بازگشت

الجواب علي اسئلة أحمد الکاتب حول الامام المهدي


اثار الاستاذ الکاتب علي الانترنيت في موقع اسلام 21 مجموعة من الاسئة حول الامام المهدي (عليه السلام) نوردها فيما يلي مع إجابتنا عليها.

سؤال1:

هل يعتبر الايمان بولادة المهدي قبل الف ومائة وسبعين عاما، واستمرار حياته الي اليوم والي ان يظهر في المستقبل بعد آلاف السنين، ضرورة من ضرورات الايمان بالله تعالي ورسله وکتبه؟ ولماذا لم يشر اليها القرآن الکريم بصراحة ويطالب الناس بالاعتقاد بها؟ وما هو حکم من لا يؤمن بذلک من فرق الشيعة کالزيدية والاسماعيلية فضلا عن سائر فرق المسلمين؟ هل يجوز ان نحکم عليهم بالکفر ونمنعهم من الصلاة في المساجد؟

جوابه:

إن الايمان بان المهدي الموعود هو ابن الحسن العسکري وقد ولد سنة 255 هجرية ضرورة من ضرورات التشيع الاثني عشري تفرضها الاحاديث النبوية الصحيحة نظريا اما تاريخيا فيفرضها نقل جمهور الشيعة جيلا بعد جيل حتي جمهور أصحاب الحسن العسکري الذين



[ صفحه 150]



نقلوا امر ولادته عن ابيه ونصه علي إمامته من بعده وأنه المهدي الموعود وقد شاهده عدة منهم وهذا الجمهور عاش مؤمنا بذلک فترة الغيبة الصغري مع تعامل حسي مع هذا الايمان من خلال النواب الاربعة الذين کانت تظهر علي ايديهم إخبارات خاصة ببعض المغيبات وإجابة للدعاء في موارد خاصة يطلبها أصحابها ويخرج الجواب بانها إجيبت ويتحقق ذلک ولم يدع النواب انها بفعلهم بل هي بإخبار الامام لهم او بدعائه.

أما لماذا لم يشر القرآن الکريم صريحا الي هذا الموضوع، فنقول ان القرآن لم يشر الي ضرورات اسلامية أخري من قبيل عدد رکعات الصلاةورمي سبع حصيات في ايام الحج بمني ثلاثة أيام وغيرها بل اکتفي بالاشارة الي أصل الصلاة ثم أحال الي النبي ليبين تفاصيلهاوکذلک الامر في إمامة أهل البيت أو قضية المهدي حيث تحدث القرآن عنهما بإسلوب خاص نبه اليه الائمة (عليهم السلام) وتفادي ذکر الاسماء لحکمة.

نعم اشار القرآن صريحا الي العهد المشرق الذي سيتحقق آخرالزمان علي يد المهدي ثم ترک امر التشخيص الصريح للبيت الذي ينجبه الي النبي وقد اشار (صلي الله عليه وآله) ان المهدي من ذريته من فاطمة وانه من الحسين.

أما ما هو حکم من لم يؤمن بالمهدي بالتصور الشيعي فليس في المسألة خلاف بين علماء الشيعة ان منکرها يخرج من التشيع الاثني عشري مع بقائه علي الاسلام.



[ صفحه 151]



سؤال2:

هل يجوز ان يخفي الامام العسکري ولده عن الناس ويطالبهم بالايمان به، لو کان حقا قد ولد له ولد في السر؟ واذا کان الشيعة في ذلک الزمان قد بحثوا ولم يجدوا أثرا - کما يقول المؤرخ الشيعي النوبختي- فکيف يمکن ان نؤمن نحن بعد مئات السنين بدون دليل علمي ثابت؟

جوابه:

إذا کان اعلان الامام عن ولده بشکل عام يعرضه للخطر الاکيد فلم لا يجوز له ان يخفي امر ولادته عن عامة الناس؟ وقد کان جمهور اصحاب الحسن علي يقين من وجود الولد فقد رآه الکثير منهم واکتفي القسم الاخر بإخبار الامام المعصوم الحسن العسکري(عليه السلام) عنه. ونسخة المؤرخ النوبختي المتداولة بمقارنتها مع ما نقل الشيخ المفيد عنها يتضح انها محرفة کما مر الحديث مفصلا عن ذلک. وايماننا اليوم بالمهدي بن الحسن العسکري يقوم علي النقل الشفوي المتواتر لجمهور الشيعة جيلا بعد جيل الي عصر الامام الحسن العسکري. کما يقوم إيمان المسلمين علي ان القرآن الذي بين ايدينا هو الذي أملاه النبي علي الامة، ويسند کلا القضتين مئات الروايات المدونة منها الصحيحة ومنها الضعيفة.



[ صفحه 152]



سؤال3:

إذا کان موضوع الايمان بالمهدي أصلا من أصول الدين فلماذا لا يُبحث في الحوزة بصورة علمية منهجية کما يبحث الفقه والاصول؟ ولماذا لم يتم التحقق من صحة الروايات والقصص التاريخية التي تتهم بالوضع والاختلاق في وقت متأخر؟

جوابه:

الايمان بالمهدي ضرورة من ضرورات الفکر الشيعي الاثني عشري، وقد کتبت الحوزة العلمية في التاريخ الغابر والعصر الحاضر عبر وجوهها البارزة کتبا خالدة أمثال کتاب (التنبيه في الامامة) للنوبختي ابي سهل و کتاب (إکمال الدين) للشيخ الصدوق وکتاب (الغيبة) للنعماني و کتاب (الغيبة) للشيخ الطوسي وکتاب (المهدي) للسيد مهدي الصدر [1] و (تاريخ الغيبة الصغري وتاريخ الغيبة الکبري واليوم الموعود) للسيد محمد الصدر [2] و (منتخب الاثر) للشيخ [3] الصافي وغيرها، اما لماذا لم يبحث مؤلفو هذه الکتب في أسانيد الروايات وقصص الولادة فالجواب واضح وهو انهم لم يبنوا ايمانهم بوجود



[ صفحه 153]



المهدي علي اساس تلک الروايات بل بنوه علي اساس النقل الشفوي المتواتر من أجيال الشيعة لخبر ولادة المهدي وممارسته توجيه شيعته عبر النواب الاربعة في فترة الغيبة الصغري. ويبقي البحث في أسانيد تلک الروايات مفيداً ونافعاً لا لاجل تأسيس الايمان بأصل الولادة بل لتقديم شواهد تاريخية مدونة مروية بأسانيد صحيحة علي مسألة التعامل الحسي مع الامام المهدي (عليه السلام)، علي أن الباحث المنصف في هذه الروايات يستطيع ان يخرج منها بنتيجة إيحابية قطعية أيضا وذلک لان قدرا مشترکا من الواقع تتحدث عنه هذه الروايات وهو وجود ولد للحسن العسکري تبوأ بعد ابيه مقام الامامة واختلاف الروايات في التفاصيل الاخري لا يعني اسقاط القدرالمشترک مع تنوع المصادر والرواة الاوائل.

سؤال4:

إذا کان من الواضح والثابت، لدي الشيعة من قبل، مهدوية الامام محمد بن الحسن العسکري؟ فلماذا قال بعض الشيعة إذن بمهدوية الامام علي ومهدوية ابنه محمد بن الحنفية ومهدوية النفس الزکية ومهدوية الصادق ومهدوية الکاظم ومهدوية السيد محمد بن علي الهادي ومهدوية الامام العسکري؟

هل الاحاديث الواردة عن الرسول الاعظم (صلي الله عليه وآله) حول خروج مهدي في آخر الزمان تحدد اسم المهدي وهويته وانه ابن الامام العسکري؟ أم تکتفي بالاشارة اليه بصورة عامة غامضة؟



[ صفحه 154]



جوابه:

مهدوية غير ابن الحسن العسکري (عليه السلام) أقوال مدعاة من قبل فرق أو أشخاص لم يکتب لها البقاء لانها لم تصب الحق و الواقع فيما ادعته من قول. وهل يضر الحق وجود قائلين بالباطل ولو کانوا کُثراً اليوم، فکيف ونحن لانجد أثرا للقائلين بمهدوية من ذکرت الا في بطون التاريخ منذ ألف سنة!

ان الواضح في المسألة المهدوية في المجتمع الاسلامي هو فکرتها القائمة علي النص القرآني والحديث النبوي الصحيح وکذلک البيت الذي يخرج منه المهدي وهو کونه من آل النبي من الحسين (عليه السلام) وکونه الثاني عشر من الائمة (عليهم السلام)، ومن الطبيعي ان تتضيق بعد ذلک بتضيق الوسط الذي يؤمن بالائمة بعد الحسين مضافا الي ان المسألة الاساسية التي کان يعيشها الشيعة هي معرفة إمام زمانهم أما الائمة بعده فهي مسألة يتحکم فيها الظرف ومستوي الشخص وقد وردت روايات رواها الثقاة قبل ولادة المهدي (عليه السلام) بعشرات السنين تعرِّف بکون المهدي هو التاسع من ذرية الحسين او السابع من ذرية الباقر أو الخامس من ذرية الکاظم وقد ذکرنا طرفا منها فيما مضي.

سؤال5:

هل کان المسلمون والشيعة والامامية في القرون الثلاثة الاولي يعرفون ويؤمنون بالامام (محمد بن الحسن العسکري)؟ ولماذا کان



[ صفحه 155]



يحدث البداء إذن؟ ولماذا کان کبار أصحاب الائمة يجهلون أسماءهم؟ ولا يعرفون من بعدهم؟

جوابه:

تحدثنا عن ذلک في الحلقة الاولي. وقلنا هناک ان روايات البداء التي تفيد ان الامام قد اوصي الي أحد اولاده بالامامة ثم يغير الامر بعد ذلک هي روايات غير صحيحة إذ لا بداء في أمرالامامة. وقلنا ان خواص اصحاب الائمة کانوا يعلمون من هو الوصي بتسمية من الامام السابق وعدم معرفة بعض الخواص بذلک له ظروفه الخاصة وأهدافه الخاصة بيناها في الحلقة الثانية عند أجوبتناعلي اسئلة البغدادي في نشرة الشوري.

سؤال6:

هل يعتبر الايمان بالامام المهدي جزء من الايمان بالغيب؟ علما بأن القرآن الکريم قد ذکر الملائکة والجن واليوم الاخر ولم يذکر المهدي فکيف يتم الايمان به بصورة غيبية أي بدون دليل؟

جوابه:

لقد ذکر القرآن عنوان الغيب وبعض مصاديقه ولم يحصر کل أفراده ومصاديقه، وبين النبي والائمة قضية المهدي کمصداق آخر من مصاديق الغيب إن إخبار القرآن بأن هناک يوماً يعم فيه الاسلام في العالم ويرث



[ صفحه 156]



الصالحون الارض هو وعد غيبي، فهو غيب، وإخبار النبي ان الشخص الذي يتحقق علي يده هذا العهد هو من ذريته هو غيب أيضا، ثم أن يخبر الائمة ان الثاني عشر يغيب غيبتين احداهما قصيرة والاخري طويلة هو غيب وقد تحقق ذلک ومرت کلمات الشيخ ابي سهل النوبختي والشيخ النعماني والشيخ الصدوق في ذلک وعده من آيات الائمة (عليهم السلام).

سؤال7:

ماهو الدليل علي وجود وولادة الامام محمد بن الحسن العسکري؟ هل هو حقيقة ام فرضية فلسفية وهمية؟ وهل يمکن ان نثبت ولادة انسان ووجوده في الخارج عن طريق الاستدلال الفلسفي؟

جوابه:

الدليل علي وجود المهدي هو النقل الشفوي المتواتر من أجيال الشيعة جيلا بعد جيل إلي عصر الحسن العسکري (عليه السلام) حيث راي اصحابه ولده المهدي (عليه السلام) وسمعوا منه النص عليه. وهذا هوالنقل التاريخي المتواتر وکان يستدل به قدماء الشيعة کابي سهل النوبختيوالشيخ الصدوق مضافا الي ذلک الروايات الکثيرة جدا التي دونها علماء الشيعة في العديد من کتبهم علي مر القرون.

واستدل قدماء الشيعة بدليل عقلي علي وجود المهدي يبتني علي مقدمات ينتج التسليم بها ان الحسن العسکري لا يمکن ان يموت وليس



[ صفحه 157]



له عقب منه يکون إماما بعده سواء راينا هذا الامام ام لم نره. وسمي هذا الدليل تسامحا بالدليل العقلي او الدليل الفلسفي. ومرادهم ان الاصول السابقة للتشيع وهي الاحاديث النبوية وأحاديث الائمة (عليهم السلام) الصحيحة التي تفرض ان لا يموت الحسن العسکري وليس له ولد يکون هو المهدي الموعود.

وما الغرابة في هذا النوع من الاستدلال إذا کانت المقدمات والخطوات مترابطة وصحيحة منطقياً؟ ثم أليس يستخدم المسلمون وغيرهم الدليل الفلسفي لاثبات وجود الله تعالي؟ ان المسالة في هذا الاستدلال هي صحة المقدمات وترابط الخطوات منطقيا. ثم لماذا هذا الترکيز علي هذا المنهج من الاستدلال والشيعة الاقدمون لا يقفون عنده بل يقرنونه بالدليل التاريخي القاطع وقد مر الحديث عن ذلک.

سؤال8:

هل اعترف الامام الحسن العسکري بوجود ولد له؟ وهل يعرف ذلک أهل البيت والشيعة اصحاب الامام العسکري؟ أم ان مجموعة انتهازية اختلقت القصة في السر وغلفتها بالکتمان لتستفيد منها ماليا وسياسيا؟

جوابه:

الذي نقله جمهور اصحاب الحسن العسکري شفاها هو ان الحسن العسکري(عليه السلام) أخبرهم بان له ولد وقد شاهده ثلة منهم وقد سمعوا منه



[ صفحه 158]



النص علي إمامته وأنه المهدي الموعود، ويوجد الي جنب هذا النقل الشفوي المتواتر روايات صحيحة السند علي ذلک من وجوه الشيعة واصحاب الامامين الهادي والحسن العسکري (عليه السلام). ودعوي إختلاق القصة من قبل مجموعة انتهازية دعوي عارية عن الدليل بل هي مجرد افتراء قام اساسا علي الوقوع ضحية البحث الناقص بنَفَس مُغرِض کما اتضح ذلک من البحوث السابقة.

سؤال9:

تقول الرواية المنسوبة الي خديجة بنت الامام الهادي ان نرجس لم تکن تعرف انها حامل ليلة الولادة المزعومة ولم يکن عليها أي أثر للحملوانها لم تجد أي طفل في الصباح. فهل رأت الولادة في المنام؟ وهل الرواية صحيحة؟ وما هو سندها؟

جوابه:

أقول: من المفيد ان نأتي بنص رواية الشيخ الطوسي في کتابه الغيبة ص234.

قال (رحمه الله): أخبرني ابن أبي جيد، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار محمد بن الحسن القمي، عن أبي عبد الله المطهري، عن حکيمة بنت محمد بن علي الرضا قالت بعث إلي أبومحمد (عليه السلام) سنة خمس وخمسين ومائتين في النصف من شعبان وقال يا عمة اجعلي الليلةإفطارک عندي فإن الله عزوجل سيسرک بوليه وحجته علي خلقه خليفتي



[ صفحه 159]



من بعدي. قالت حکيمة فتداخلني لذلک سرور شديد وأخذت ثيابي علي وخرجت من ساعتي حتي انتهيت إلي أبي محمد (عليه السلام)، وهو جالس في صحن داره، وجواريه حوله فقلت جعلت فداک يا سيدي! الخلف ممن هو؟ قال من سوسن فأدرت طرفي فيهن فلم أر جارية عليها أثر غير سوسن.

قالت حکيمة فلما أن صليت المغرب والعشاء الاخرة أتيت بالمائدة، فأفطرت أنا وسوسن وبايتها في بيت واحد، فغفوت غفوة ثم استيقظت، فلم أزل مفکرة فيما وعدني أبومحمد (عليه السلام) من أمر ولي الله (عليه السلام) فقمت قبل الوقت الذي کنت أقوم في کل ليلة للصلاة، فصليت صلاة الليل حتي بلغت إلي الوتر، فوثبت سوسن فزعة وخرجت فزعة وخرجت وأسبغت الوضوء ثم عادت فصلت صلاة الليل وبلغت إلي الوتر، فوقع في قلبي أن الفجر قد قرب فقمت لانظر فإذا بالفجر الاول قد طلع، فتداخل قلبي الشک من وعد أبي محمد (عليه السلام)، فناداني من حجرته لا تشکي وکأنک بالامر الساعة قد رأيته إن شاء الله تعالي.

قالت حکيمة فاستحييت من أبي محمد (عليه السلام) ومما وقع في قلبي، ورجعت إلي البيت وأنا خجلة فإذا هي قد قطعت الصلاة وخرجت فزعةفلقيتها علي باب البيت فقلت بأبي أنت وأمي هل تحسين شيئا؟ قالت نعم يا عمة! إني لاجد أمرا شديدا قلت لا خوف عليک إن شاء الله تعاليوأخذت وسادة فألقيتها في وسط البيت، وأجلستها عليها وجلست منها حيث تقعد المرأة من المرأة للولادة، فقبضت علي کفي وغمزت غمزة شديدة ثم أنت أنة وتشهدت ونظرت تحتها، فإذا أنا



[ صفحه 160]



بولي الله صلوات الله عليه متلقيا الارض بمساجده. فأخذت بکتفيه فأجلسته في حجري، فإذا هو نظيف مفروغ منه، فناداني أبو محمد (عليه السلام) يا عمة هلمي فأتيني بابني فأتيته به، فتناوله وأخرج لسانه فمسحه علي عينيه ففتحها ثم أدخله في فيه فحنکه ثم أدخله في أذنيه وأجلسه في راحته اليسري، فاستوي ولي الله جالسا، فمسح يده علي رأسه وقال له يا بني انطق بقدرة الله فاستعاذ ولي الله (عليه السلام) من الشيطان الرجيم واستفتح (بسم الله الرحمن الرحيم ونريد أن نمن علي الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمکن لهم في الارض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما کانوا يحذرون وصلي علي رسول الله (صلي الله عليه وآله) وسلم وعلي أمير المؤمنين والائمة (عليهم السلام) واحدا واحدا حتي انتهي إلي أبيه، فناولنيه أبومحمد (عليه السلام) وقال يا عمة رديه إلي أمه (حتي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولکن أکثر الناس لا يعلمون) فرددته إلي أمه وقد انفجر الفجر الثاني، فصليت الفريضة وعقبت إلي أن طلعت الشمس. ثم ودعت أبا محمد (عليه السلام) وانصرفت إلي منزلي. فلما کان بعد ثلاث اشتقت إلي ولي الله، فصرت إليهم فبدأت بالحجرة التي کانت سوسن فيها، فلم أر أثرا ولا سمعت ذکرا فکرهت أن أسأل، فدخلت علي أبي محمد (عليه السلام) فاستحييت أن أبدأه بالسؤال، فبدأني فقال يا عمةفي کنف الله وحرزه وستره وغيبه حتي يأذن الله له، فإذا غيب الله شخصي وتوفاني ورأيت شيعتي قد اختلفوا فأخبري الثقات منهم، وليکن عندک وعندهم مکتوما، فإن ولي الله يغيبه الله عن خلقه ويحجبه عن عباده فلا يراه أحد حتي يقدم له جبرئيل (عليه السلام) فرسه (ليقضي الله أمرا



[ صفحه 161]



کان مفعولا).

وروي الشيخ الصدوق روايتين عن حکيمة جاء في الاولي ان حکيمة سألت نرجس ما انتبهت فزعة وقت الولادة فسألتها حکيمة اتحسين شيئا قالت نعم ياعمة فقالت لها حکيمة أجمعي عليک نفسک واجمعي قلبک... ثم أخذتهما افترة وإذا بحس المولود فأخذته حکيمة الي الامام ثم ارجعته الي امه ثم ارجعته الي ابيه... وفي الثانية ان نرجس غيبت عن حکيمة ثم کشف لها عنها ومعها الطفل فأخذته وناولته لابيه (عليه السلام)... الروايتان تذکران عن الولادة بعض الامور الخارقة وسندها فيه مجهول مع متهم بالغلو وبالتالي الروايتان ضعيفتان.

ويتضح من ذلک:

مدي علمية الکاتب وأمانته مع القاريء حين يغفل هذه الروايات ويعرض رواية واحدة رواها الصدوق في جملة رواياته تصرح ان حکيمة لم تر بنرجس أثر حبل... الخ. هذا اولاً.

وثانياً: لنفترض اننا لم نحصل علي رواية صحيحة السند تبين لنا کيفية ولادته فما هو تأثيرها علي الايمان بولادته بعد ان توفر لنا الطريق القطعي علي معرفتها جملة من خلال النقل الشفهي المتواتر لجمهور اصحاب الحسن العسکري، مع روايات صحيحة السند مدونة في الکافي وغيره تذکر ان الحسن العسکري قد أخبر بوجود ولد له ونص عليه؟وتذکر ان الثقاة رأوه وصاروا واسطة بينه وبين شيعته تسعا وستين سنة.



[ صفحه 162]



سؤال10:

ما ذا يعني التواتر والاجماع؟ وهل يوجد اجماع أو تواتر حول ولادة الامام الثاني عشر مع القول ان ذلک تم سرا وخفية واختلاف شيعة الامام الحسن العسکري حول ذلک الي أربع عشرة فرقة فضلا عن رفض بقية فرق الشيعة التي جاوزت السبعين وبقية الفرق الاسلامية التي لا تؤمن بولادته في القرن الثالث الهجري؟

جوابه:

التواتر هو إخبار جماعة کثيرين يمتنع تؤاطؤهم عن الکذب.

وولادة المهدي (عليه السلام) سرا لا تمنع من حصول خبر التواتر علي ولادته لان المطلوب هو نقل خبر أبيه علي وجوده و لا يشترط رؤيته بشخصه هذا مع ان عددا لابأس به من اصحاب الحسن العسکري قد رآه.

و اختلاف شيعة الحسن بعد وفاة الحسن لايضر في امر التواتر إذا عرفنا ان جمهور أصحاب الحسن العسکري قد نقلوا عنه انه قال له ولد وهو المهدي الموعود وانه سيغيبه الله غيبة طويلة ثم يظهره في آخرالزمان ليحقق علي يده وعده الذي وعده لانبيائه، وقد نصت المصادر المعتبرة ان جمهور أصحاب الحسن نقلوا القول بوجود الولد ووصية ابيه له کما مر في البحوث السابقة کما ذکرت المصادر الحديثية الشيعية أخبار الائمة السابقين بأن المهدي الموعود هو الخامس من ولد السابع.



[ صفحه 163]



و إنکار بقية فرق الشيعة کالزيدية وبقية الفرق الاسلامية السنية وجود ولد للحسن العسکري لا يضر بهذا التواتر، لان المطلوب في هذا التواتر هو نقل جمهور شيعة الحسن العکسري عن الحسن خبر ولده الذي کتمه عن عامة الناس الا عن شيعته.

سؤال11:

هل صحيح ان الشيعة في القرون السابقة قبل اقامة الجمهورية الاسلامية في ايران، کانوا يحرمون اقامة الدولة وتطبيق الشريعة الاسلامية في عصر (غيبة الامام المهدي) ولا يزال بعض العلماء يحرم اقامة صلاة الجمعة الا بعد ظهور الامام؟

جوابه:

اقول:

يعتقد الشيعة في مسألة الحکم انه للنبي (صلي الله عليه وآله) ومن بعده للائمة الاثني عشر (عليهم السلام) ولم يتراجع عن هذا القول أحد إلا أن يتراجع عن أصل التشيع.

أما في عصر الغيبة الکبري فإن علماء الشيعة کانوا بين اتجاهين اتجاه يقول بتعطيل الحدود بعذر إن أمر إقامتها خاص بالمعصومين فقط، واتجاه يقول بجواز قيامها من قبل الفقهاء مع القدرة والمسألة مسألة علمية ولا ربط لها بمسألة الاعتقاد بالمهدي وغيبته فکلا الفريقين مشترکان في المعتقد بالمهدي وغيبته وانتظار ظهوره.



[ صفحه 164]



سؤال12:

لماذا لا يخرج الامام المهدي الغائب، إذا کان موجودا، وقد امتلات الدنيا ظلما وجورا وأصبح المسلمون فريسة للطغاة والمستبدين الذين أهلکوا الحرث والنسل؟ وإذا کان الامام المهدي موجودا فلماذا لا يستفيد من التکنولوجيا المعاصرة ويستخدم المحطات التلفزيونية الفضائية وشبکة الانترنت للاتصال بالمؤمنين والاجابة علي أسئلتهم وتوجيهم وقيادتهم استعدادا ليوم الظهور؟

جوابه:

إن غيبة المهدي تعني تعطله عن ممارسة النشاطات المذکورة بالسؤال وقد تعطل بأمر الله تعالي وليس بتقدير و تصرف شخصي منه، وکذلک يکون ظهوره ومعاودة نشاطه الفکري والسياسي حين يأذن الله له بذلک. والله تعالي أعرف بالزمن الصالح لظهوره (وَمَا کَانَ لِرَسُول أَنْ يَأْتِيَ بآيَة إِلَّا بِإِذْنِ الله فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ الله قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِکَ الْمُبْطِلُونَ) غافر/ 78. ان الله تعالي سوف يظهره في زمان وظرف يکون فيه التشيع الاثني عشري قد استنفد کل اغراضه في إقامة الحجة علي البشرية اجمع مع اقتران ذلک باستضعاف الحق وأهله، وذلک لان لهدف من ظهوره هو رفع الاستضعاف عن الحق وأهله وإقامة دولة النبي (صلي الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام) العالمية.



[ صفحه 165]



سؤال13:

ما هو الضير في عقد ندوة علمية لبحث موضوع ولادة المهدي ودعوة أحمد الکاتب ومناقشته أمام الملا وفي الاذاعة والتلفزيون؟ خاصة وانه يقول انه مستعد لتغيير رأيه لو قدم له أحد أدلة تاريخية علمية علي ولادة الامام (محمد بن الحسن العسکري)؟

جوابه:

السؤال الذي ينبغي ان يسأل هو هل هناک ضرورة تستوجب عقد مثل هذه الندوة مع أحمد الکاتب؟ الجوا ب لا توجد هناک اية ضرورة، لان أحمد الکاتب ليس هو أول من أنکر ولادة المهدي ولا آخر من سينکره في المستقبل وليس هو أول من انکر دلالة حديث الغدير علي إمامة علي ولا أول من انکر عصمة الائمة أو أثار شبهات حول تحديد الائمة بإثني عشر، بل هو واحد من آلاف وملايين فإذا کان کل واحد من هؤلاء بحاحة أن تعقد معه ندوة فإنه لايبقي وقت لاي عمل آخرنعم الاستعداد للحوار ينبغي ان يبقي مفتوحا لاستقبال أي شبهة او سؤال حول هذا الموضوع او أي موضوع آخر هذا مضافاً الي ان عقد ندوة بل ندوات لاجل عرض ادلة الشيعة علي وجود وامامة المهدي (عليه السلام) واستقبال أي سؤال حولها لا مانع منه. [4] .



[ صفحه 166]



ثم اننا لسنا حريصين علي ان يغير أحمد الکاتب ولا أي شخص آخر رأيه إذ هي مسألة تخص الشخص نفسه.

(فَذَکِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَکِّرٌ - لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِر) الغاشية/ 21-22

(لَيْسَ عَلَيْکَ هُدَاهُمْ وَلَکِنَّ الله يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) البقرة/ 272،

نعم نحن حريصون ان لا تبقي شبهاته وإثاراته وأسئلته وأسئلة غيره من دون جواب، ومن الجدير ذکره ان هذه الشبهات ليست جديدة وبامکان أي شخص يرجع الي ماکتبه الشيخ الصدوق (ت381) في مقدمة کتابه (اکمال الدين) قبل الف سنة ليکتشف ان جل أسئلة الکاتب وشبهاته قد اثيرت منذ ذلک الوقت وأجاب عليها علماؤنا، وإذا قرأها احمد الکاتب ولم يقتنع بها ليس معناه ان هذه الاجوبة غير صحيحة إذ ما أکثر من لم يقتنع بأدلة الانبياء بل ما أکثر من لم يقتنع بوجود الله الذي اتفق علي وجوده المسلمون والمسيحيون واليهود وکثير ممن لم يؤمن بالانبياء.

صحيح ان احمد الکاتب کان شيعيا اثني عشريا ثم تخلي عن التشيع الاثني عشري وصار سنيا في مفهومه للتشيع وفي موقفه منه وکتب ما توصل اليه ونشره وأخذ يدعو إلي أفکاره وفي المقابل کان هناک العشرات من السنة وصاروا شيعة وکتبوا ما توصلوا اليه وأخذوا يدعون الناس الي التشيع انها عملية قائمة علي قدم ساق وتبقي کذلک



[ صفحه 167]



الي ما شاء الله وليس لنا ان نقف في قبالها فقد خلق الله تعالي البشر أحرارا في الفکر وکل إنسان مسؤول عن فکره ومواقفه.

سؤال14:

ما هو أثر الايمان بالمهدي علي العلاقة بين السنة والشيعة؟ وهل ذلک يوحد المسلمين؟ أم يفرق بينهم؟

جوابه:

الايمان بإمامة المهدي علي التصور الشيعي فرع للايمان بالامامة الالهية الخاصة لاهل البيت (عليهم السلام) القائمة علي النص والعصمة والتحديد بإثني عشر، وأدلة الشيعة في هذه القضية الکتاب والسنة وهم يرحبون بأي حوار حول المسالة يستهدف معرفة واقع القضية وهم الي جنب ذلک لا يکفِّرون أحدا من أهل القبلة ويرون المسلم من شهد الشهادتين فإذا قالهما عصم ماله ودمه، فالمسلمون إذن في أمان من الشيعة بل هم أمة واحدة عندهم ماداموا في دائرة الشهادتين، إن الحيف تاريخيا والي اليوم واقع علي الشيعة حين يکفرهم البعض بسبب عقيدتهم التي تقوم علي الکتاب والسنة. ولست أدري هل الذي يفِّرق المسلمين هو من يکفِّرهم ويبيح قتلهم ومالهم او من يري ان المسلم من شهد الشهادتين فإذا قالها عصم ماله ودمه؟



[ صفحه 169]




پاورقي

[1] والد السيد موسي الصدر رح کان احد المراجع في مدينة قم المشرفة.

[2] استشهد (رحمه الله) في النجف برصاصات الغدر العفلقي وله موسوعة متميزة في المهدي وقد نقل عنه (رحمه الله) انها تبلغ اثني عشر مجلدا صدر منها اربعة مجدات.

[3] احد مراجع الشيعة في مدينة قم وقد نيف علي التسعين اطال الله عمره بخير وعافية.

[4] وقد عقدت شبکة هجر الثقافية علي الانترنيت ندوة حوار وطلب الاستاذ احمد الکاتب الاشتراک فيها وبعد ان سار الحوار معه شوطا جديا وأجيب علي الکثير من مقولاته اعتذر عن مواصلة الحوار بحجة انه غير متفرغ!!! وانه کتب کتابا فمن عنده رد فليرد علي کتابه!!!.