بازگشت

الامامة بعد الحسن و الحسين لا تکون في اخوين


قوله: وکان الدافع الرئيسي لهذا القول (أي ان للحسن العسکري ولد) هو التمسک بقانون (الوراثة العمودية) و(عدم جواز انتقال الامامة الي أخوين بعد الحسن والحسين) وبالرغم من أنه (أي القانون المذکور) کان قولا ضعيفا ولم يجمع الشيعة الامامية عليه في ذلک الوقت خلافا لما ادعي الطوسي بعد ذلک بمأتي عام

أقول: ان قانون الوراثة العمودية وعدم جواز انتقال الامامة الي أخوين بعد الحسن والحسين مما اتفق عليه جمهورالشيعة الامامية بعد الامام الصادق (عليه السلام) في القرن الثاني والثالث وقد نقل هذه الحقيقة النوبختيان الخال وابن اخته والاشعري القمي في کتبهم قبل الشيخ الطوسي بأکثرمن مأة عام، هذا مضافاً الي الروايات الصحيحة الواردة بذلک



[ صفحه 43]



نص الشبهة

قال: أن القول بـ (عدم جواز انتقال الامامة الي أخوين بعد الحسن والحسين ووجوب استمرارها في الاعقاب) قول ضعيف ولم يجمع الشيعة الامامية عليه في ذلک الوقت خلافا لما ادعي الطوسي بعد ذلک بمأتي عام. (ص189).

الرد علي الشبهة

أقول: بل هو قول جمهور الشيعة الامامية والمشهور بل المتواتر بينهم قبل ولادة المهدي (عليه السلام) کما نقله اسماعيل بن علي النوبختي في کتابه (التنبيه في الامامة) وابن أخته الحسن بن موسي النوبختي في کتابه فرق الشيعة والاشعري القمي في کتابه المقالات والفرق علي فرض تعدد الکتابين المتداولين.

قول أبي سهل النوبختي:

قال اسماعيل بن علي النوبختي في کتاب التنبيه:

(وعلمنا بالاخبار المتواترة عن الائمة الصادقين (عليهم السلام) ان الامامة لا تکون بعد کونها في الحسن والحسين (عليه السلام) الا في ولد الامام ولا يکون



[ صفحه 44]



في اخ ولا قرابة). [1] .

قول الاشعري القمي:

وقال الاشعري القمي في المقالات والفرق:

(ففرقة منها وهي المعروفة بالامامية قالت لله في ارضه بعد مضي الحسن بن علي حجة علي عباده وخليفة في بلاده، قائم بامره من ولد الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا،... علي المنهاج الاول والسنن الماضية من الائمة الجارية، فيمن مضي منهم القائمة فيمن بقي منهم، الي ان تقوم الساعة من وتيرة الاعقاب، ونظام الولادة، ولا ينتقل ولا يزول عن حالها، ولا يکون الامامة ولا يعود في اخوين بعد الحسن والحسين، ولا يجوز ذلک ولا يکون الا في عقب الحسن بن علي بن محمد الي فناء الخلق وانقطاع امر الله ونهيه ورفعه التکليف عن عباده، متصل ذلک ما اتصلت امور الله، ولو کان في الارض رجلان کان احدهما الحجة، ولو مات احدهما لکان الباقي منهما الحجة، ما اتصل امر الله ودام نهيه في عباده، وما کان تکليفه قائماً في خلقه،

و لا يجوز ان تکون الامامة في عقب من يموت في حياة ابيه، ولا في وصيّ له من اخ ولا غيره، اذا لم تثبت للميت في حياه ابيه في نفسه امامةولم يلزم العباد به حجة...

وذلک ان المأثور عن الائمة الصادقين مما لا دفع بين هذه العصابة



[ صفحه 45]



من الشيعة الامامية، ولا شک فيه عندهم ولا ارتياب، ولم يزل اجماعهم عليه لصحة مخرج الاخبار المروية فيه وقوة اسبابها، وجودة اسانيدها وثقة ناقليها). [2] .

قول علي بن الحسن النوبختي:

وقال علي بن الحسن النوبختي في فرق الشيعة:

«قالت الفرقة الثانية عشرة وهم (الامامية) ليس القول کما قال هؤلاء کلهم بل لله عز وجل في الارض حجة من ولد الحسن بن علي وامر الله بالغ وهو وصي لابيه علي المنهاج الاول والسنن الماضية ولا تکون الامامة في اخوين بعد الحسن والحسين (عليهما السلام). ولا يجوز ذلک ولا تکون الا في عقب الحسن بن علي الي ان ينقضي الخلق متصلا ذلک ما اتصلت امور الله تعالي. ولو کان في الارض رجلان لکان احدهما الحجة ولو مات احدهما لکان الاخر الحجة ما دام امر الله ونهيه قائمين في خلقه. ولا يجوز ان تکون الامامة في عقب من لم تثبت له امامة ولم تلزم العباد به حجة ممن مات في حياة ابيه ولا في ولده...

وهذا الذي ذکرناه هو المأثور عن الصادقين الذي لا تدافع له بين هذه العصابة ولا شک فيه لصحة مخرجه وقوة اسبابه وجودة اسناده. [3] .

وفي ضوء ذلک فان الشيخ الطوسي کان قوله مؤکدا لما نقله



[ صفحه 46]



النوبختي والاشعري القمي وليس مؤسسا».

نموذج من الروايات:

أما الاخبار في ذلک فکثيرة نذکر منها ما رواه الکليني في الکافي بأسانيد صحيحة.

عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسي، عن يونس، عن الحسين بن ثوير بن أبي فاختة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال لا تعود الامامة في أخوين بعد الحسن والحسين أبدا، إنما جرت في علي بن الحسين کما قال الله تبارک وتعالي واولوا الارحام بعضهم أولي ببعض في کتاب الله فلا تکون بعد علي بن الحسين (عليه السلام) إلا في الاعقاب وأعقاب الاعقاب. [4] .

وعن محمد بن يحيي، عن محمد بن الحسين، عن عبد الرحمن بن ابي نجران، عن سليمان بن جفعر الجعفري، عن حماد بن عيسي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال لا تجتمع الامامة في أخوين بعد الحسن والحسين إنما هي في الاعقاب وأعقاب الاعقاب. [5] .

وعن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) أنه سئل أتکون الامامة في عم أو خال؟ فقال لا، فقلت ففي أخ؟ قال لا، قلت ففي من؟ قال في ولدي، وهو يومئذ لا ولد له. [6] .



[ صفحه 47]




پاورقي

[1] إکمال الدين للصدوق / 92.

[2] المقالات والفرق / 103.

[3] فرق الشيعة / 111، أوردناه إلي جنب کتاب المقالات والفرق علي فرض تعددهما.

[4] الکافي ج 1 ص 285.

[5] الکافي ج 1 ص 286.

[6] الکافي ج 1 ص 286.