بازگشت

الخالق يريد لنا العزة و الکرامة


والله عز وعلا خلق الإنسان، وأوضح لـه مناهجه في الحياة عبر رسالات السماء، ولم يکن يريد لمسيرته أن تنتهي إلي ما هي عليه الآن من الصور القاتمة، ولم يکن يريد له أن يضيع في متاهات الفراغ أو يتخبط في مستنقع شذوذه، ثم يعاني الملأ الأعظم الويلات والمآسي في حياته، بل إنه جل وعلا عنـدما خلقـه وهـداه إلي الطريق المستقيم بالرسالات، أراد له الکرامـة والعـزة، وأن يحيـا ويمـوت عزيزاً مکـرماً شريطة أن يتحمل الأمانة التي عهد إليه بتحملها.

وبناءً علي ذلک؛ فإن کرامة الإنسان وقف علي الأمانة التي يتحملها کما يقول سبحانه: «اِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الاِنسَانُ » (الاحزاب/72). فالذي لا أمانة لـه لا شرف لـه ولا کرامة ولا عزة؛ أي ليس له ما يجعله يستحق العيش والاستمرار في الحياة.

إن الله تبارک وتعالي يريد من الإنسان أن يکون أميناً أوأن يبذل الغالي والنفيس من أجل إعطائها حقها وإن کلّفه ذلک حياته أحياناً، وأن يکون عند کلمته، ويفي بالعهد والوعد لکي يقوم مجتمع يتسم بالأمانة والشرف والکرامة، وتسوده روح العدل والعدالة. فلابد أن تسود وتحکم العدالة المجتمع الإنساني؛ فالظلم الذي هو ضد العدالة ظلمات وتحطيم للإنسان وشلّ لحرکة الإنسانية وتطلعاتها نحو آفاق الازدهار الحضاري الحقيقي، والظلم عائق کبير دون سير البشرية نحو طموحاتها في بلوغ أهدافها التکاملية النبيلة والمدنية الفضلي.