بازگشت

فجر السلام


«وينفلق عمود الفجر عندما تشتد الظلمات في الهزيع الاخير من الليل».

في ذلک الزمنِ العصيبْ

وقد هوت..

فيه الحضارةُ للمغيبْ

واجتاحت الوطنَ الخصيبْ

في الليلةِ الظلماءْ

آلافُ الذئابْ

فإذا الکواکبُ في انطفاءْ

واذا السلامْ...

مسمّرٌ فوق الصليبْ

في ذلک الزمنِ المريرْ

فقدتْ سواقينا الخريرْ

وتهافتتْ فيه النسائمُ..

بعد عنفِ الزمهريرْ

وتراجَعَ الحبُّ الکبيرْ

أمامَ عربدةِ الغرائزِ..

بعد أن ذبح الضمير

يا أيّها القلبُ الکسيرْ

حتّام هذا الانتظار؟

يا أيها البدرُ المنيرْ

إلام هذا الانتظار؟!

فجّر مسافاتِ الغيابْ

وأزح بکفيّکَ الضبابْ

وأطلَّ من حُجبِ الغيومِ

أطلَّ من خلفِ السحابْ

هذي مدائننا الحزينة..

يلفّها ذلُّ الاسار

وغشي مساجدَنا الغبارْ

تبکي المآذنُ..

ألف قنديل يضيء الدربَ

في زمن التتار



[ صفحه 10]



هجرتْ حمائمها القبابْ

وعوتْ حواليها الذئابْ

وتهشَّمتْ فيها مصابيحُ النهارْ

وغدا الفراتُ بلا مياه..

وغاب دجلةُ في السرابْ

ومضي الزمان يلفّـهُ عامٌ وعامْ

وأطلَّ بدرٌ في الفضاءْ

أطلَّ مِن خَلَلِ الغمامْ

ولاحَ نجمٌ في السماءِ

کأنه قلبٌ..

توهّج في هيامْ

ما بالها الملوّيةُ السمراءِ

تصدحُ بالاذان؟!

قبل انفلاقِ الفجرِ..

قبل حلولهِ..

قبل الاوانْ

وتکادُ تهتف: يا نيامْ!

هبّوا.. فقد وُلدَ السلامْ

في ذلک البيتِ المضيء

في ظُلمةِ الزمنِ الرديء

هبطتْ الي الارض الحزينةِ..

وهي تبکي..

في الظلامْ

هبطتْ ملائکةُ السماءْ

هبطت کأسراب الحمامْ

ونسائم من جنّةِ الفردوسِ

تهمسُ: يا نيام!

هبّوا فقد ولد الإمام [1] .

ويا بذور..

مُدّي جذورَکِ في القبورْ

وتأمّلي وجه السماءْ

تطلعي نحو الإمامْ

الشمسُ تبعثُ دفئها..

من خلفِ أکوامِ الغمامْ [2] .

وترقّبي زمنَ الربيعِ

ترقبي فجْرَ السلامْ



[ صفحه 13]




پاورقي

[1] و قبيل الفجر في منتصف شعبان ولد الامام المنتظر.

[2] الامام المهدي: «و اما وجه الانتفاع بي في غيبتي فکالانتفاع بالشمس اذا غيبتها عن الابصار السحب». اکمال الدين 2/ 483.