بازگشت

قتل الخرّاصون


لقد ابتلي المؤمنون خاصة، والمسلمون عموماً بأنصاف المثقفين الذين يصبون کل جهودهم للتدخل فيما لا علم لهم به، وللتجاوز علي قدّسية العلم والاختصاص، وذلک لزعزعة موقع الإيمان والإسلام في القلوب، سواء علموا بتأثير ما يخرّصون أم لم يعلموا.

فکم من صحيفة وکتاب وإذاعة وبوق إعلامي يحرض الناس علي الشک بالعقيدة واليأس من التغيير والتغيّر، جاهلين بأن الشک واليأس والتشکيک والتأييس ليس إلاّ شکلاً رهيباً من أشکال الشرک والنفاق.

وإذا راجعنا کتاب الله – وهو عين الحق - لوجدنا ان المستهزئين بالمؤمنين والعقيدة سوف يلقون أشد العذاب وأقسي التنکيل في يوم القيامة؛ بل إن عذابهم سيکون أشد من عذاب الکافرين، لأن الکافر قد يکفر ولا يهمه من آمن، ولکن المستهزئ من طبيعته الکفر والکيد والأذي. ولقد ورد في الأحاديث الشريفة أن جزاء المستهزئ بحقائق القرآن وعقائد المؤمنين سيکون جهنم خالداً فيها أبداً، حيث يلقي فيها من مکان سحيق، ولکنه يري في الطرف الآخر الذي قد يبعد عنه مسيرة ألف سنة بصيصاً من نور الجنة، فتراه يعمل المستحيل للوصول إليه، مارّاً بلهب النار العملاقة وما تحويه من ناس وأجنة ووحوش وعنت وعذاب، حتي إذا وصل إليه إنطفأ دونه، وإذا بباب الجنة يغلق بوجهه، ولکنه يري مرة أخري بصيص نور وباباً آخر فيهرع إليهما لعلّه ينقذ نفسه أو يجد من العذاب مهرباً، فيلقي المصير نفسه، وهکذا يظل في جهنم خالداً..

أقـول: سمعنا وتسمعون أکاذيب وافـتـراءات من يستهــزئ - وبأعصاب باردة لها ما يبررها من مصالح ودوافع، کالجهل والطمع والکفر- من الحرکات الإسلامية والثقافة الدينية والمقدسات، فلا يکون موقفنا منهم إلاّ التوجيه لهم أو الابتعاد عنهم والاستعاذة بالله القدير منهم فيما لو لم يثمر التوجيه أو ينفع النصح، لأنهم ليسوا إلاّ موجودات جهنّمية يحرقون کل من يقترب أو يرکن إليهم. فالحذر کل الحذر منهم، ذلک أنهم آمنوا ثم کفروا وأنهم لن يضروا المؤمنين الصادقين شيئاً.

إن الجدير بالإنسان المؤمن البحث عن ثقافة الأمل وإثارة الطموح والجد والاجتهاد، وهذا ما يجده في القرآن وکلمات النبي وأهل بيته عليهم السلام.

فإن کان البحث فيما يخص وجود وظهور الإمام الحجة عليه السلام، فليعلم الإنسان المؤمن ان الله قد عاب في کتابه علي من يکفر بالعقيدة الإسلامية سيرته هذه فقال: [وَکَيْفَ تَکْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَي عَلَيْکُمْ ءَايَاتُ اللَّهِ وَفِيکُمْ رَسُولُه]..؟ بمعني أن الرسول وإن مات جسداً، ولکنه حيٌّ يرزق بين أظهر المسلمين، وذلک عبر خليفته ووصيه الذي هو القرآن الناطق، وهو الأمان لأهل الأرض، وهو الأمل التاريخي للبشرية جمعاء، وهو الإمام الحجة بن الحسن المهدي عليه السلام. ومن هنا ينبغي الاعتصام به والتسليم إليه وتوطيد العلاقة الإيجابية، لأن في ذلک فقط ضمان طرد اليأس من القلب والسير في طريق التقدم والازدهار.