکَافِرُونَ) المائدة/ 44.

وباعتبار التقاء المعنيين في عصر الائمة الاثني عشر في شخصهم (عليهم السلام)، فهم حجج الله بعد النبي، وحق الحکم منحصر بهم في زمان حضورهم بنص الاية، اندمج المعنيان في مصطلح الامام وصار لدي الشيعة يدل علي معني ثالث يراد به کلا المعنيين وحصر مصداقه بعد النبي بالمعصومين الاثني عشر.



[ صفحه 178]



استهدف المتکلمون الاوائل للشيعة إثبات کلا المعنيين للامامة لهؤلاء الاثني عشر لا غير، ولم يکونوا معنيين بمسألة الحکم کمسألة مستقلة.

ولست أدري لماذا هذا الاصرار من الاستاذ الکاتب علي خلط المعنيين.

إن الموضوعية تقتضي بحث المعنيين کل علي حدة لانهما يشيران الي قضيتين مختلفيتين هما:

القضية الاولي: هل يوجد مبيِّنون معصومون للدين بعد النبي يکون بيانهم للسنة النبوية وتفسير القرآن کبيان النبي مع کونهم ليسوا بانبياء، ومن هم هؤلاء؟وکم عددهم؟.

القضية الثانية: من له أهلية وحق إقامة الحدود وتنفيذ الاحکام في المجتمع الاسلامي بدءا من زمن النبي؟ هل کل مسلم کيفما اتفق؟أم هم صنف معين من الناس له مواصفات خاصة وشروط خاصة؟وهل يتصدي المؤهل کيفما اتفق أم لابد من طريقة خاصة؟.

ومما لا شک فيه أن البحث الاول مقدم علي البحث الثاني وأکثر خطورة منه.

لقد بحثنا القضيتين في الحلقة الثانية من ردودنا عليک الفصل الاولص16-44. وفي الحلقة الثالثة في مواضع متعددة يرجي مراجعة ذلک.

3. وزير الارشاد الايراني حفظه الله لم يکن مطلعا علي ردودي عليک وقد وصله أخيرا. أما المديح الذي أشرتَ إليه فهو ليس مديحا وانما تأييد علمي من علماء معروفين بعلميِّتهم مسؤولين عن کلمتهم،



[ صفحه 179]



وهو يبعث علي السرور لا الغرور، وکذلک الحال مع کلمات القراء الکرام الذين عبروا عن مشاعرهم وانطباعاتهم التي تؤکد علي فائدة ما کتبناه واعتزازهم به ونحن بدورنا نشکرهم علي مبادرتهم في إظهار عواطفهم واعتزازهم.

4. قولک في القدس العربي-لندن العدد 3205 (ان الجو السائد في الحوزة فيما يبدو يميل إلي عدم البحث والاجتهاد في قضية ولادة المهدي ورفض مناقشتها بدعوي انها من العقائد الاساسية وقد عبَّر السيد سامي البدري من حوزة قم خلال برنامج (بلا حدود) الذي أذيع من قناة الجزيرة الفضائية يتاريخ 8/ 4/ 1999عن هذا الموقف بصراحة وقد أثار استغرابي لانه يتناقض مع إجماع الشيعة عبر التاريخ علي ضرورة الايمان والالتزام بالعقائد الاساسية عن معرفة وإجتهاد ويقين وعدم جواز التقليد فکيف لمن يدعي العلم التقليد ومنع الاخرين عن الاحتهاد).

أقول:

لو راجع الاستاذ الکاتب شريط المقابلة ودقق في صوت المتحدث لعرف ان المتحدث باسم السيد سامي البدري لم يکن شخصه وإنما هو شخص آخر، وقد فوجئت شخصيا بذلک کما فوجيء الکثير من الاصدقاء ممن يميز صوتي وأُخبِرتُ فيما بعد بأن المتحدث هو فضيلة السيد حسين الکشميري [3] وقد أتصلت به للتأکد من ذلک / وبامکانک



[ صفحه 180]



الاتصال به شخصيا للتأکد أيضا/ وعاتبته علي عدم تصحيح الاشتباه في أول المداخلة أو آخرها فاعتذر بالغفلة وعدم قصد ذلک وله عذره علي کل حال، وقد أخبرتُ مقدِّم برنامج (بلا حدود) بهذه الملابسة في اليوم الثاني وأرسلت له رسالة بالفاکس بذلک وکنت قد أرسلت له الحلقات الثلاث من ردودي عليک وکانت الحيادية منه تقتضي ان يشير اليها عندما ذکر اسمي کصاحب مداخلة وقد اعتذر عن ذلک بأنها وصلته بعد انتهاء المقابلة.

أما موقف علماء الشيعة من المسألة الاصولية العقائدية فهو کما ذکرتَ عن إجماعهم عبر التاريخ علي ضرورة الايمان والالتزام بالعقائد الاساسية علي أساس مواجهة الدليل مباشرة وعدم جواز التقليد فيها وهو من مفاخر متقدميهم ومعاصريهم وتلاميذهم.

أکرر شکري علي مبادرتک ورسالتک والسلام عليک ورحمة الله وبرکاته.

سامي البدري

5شعبان / 1420

الرسالة الثانية

وکان رد الاستاذ احمد الکاتب علي رسالتنا الانفة الذکر ما يلي:

السيد سامي البدري المحترم

السلام عليکم ورحمة الله وبرکاته

طلبت مني في رسالتک الاخيرة عبر الانترنت المؤرخة 6 شعبان



[ صفحه 181]



1420 بحث موضوع وجود الشهداء بعد النبي (صلي الله عليه وآله) الذين تعتبر شهادتهم کشهادة الرسول ويعتبر قولهم وفعلهم وتقريرهم کقول وفعل وتقرير الرسول، وان نبدأ ببحث الايات والاحاديث الواردة حول الموضوع، وطلبت مني کذلک التفريق بين معنيي الامامة الخاص الذي يعني - في نظرک - الحجية في القول والفعل، واشتراط العصمة والنص والسلالة العلوية الحسينية المنحصر في الائمة الاثني عشر، والمعني العام الذي تقول انه يشمل الحکومة واقامة الحدود، وعدم الخلط بينهما.

وقلت ان الدليل علي حصر الامامة الخاصة بعد النبي في أهل البيت وبقاء الثاني عشر منهم الي آخر الدنيا، هو حديث المنزلة وحديث الثقلين وآية التطهير وحديث الکساء وحديث الائمة اثنا عشر، ونص السابق من الائمة علي اللاحق.

ورغم ذلک فقد أکدت ان المعنيين في مصطلح (الامام) اندمجا لدي الشيعة في معني واحد ثالث، وصار يراد به کلا المعنيين، وحصر مصداقه بعد النبي بالمعصومين الاثني عشر، وهذا ما يدل علي انک تحاول التفريق بين معني الامامة بصورة تعسفية خلافا لما تعارف عليه الشيعة الامامية، واني لم اخلط بينهما، وانما أنت الذي تفرق بينهما بدون ضرورة.

وعلي أي حال فان نظرية الامامة الالهية ذات الشعبتين التشريعية والتنفيذية المنحصرة في الائمة الاثني عشر، حسب رأي الفرقة الاثني عشرية - والا فان الشيعة الاسماعيلية الامامية او الواقفية لا يؤمنون بحصر الائمة باثني عشر وقد يضيقون العدد او يفتحونه بلا حدود -



[ صفحه 182]



وسواء قلنا بحصر الامامة في اثني عشر او لم نقل فان نظرية الامامة هذه تعتمد في قيامها واستمرارها علي ثبوت ولادة ووجود ابن للامام الحسن العسکري، بغض النظر عن المناقشة في الاحاديث التي ذکرتها (حديث المنزلة والثقلين والکساء والاثني عشرية وآية التطهير) ومدي دلالتها وصحة سندها. فاذا استطعت ان تثبت ولادة ووجود الامام الثاني عشر بصورة علمية تاريخية، فان نظرية الامامة او الاثني عشرية قد تصح، اما اذا لم تستطع ان تثبت ذلک فان من العبث الحديث عن شيء لا وجود له في الخارج..

ولذا طلبت منک في رسالتي السابقة التي کتبتها قبل سنوات بعد صدور الجزأين الاولين من حلقاتک ان تبحث القضايا الرئيسية والجوهرية بدلا من ان تغوص في التفاصيل الجزئية والثانوية والهامشية، ولا زلت اعتقد ان البحث في معني الامامة هو موضوع ثانوي يأتي بعد موضوع إثبات وجود الامام الثاني عشر المفترض، وکما قيل العرش ثم النقش.

وکأني بک تحاول ان تقفز عن هذا الموضوع الرئيسي المهم بترکيب بعض النظريات الکلية لکي تمهد الطريق نحو القول بفرضية وجود الامام الثاني عشر (محمد بن الحسن العسکري) وهو ما فعلهالمتکلمون السابقون في القرن الثالث الهجري الذين اصطدموا بالواقع وهو عدم وجود ولد للامام العسکري، وبدلا من ان يستسلموا الي الحق ويعيدوا النظر في نظرياتهم الخيالية وتأويلاتهم التعسفية وأحاديثهم المزورة أصروا علي الباطل وافترضوا وجود ولد للامام العسکري بالرغم



[ صفحه 183]



من نفي الامام ووصيته بأمواله الي أمه المسماة بـ (حديث) وعدم وصيته الي أحد من بعده بالامامة.

وهذا ما عنيت به من الدليل الفلسفي الوهمي الافتراضي الذي نسج اسطورة (الامام المهدي محمد بن الحسن العسکري).

ان إصرارک علي بحث موضوع نظرية الامامة تبعا للاحاديث (الضعيفة في المتن والسند) التي ذکرتها، بعد انهيار النظرية الاثني عشرية، قد يجرک الي الانتقال الي الاسماعيلية او البهرة، واذا أردت ان تعيد النظر في نظرية الامامة ککل فيمکنک ان تصل الي نظرية الشوري التي اعتقد انها النظرية السياسية لاهل البيت الذين لم يکونوا يدعون العصمة ولا النص ولا حصر الخلافة والامامة في سلالتهم.

واعتقد ان مشکلتک هي في ممارسة القياس المذموم والمرفوض من أهل البيت، وتطبيق ما حدث في بني اسرائيل علي الحالة الاسلامية، وتفسير کلمة (الاسباط) التي تعني القبائل اليهودية الاثنتي عشرة، بأوصياء النبي موسي، الذين تقول انهم اثنا عشر (بدون دليل) والتوصل تبعا لذلک الي ضرورة وجود اثنا عشر وصيا للرسول الاعظم من أهل البيت.

ولست في حاجة الي اتهامک باتباع عبد الله بن سبأ الذي يقال انه نقل هذه الفکرة من اليهودية الي الاسلام، وقال بکون الامام علي وصي النبي محمد کما کان يوشع وصيا للنبي موسي، فأنت تقوم بنفسک بالبحث في الاسرائيليات وقد تعلمت اللغة العبرية وجئت الي لندن لکي تفتش في الکتب اليهودية التاريخية عما يدعم نظريتک، علما بأن اليهود



[ صفحه 184]



الاوائل الذين مارسوا القياس بين اليهودية والاسلام لم يقولوا بأکثر من وصي واحد، حيث لم تکن النظرية الاثني عشرية قد ولدت بعد، ولم يکن الشيعة الامامية قد حددوا الائمة بعدد محدود قبل القرن الرابع الهجري. وقد طلبت منک مرارا ان تقوم بالتأکد من أحاديث الاثني عشرية وصحة نسبتها الي أهل البيت قبل ان تقوم بتأييدها من الاسرائيليات.

وفي الحقيقة اني عاتب عليک جدا وأشکوک الي الله، إذ أراک تستخدم الحوار معي بصورة ملتوية ولاغراض سياسية وإعلامية علمها عند اللهوذلک لاني کنت المبادر الي دعوتک للحوار حول موضوع المهدي، قبل ان انشره، في سنة 1992 وانتظرت مجيئک الي لندن عام 1995 وألححت عليک باللقاء فکنت تتهرب مني وتشترط التسليم في البداية بالفصل بين معنيي الامامة الخاص والعام، قلت لک لنجلس ونبحث، فرفضت اللقاء، وتوسلت اليک ان تدلني علي مواضع الخطأ في کتابي، فقلت انا لا أرد علي کتاب غير مطبوع، ثم نشرت ردودک قبل ان اطبع الکتاب، ومع ذلک لم تناقش الموضوع الرئيسي فيه والذي يشکل حجر الزاوية في الفکر الامامي الاثني عشري وهو وجود وولادةالامام الثاني عشر، ونبهتک الي ذلک في رسالتي السابقة فوعدت في الحلقة الثالثة ان تفعل في المستقبل، ولم تقم بذلک حتي الان.. ولا زلت تدور في الحواشي والجزئيات وتتهرب من مواجهة الموضوع الرئيسي.

أخي العزيز لماذا تضيع وقتک الثمين ووقت القراء؟ أرجوک الاجابة



[ صفحه 185]



عن الاسئلة التالية

کيف تؤمن بوجود الامام الثاني عشر (محمد بن الحسن العسکري)؟ عن طريق الادلة الفلسفية الکلامية والنظريات الکلية العامة؟ أم عن طريق الادلة التاريخية العلمية؟

ما هي تلک الادلة التاريخية؟ وهل بحثت الروايات المختلفة الواردة حول الموضوع ودرستها وقارنت بينها؟

هل هي روايات معتبرة لديک؟ وهل تثق برجالها؟ وهل هي مسندة؟ أم ليست الا إشاعات أسطورية مضحکة لا ترقي الي درجة أخبار الاحاد الضعيفة؟

وکما تعرف فقد بحثت کل هذه المواضيع في کتابي (تطور الفکر السياسي الشيعي من الشوري الي ولاية الفقيه) بشکل مفصل، فاذا کان لديک أي رد او نقاش في هذا الموضوع فتفضل به، واذا کنت تسلم بما أقول وتعترف کبعض العلماء السابقين بالعجز عن إثبات وجود الامام الثاني عشر المفترض بالادلة التاريخية العلمية، فلا تضيع وقتک ببحث ومناقشة الامور الثانوية التي لا تسمن ولا تغني من جوع....

والسلام عليکم ورحمة الله وبرکاته.

أحمد الکاتب

لندن 7 شعبان 1420/ 15 تشرين الثاني 1999

ملحق للرسالة الثانية:

السيد سامي البدري المحترم



[ صفحه 186]



السلام عليکم ورحمة الله وبرکاته

تقول في هذه الرسالة بأنک لم تکن المتحدث في قناة الجزيرة وانما الذي کان هو السيد حسين الکشميري، وقد راجعت شريط الفيديو وتعرفت علي صوتک اکثر انک انت الذي کنت تتحدث، کما سألت عددا من الاصدقاء وکان بعضهم من اصدقائک في لندن والمقربين اليک وهم يعرفون صوتک جيدا وکانوا يعلقون علي الحوار الذي دار بيننا لمصلحتک.

وهل من المعقول ان يذيع مهندس البرنامج اسما من دون ان تتصل به او يتصل به احد ويخبره عن اسمه؟ وکيف يعطي الکشميري اسمک لمهندس الصوت؟ ثم ان لهجتک وروحک في الحديث کانت متطابقة مع شخصيتک التي اعرفها حيث رفضت التصريح باسمي کما فعلت في نشرة شبهات وردود حيث کنت تقول صاحب النشرة. وقد سألک مقدم البرنامج عدة مرات وقال ياسامي ياسامي وقال انه يعرف انک تعرفني، وکنت قد اتصلت به قبل المبرنامج وکما تعرف فان الاذاعة هي التي اتصلت بک وبالشيخ النعماني والشيخ الاصفي، فکيف تقول ان المتحدث کان شخصا آخر؟

واذا کنت اشک بشيء فاني اشک برسالتک هذه التي قد يحررها شخص غيرک ولا يوجد فيها ما نعرفه منک من الصوت او الصورة

وربما تکون قد وجدت الاجابة غير مناسبة وتحاول التهرب منها بالادعاء انها کانت لشخص غيرک، وان هذا يثير الضحک لدي من يسمعه، فأرجو ان تعلن بصراحة اذا کنت قد غيرت رأيک، فان هذا



[ صفحه 187]



افضل او تقول انک تتفق مع الاجتهاد في الامور العقائدية والتاريخية ولا تري مانعا من ذلک.

والسلام عليکم ورحمة الله

اخوک احمد الکاتب

جوابنا علي رسالته الثانية:

قوله: طلبت مني في رسالتک الاخيرة عبر الانترنت المؤرخة 6 شعبان 1420 بحث موضوع وجود الشهداء بعد النبي (صلي الله عليه وآله) الذين تعتبر شهادتهم کشهادة الرسول ويعتبر قولهم وفعلهم وتقريرهم کقول وفعل وتقرير الرسول، وان نبدأ ببحث الايات والاحاديث الواردة حول الموضوع.

أقول:

عرضت عليک البحث في هذا الموضوع سنة 1418 في نشرة وکتاب شبهات وردود الحلقة الثالثة ولم تجبني لسنتين مضت عليه ثم ذکَّرتک به سنة 1420 لما اجبتک علي أول رسالة لک وجَّهتها اليَّ بالانترنيت. ومع ذلک لم تجبني الي بحث هذا الموضوع وحوَّلت البحث الي مسألة ولادة المهدي وقلت انه الموضوع الاهم.

قوله: سواء قلنا بحصر الامامة في اثني عشر او لم نقل فان نظرية الامامة هذه تعتمد في قيامها واستمرارها علي ثبوت ولادة ووجود ابن للامام الحسن العسکري، بغض النظر عن المناقشة في الاحاديث التي ذکرتها (حديث المنزلة والثقلين والکساء والاثني عشرية وآية التطهير)



[ صفحه 188]



ومدي دلالتها وصحة سندها. فاذا استطعت ان تثبت ولادة ووجود الامام الثاني عشر بصورة علمية تاريخية، فان نظرية الامامة او الاثني عشرية قد تصح، اما اذا لم تستطع ان تثبت ذلک فان من العبث الحديث عن شيء لا وجود له في الخارج..

أقول:

- الامامة الالهية لعلي يفرضها حديث المنزلة المتواتر، وحديث الغدير المتواتر وأحاديث أخري کثيرة.

- والامامة الالهية لاهل البيت بشکل عام يفرضها حديث الثقلين وآية التطهير وغيرها من الاحاديث.

- وتحديدهم بإثني عشر يفرضه حديث الاثني عشر الثابت صدروه عن النبي وقد ذکرنا طرفا من طرقه ومصادره في الحلقة الاولي من کتابنا شبهات وردود.

- وإمامة الامام الثاني عشر فرع لامامة آبائه فإن صحت إمامة آبائه (عليهم السلام) فعندئذ تثبت إمامته (عليه السلام).

- أما ولادة المهدي فهي ثابتة بالنقل المتواتر عن أصحاب الحسن العسکري وقد مر البحث فيها.

قوله: اعتقد ان البحث في معني الامامة هو موضوع ثانوي يأتي بعد موضوع إثبات وجود الامام الثاني عشر المفترض، وکما قيل العرش ثم النقش.

أقول:

انما نبهتک الي ان مصطلح الامامة استعمل بمعنيين أو ثلاث بسبب



[ صفحه 189]



اصرارک علي استعمال معني واحد وهو معني (الحکم) هذا المعني الذي أدي بک ان تقول (ان الشيعة يشترطون في الحاکم العصمة والنص واالسلالة العلوية الحسينية وانهم لما أقاموا دولتهم في ايران تخلو عن هذه الشروط في الحاکم)! والحال أن الشيعة (اشترطوا العصمة والنص والحصر في علي والحسن والحسين وتسعة من ذرية الحسين (عليه السلام)) في إمامة خاصة بهم وهي عين إمامة الرسول من حيث حجية قوله وفعله وتقريره سواء کان حاکما او لم يکن، وهذه الامامة لهؤلاء الاثني عشر نظير إمامة اسماعيل واسحاق ويعقوب ويوسف والمعصومين من ذريته قبل موسي ونظير إمامة آل هارون بعد موسي المذکورين في القرآن. أما الحکومة فهي حق هؤلاء الائمة في زمانهم وتستمر بعدهم في الصالحين من الفقهاء سواء کانوا من ذرية هارون أو من ذرية غيرهم وکذلک الامر في الحکومة في عصر الغيبة هي للعدول من الفقهاء الکفوئين ممن تثق به الامة سواء کانوا من الهاشميين أو لم يکونوا.

وهکذا لم يتخل أحد ممن رفع شعار ولاية الفقيه وإقامة الدولة تحت رايته عن عقيدته الاثني عشرية وذلک لوضوح ان إمامة أولئک الائمة إمامة خاصة، يکون الحکم شأنا ضئيلا جدا من شؤونها. وإن الحاکم لا يشترط فيه العصمة ولا النص ولا السلالة العلوية الحسينية.

قوله: ان إصرارک علي بحث موضوع نظرية الامامة تبعا للاحاديث (الضعيفة في المتن والسند) التي ذکرتها، بعد انهيار النظرية الاثني عشرية، قد يجرک الي الانتقال الي الاسماعيلية او البهرة، واذا أردت ان تعيد النظر في نظرية الامامة ککل فيمکنک ان تصل الي نظرية الشوري



[ صفحه 190]



التي اعتقد انها النظرية السياسية لاهل البيت الذين لم يکونوا يدعون العصمة ولا النص ولا حصر الخلافة والامامة في سلالتهم.

أقول:

لم تبين نقاط الضعف في الروايات التي ذکرناها وقد ناقشنا کل إشکالاتک حول الاثني عشرية في نشرتنا شبهات وردود الحلقة الاولي وبقي حديث الاثني عشر علي قوته وإعتباره السندي والدلالي. وقد نبهناک في الحلقة الثانية والثالثة من (شبهات وردود) وکذلک في رسالتي الجوابية الاولي بواسطة الانترنيت انه لا تعارض القول بوجود اثني عشر اماما نص النبي عليهم أئمة هدي وحجج علي الناس من بعده وکونهم أحق من غيرهم بالحکم أحقية أختصاص وبين القول بالشوري في الحکم بالمعني الذي فصلناه في الحلقة الثانية ص 37-38. أما قولک (أن الائمة لم يکونوا يدعون العصمة ولا النص...) فهي دعوي ادعاها قبلک علماء السنة قديما وحديثا، وبحث هذه المسألة يقوم علي قضيتين الاولي دلالة النصوص القرآنية والنبوية علي وجود معصومين، الثانية صدق نقل الشيعة عن أئمتهم. وبحث المسألة الاولي والفراغ منها مقدم علي بحث المسألة الثانية.

قوله: واعتقد ان مشکلتک هي في ممارسة القياس المذموم والمرفوض من أهل البيت، وتطبيق ما حدث في بني اسرائيل علي الحالة الاسلاميةوتفسير کلمة (الاسباط) التي تعني القبائل اليهودية الاثنتي عشرة، بأوصياء النبي موسي، الذين تقول انهم اثنا عشر (بدون دليل) والتوصل تبعا لذلک الي ضرورة وجود اثنا عشر وصيا للرسول



[ صفحه 191]



الاعظم من أهل البيت.

أقول:

منهج المقارنة بين ما جري في بني إسرائيل وما جري في أمة محمد (صلي الله عليه وآله) أکد عليه القرآن والسنة الصحيحة وليس هو من القياس في شيء وما رفضه اهل البيت من القياس هو القياس في الاحکام. وقد وضحنا المسالة في الحلقة الاولي م شبهات وردود ص 123-133 ردا علي مقالک في الشوري العدد الثالث ص 6.

أما الاسباط الواردة في الايات التي أوردناها في جوابنا فهي ليست ذات صلة بأوصياء موسي بل هي ذات صلة بأوصياء ابراهيم أرجو ان تدقق النظر فيها مرة ثانية.

ثم ان أوصياء موسي اثنا عشر قد نص عليهم القرآن الکريم في قوله تعالي (اثنا عشر نقيبا..) وهو يخالف ما اوردته التوراة من العدد (15) وتسميهم بالقضاة.

قوله: ولست في حاجة الي اتهامک باتباع عبد الله بن سبأ الذي يقال انه نقل هذه الفکرة من اليهودية الي الاسلام، وقال بکون الامام علي وصي النبي محمد کما کان يوشع وصيا للنبي موسي، فأنت تقومبنفسک بالبحث في الاسرائيليات وقد تعلمت اللغة العبرية وجئت الي لندن لکي تفتش في الکتب اليهودية التاريخية عما يدعم نظريتک.

أقول:

القرآن يصرح بأن خبر بعثة النبي مذکور في التوراة والانجيل کما في قوله تعالي (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَکْتُوبًا



[ صفحه 192]



عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ) الاعراف/ 157، ويصرح ايضا ان خبر المسلمين مع النبي الذين جعلهم الله شهداء علي الناس بعد النبي مذکور في الکتب السابقة کما في قوله تعالي (وَجَاهِدُوا فِي الله حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاکُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْکُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَج مِلَّةَ أَبِيکُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاکُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَکُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْکُمْ وَتَکُونُوا شُهَدَاءَ عَلَي النَّاسِ) الحج/ 78.

فالاية صريحة في قضية ان المسلمين الشهداء علي الناس في هذه الاية قد وصفهم وعينهم الله تعالي من قبل أي في الکتب السابقة يبقي الکلام من هم هؤلاء هل هم کل المسلمين ولم يکونوا کلهم من ذرية ابراهيم أم هم آل النبي کما ذکرالصادق (عليه السلام)؟

وسواء کانوا هؤلاء أم أولئک هل يعتبر البحث في الکتب المقدسة للعثور علي النصوص التي أشار اليها القرآن في حق النبي والشهداء علي الناس من بعده تهمة؟

والحمد لله فاني لست أول باحث في هذه الايات ومتابع لواقعها في الکتب المقدسة فقد سبقني علماء المسلمين من السنة والشيعة فهذا ابن کثير وابن تيمية وقبلهما البيهقي والماوردي وقبلهما ابن هشام وابن اسحاق وغيرهما وفي العصر الحديث کثير منهم الشيخ رحمة الله الکيرانوي في کتابه اظهار الحق طبع قبل مأئة سنة ثم جدد طبعه الدکتور عمر الدسوقي سنة 1980ومنهم الدکتور احمد حجازي السقا وقد کتب أکثر من کتاب في الموضوع وکان أحدها رسالة للدکتوراه ومنهم قيس الکلبي وعنوان کتابه (محمد آخرالرسل في التوراة



[ صفحه 193]



والانجيل) (1996م) طبع في اميرکا بالانکليزية والعربية. ولهم نظراء من الشيعة قديما کالنعماني في کتابه (الغيبة) والطبرسي في إعلام الوري وغيرهما وحديثا کالعلامة البلاغي الذي تعلم العبرية وناقش اليهود في أکثر من کتاب والعلامة العسکري في کتابه معالم المدرستين والاستاذ تامر مير مصطفي في کتابه بشائر الاسفار (1994م) وغيرهم و في منهجک فإن کل هؤلاء متهمون بتهمة السبائية ويبدو انک تريد خصوص الباحثين الشيعة الذين عرضوا في بحوثهم العلمية ان التبشير بالنبي محمد (صلي الله عليه وآله) في الکتب الالهية السابقة مقترن بالتبشير بالاثني عشر، وهو أمر يغيظک جدا وإذا کان الامر کذلک فلماذا تدعو للحوار إذن؟

قوله: ولم يکن الشيعة الامامية قد حددوا الائمة بعدد محدود قبل القرن الرابع الهجري. وقد طلبت منک مرارا ان تقوم بالتأکد من أحاديث الاثني عشرية وصحة نسبتها الي أهل البيت قبل ان تقوم بتأييدها من الاسرائيليات.

أقول:

بحثنا دعواک ان الشيعة لم يکونوا يعرفون الاثني عشرية قبل القرن الرابع الهجري في الحلقة الاولي التي صدرت سنة 1417 هجرية وقدکرسناها للرد علي کل شبهاتک حول الاثني عشرية ثم أثبتنا لک صحة نسبة الاحاديث الاثني عشرية الي أهل البيت وإلي النبي قبل ذلک ولم ترد بشيء وقد مضي علي تلک الردود المنشورة ما يقرب من اربع سنوات!

قوله: (وفي الحقيقة اني عاتب عليک جدا وأشکوک الي الله، إذ أراک



[ صفحه 194]



تستخدم الحوار معي بصورة ملتوية ولاغراض سياسية وإعلامية علمها عند الله، وذلک لاني کنت المبادر الي دعوتک للحوار حول موضوع المهدي، قبل ان انشره، في سنة 1992 وانتظرت مجيئک الي لندن عام 1995 وألححت عليک باللقاء فکنت تتهرب مني وتشترط التسليم في البداية بالفصل بين معنيي الامامة الخاص والعام، قلت لک لنجلس ونبحث، فرفضت اللقاءوتوسلت اليک ان تدلني علي مواضع الخطأ في کتابي، فقلت انا لا أرد علي کتاب غير مطبوع، ثم نشرت ردودک قبل ان اطبع الکتاب، ومع ذلک لم تناقش الموضوع الرئيسي فيه والذي يشکل حجر الزاوية في الفکر الامامي الاثني عشري وهو وجود وولادة الامام الثاني عشر، ونبهتک الي ذلک في رسالتي السابقة فوعدت في الحلقة الثالثة ان تفعل في المستقبل، ولم تقم بذلک حتي الان.. ولا زلت تدور في الحواشي والجزئيات وتتهرب من مواجهة الموضوع الرئيسي)

أقول:

1. ردودي عليک في حلقاتي الثلاث وفي هذه وهي الرابعة مستقيمة وواضحة حيث اني نهجت فيها جميعا منهجا واحدا وهو أني کنت اورد قولا لک منشورا في نشرتک الشوري أو في کتابک يعبر عنفکرة تامة وأشير الي موضعه في نشرتک أو کتابک ثم أعلق عليه بما تيسر لي من البحث والکلام العملي، وأغراضها واضحة وقد وضحتها في مقدمة الحلقة الاولي حيث قلتُ في ص 15 (إني أحاول في هذه الاوراق ان أختصر الرد وأيسره لطلاب الحقيقة وبخاصة وأن کثيرا منهم



[ صفحه 195]



لا يتسع وقته لمراجعة مطولات الکتب ولا مختصراتها) وکان بإمکانک لو وجدت فيما رددت به عليک ثلمة ان ترد وقد مضي من الزمن ما يکفي.

2. قولک (کنت تتهرب مني) مما يضحک الثکلي، أما تذکر يوم دعاک الاستاذ الدکتور سعد جواد في الي بيته العامر في لندن سنة 1995لحضور اول محاضرة لي بعد قدومي مع مناقشة مفتوحة بعدهاولم تحضر الا بعد انتهاء المحاضرة والمناقشة وخروج أغلب المدعويين ووصلتَ ونحن في حال الخروج ولما دخلتَ لم نجلس وبقينا واقفين وتحدثنا قريبا من ثلث ساعة وفيها طلبت مني لقاء منفردا فأبيتُ ذلک وأصررتُ علي اللقاء المفتوح وبحضور عدد واسع من الاخوة فکان جوابک ان الناس لا يتحملون صراحة الافکار وأتوقع منهم الاهانة فقلت لک انک أعلنت عن أفکارک وديسکات کتبک تتحرک في المجتمع والمفروض انک تتحمل ردود الفعل علي أفکارک وبقيت الفکرة معروضة شهرين مدة وجودي في لندن وکنت تصر فيما بعد علي عدد قليل وکنت أصر علي العدد الکثير حيث کنت أحدس ان النقاش معک لا يجدي نفعا وانما اردتُ من حضور الکثرة آنذاک هو فائدتهم وشهادتهملا غير وقد تبين لي وللاخرين صدق حدسي بعد انسحابک من الحوار علي شبکة هجر الثقافية الموقرة شهر رمضان المبارک سنة 1420 بعذر انک غير متفرغ لمواصلة الحوار علي الرغم من انک طالب الحوار معهم.

ولست أدري کيف اتهرب منک وأنا أول من نشر ردوده عليک بصورة معلنة وصريحة ولا فخر!.



[ صفحه 196]



3. أما اشتراطي عليک الفصل بين معنيي الامامة فقد أخبرتک في وقته انک وقعت في خلل منهجي مرکزي تحرک معک في کتبک الثلاثة وهو انک تنظر الي إمامة أهل البيت علي انها مسألة سياسية حسب. بينما هما مسألتان الاولي کونهم حجاً إلهييين معصومين بعد النبي شهادتهم علي الناس کشهادة النبي ومن ترکهم ظل ومن أخذ بقولهم وتمسک بهم نجي. الثانية مسالة کونهم الاولي بالحکم بعد النبي اولوية اختصاص لا أولوية تفضيل. وقد مر تفصيل ذلک. وأذکر انني سألتک في احدي المکالمات الهاتفية بيني وبينک لما لا تقبل بالمنهج المذکور قلت إذا قبلت به فإن کتبي الثلاثة تنهار!!! والامر واضح وهو انک بنيتها علي منهج خاطيء.

4. لقد بقيتُ ملتزماً بکلمتي معک وهي انني قلت لک: في وقته إنني لا أرد علي کتاب غير منشور، ولو راجعت الحلقة الاولي والثانية من کتابي شبهات وردود لوجدتهما ردا علي نشرتک الشوري وليس علي کتابک الذي لم تطبعه آنذاک، أما الحلقة الثالثة فقد رددت فيها علي کتابک بعد ان نشرته والذي لم تشر فيه الي ردودي عليک!.

5. الغريب انک حکمت علي الشيعة الاوائل القائلين بالوصية بانهم أخذوا فکرة الوصية من عبد الله بن سبأ ثم حين ناقشتک في ابن سبأومصداقيته اصبحت المسألة عندک مسألة هامشية وجزئية!!!.

وحين ادعيت أن الشيعة في القرن الثالث لم يعرفوا الاثني عشرية وأثبت لک خطأ دعواک هذه أصبحت المسالة عندک مسألة هامشية وجزئية!!!.



[ صفحه 197]



وحين قلت ان روايات کثيرة في المصادر الشيعية تفيد ان الائمة لم يکونوا يعرفون إمامة الامام اللاحق بعدهم الا عند قرب وفاتهم وأثبت لک انک أخطأت في فهم الرواية أصبحت المسألة عندک مسالة هامشية وجزئية!!!.

وحين ادعيت أن الشيخ محمد بن علي بن بابويه الصدوق کان يشک بتحديد الائمة بإثني عشر وأثبت لک خطأ دعواک بنسبة الشک اليه بالعقيدة الاثني عشرية أصبحت المسالة عندک مسألة هامشية وجزئية.

وهکذا کل ما ناقشتک فيه من دعاواک في الحلقة الاولي والثانية والثالثة واثبت لک خطأک فيها اصبحت عندک مسألة هامشية وجزئية وحاشية!!!.

وليس من حقک تهميش هذه القضايا وقد سقتها واحدة بعد الاخري لتبني تصورک السلبي عن التشيع الاثني عشري وقضاياه الاساسية.

والان بين يديک الحلقة الرابعة وقد اثبت لک خطأ دعواک: ان شيعة الحسن العسکري تفرقوا الي اربع عشرة فرقة وأن القائلين منهم بوجود المهدي بن الحسن العسکري هم شرذمة من اصحاب الحسن العسکري وليس جمهور اصحابه، ولا بد انها ستصبح عندک بعد ذلک مسألة فرعيةوجزئية بإعتبارها متفرعة عن مسألة الامامة الالهية بعد النبي ککل والتي يجب بحثها أولا والفراغ منها قبل بحث مسألة وجود المهدي (عليه السلام) وفي هذه المرة يکون الحق معک ولا بد ان نبدأ ببحث الامامة اولا وقبل البدء لا بد ان نتفق علي مرادنا من مصطلح الامامة وهو ما قلناه لک في



[ صفحه 198]



شهر رمضان لسنة 1416هـ الموافق سنة 1995 م. وقد بحثنا مسألة الامامة الالهية في الحلقة الثانية والثالثة من کتابنا شبهات وردود.

أخي أحمد الکاتب:

أحب أن أصارحک ان الجهد الذي بذلته شخصيا للرد علي شبهاتک وبذله أخوة آخرون في کتابات ستظهر قريبا جزاهم الله تعالي عليها خير الجزاء ليس من أجل ان تغير تصوراتک الخاطئة عن إمامة أهل البيت (عليهم السلام)، وذلک لانک لو أردت ان تصل الي الحقيقة فيها فقد کانت ميسرة لک حين کنت تعيش في عمق مصادر الشيعة وتراثهم الفکري ومن ثم لست بحاجة الي هذه الابحاث، وهي (أي الحقيقة) ميسرة ايضا لغيرک ممن يعيش في عمق مصادر أهل السنة وتراثهم الفکري، والسر في ذلک هو ان کتاب الله يدعو لها قبل ان يدعو لها تراث الشيعة کما ان حديث النبي (صلي الله عليه وآله) برواية أهل السنة يدعو لها قبل ان يدعو لها تراث الشيعة، وفي حقبتنا المعاصرة قد انفتح علي هذه الحقيقة اناس ممن ليسوا من أهلها أکثر ممن انغلق عليها من أهلها وقد انفتح کثير من هؤلاء لا بجهد خاص من شخص معين بل بجهدهم الخاص ومعاناتهم الخاصة و تفکيرهم الحر. وانت شخصيا / إن أردت الحقيقة / لست بجاجة اليأکثر من عودة الي ذاتک فأنت أعرف بها منا جميعا إقرأها من جديد بعد انسحابک من الحوار من شبکة هجر، اقرأ معي قوله تعالي: (بَلْ الْإِنسَانُ عَلَي نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ - وَلَوْ أَلْقَي مَعَاذِيرَهُ) القيامة/ 14-15 وقوله تعالي حاکيا عن نبيه نوح (قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ کُنتُ عَلَي بَيِّنَة مِنْ رَبِّي وَآتَانِي



[ صفحه 199]



رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْکُمْ أَنُلْزِمُکُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا کَارِهُونَ) هود/ 28 والشاهد قوله تعالي (فَعُمِّيَتْ عَلَيْکُمْ أَنُلْزِمُکُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا کَارِهُونَ) أي فخفيت عليکم بسبب الموقف المسبق. ولنقرأ سوية المأثور من قول أمير المؤمنين علي (عليه السلام): عباد الله، زنوا أنفسکم من قبل أن توزنوا، وحاسبوها من قبل أن تحاسبوا، وتنفسوا قبل ضيق الخناق، وانقادوا قبل عنف السياق، واعلموا أنه من لم يعن علي نفسه حتي يکون له منها واعظ وزاجر، لم يکن له من غيرها لا زاجر ولا واعظ.. جعلک الله من أهل الحق وهداک له.

والسلام عليک ورحمة الله وبرکاته.

ملاحظة:

لم أبعث له هذه الرسالة بسبب خروجه عن أدب الحوار.

إذ ان من ابسط هذه الاداب هو الثقة المتبادلة بين المتحاورين في النقل الحسي فيما يخصهما شخصيا حيث قلت للاستاذ الکاتب اني لم اکن المتحدث في المداخلة التي حملت اسمي بل المتحدث هو السيدحسين الکشميري وقلت له ارجع ودقق في صوت المتحدث بل بإمکانک ان تتصل بالسيد حسين الکشميري وتتأکد من ذلک ولکنه أجابني بقوله (انک انت الذي کنت تتحدث... وربما تکون قد وجدت الاجابة غير مناسبة وتحاول التهرب منها بالادعاء انها کانت لشخص غيرک).

أقول: لقد استعجل الاستاذ الکاتب وکوَّن حکما في هذه القضية



[ صفحه 200]



البسيطة قبل ان يستوعب الاتصال بمصادرها وهي ميسرة له فيتصل مثلا بالسيد حسين الکشميري في قم وهو شخص معروف ويسأل منه او يطلب بعض أحاديثي المسجلة الميسرة عند الاصدقاء في لندن ليقارن بين الصوتين وإنما اکتفي بمخزون ذاکرته عن صوتي وهو ضئيل جدا إذ لم تکن بيننا رفقة طويلة ولا قصيرة ولا حتي لساعتين وانما جرت مکالمة هاتفية بيننا ثلاث مرات ومرة حضر في بيت احدالاصدقاء في لندن ونحن علي وشک الخروج فبقينا واقفين مدة ربع ساعة تقريبا نتحدث ومرة أخري استمع فيها الي محاضرتي في قاعة المجلس الاعلي في لندن وذلک سنة 1995، ثم بعد خمس سنوات يسمع صوتا مقرونا باسمي في مداخلة کان المقدر ان اتکلم فيها شخصيا ولکن الذي حصل هو اني لم اتکلم بل تکلم فيها غيري لملابسة حصلت [4] ولم يصدق بإخباري له في رسالة انني لست المتحدث في تلک المداخلة.



[ صفحه 201]



وإذا کان الرجل يتعامل مع قضية بسيطة لا يفصل بينه وبين مصادرها الا دقائق أو ساعات بمثل هذه الروح والمنهج، فکيف سيکون تعامله مع قضايا اکثر تعقيدا والفاصل الزمني بينه وبينها يزيد علي الالف سنة؟ انها نفس الروح بل اعمق الم يحکم بکذب السفراء الاربعة ونسب اليهم انهم اختلقوا القول بوجود ولد للحسن العسکري وجعلوه الامام الثاني عشر، وتجاوز بذلک جمهور الشيعة الذين کانوا يتعاملون حسيا مع هؤلاء النواب ويرون استقامتهم وامانتهم وثقة الماضين من الائمة بهم؟.



[ صفحه 205]




پاورقي

[1] لم أکن المتحدث وسيأتي بيانه بعد قليل.

[2] القدس العربي - لندن/ العدد 3205 الجمعة 27 آب - 15 جمادي الاولي 1420.

[3] من أهل قم في مدينة قم.

[4] کان معي في مکان مشاهدة المقابلة سماحة الشيخ الاصفي وسماحة الشيخ الکوراني وسماحة السيد کمال ا لحيدري وسماحة السيد رياض الحکيم مدير مکتب آية الله العظمي السيد محمد سعيد الحکيم وفضيلة الاستاذ جواد علي کسار وکانوا شاهدين لواقعة ظهور اسمي علي شاشة التلفزيون وحديث غيري. وکان سر الالتباس الذي حصل هو اني وبعض الاخوة کنا في بيت وقد أعطيت رقم تلفون هذا البيت لمنسق المداخلات ثم حصل عطل في جهاز التلفزيون فغادرنا المکان الي مکان آخر حرصا علي متابعة المقابلة وبعد خروجنا أصلح العطل الدي کان بسيطا ولم نلتفت اليه وجاء السيد حسين الکشميري وآخرين الي هذا المکان واتصلت قناة الجزيرة بعد ذلک بهذا البيت ولم يشأ السيد الکشميري ان يضيع الفرصة وتکلم وغفل عن التنبيه في نهاية المداخلة انه ليس السيد سامي البدري.