بازگشت

اثبات القدرة الإلهية


2- إنّ موسي بن عمران عليه السلام کان معجزة الله عز وجل في الأرض، فعندما يئس الجميع، وعرفوا أن لا ملجأ ومنجي من الله إلا إليه، وعندما عجزت کل الوسائل الطبيعية من أن تمنح الناس الخير والسعادة والرفاهية، فإن الله سبحانه ولکي يثبت لعباده أنه هو القاهر فوقهم، وأنه هو الحاکم والمهيمن، وله السلطان والملکوت، فقد بعث موسي بن عمران عليه السلام بعد أن عاش وتربي في بيت فرعون لکي يثبت للبشرية أن الإنسان مهما طغي واستکبر في الأرض، فإن الله تعالي يبقي أکبر منه، وأنه سيجعل هلاکه علي يد الذي ربّاه بيده.

وهکذا الحال بالنسبة إلي الإمام الحجة عليه السلام فإنه سيأتي بعد أن يعم اليأس الجميع، ويستبدّ بالبشرية شعور العجز عن توفير الخير والرفاهية لنفسها إلا بالتوجّه إلي بارئها تبارک وتعالي، ولذلک فعندما يظهر الإمام المهدي عليه السلام فإن البشرية بأسرها سوف تهرع لتبايعه.

صحيح أنه عليه السلام سوف يخرج بالسيف، ويظهر به، ولکنه لا يشهره إلا ضد المعاندين، فالغالبية العظمي من الناس سيسلمون علي يديه الکريمتين طواعية دون أي قهر وإجبار، لأن الله عز وجل سينزل عيسي بن مريم عليه السلام فيصلّي خلف إمامنا الحجة بن الحسن کما جاء في أحاديث المذاهب الإسلامية، وعندما يشاهد المسيحيون نبيّهم يصلّي خلف المهدي فإنهم سيهرعون إلي بيعة الإمام عليه السلام.

إن الجاهلية المادية الطاغية في الأرض سوف تصل بالبشرية إلي حالة انعدام الوزن، وعند الوصول إلي هذه النقطة فإنهم يبدؤون بمراجعة أنفسهم ويتساءلون عن جدوي المذاهب المادية المختلفة التي ابتلوا بها، ثم يأخذون بالتطلّع إلي هدف آخر يعقدون عليه الآمال بعد أن ينفضوا عن أنفسهم غبار الجاهلية الجهلاء. وهنا يعلو صوت الإمام المهدي عليه السلام فيسمعه جميع أهل الأرض،وفي هذا الصوت الرباني يجدون بغيتهم، فيسرعون إلي قبول دعوته فتسود الأرض عدالته، ويسود الإسلام.