القرآن شفاء کل داء
وفي کتاب الله الشفاء لکل داء، والعلاج لکل مشکلة تعترض مسيرة الإنسانية نحو أهدافها التکاملية في الحياة، ويوم يأخذ الناس هذا الکتاب مأخذ الجد في القول والعمل والسلوک فلينتظروا إشراقة شمس السعادة في آفاق حياتهم ليسمو بنورها ودفئها، وليطمئنوا حينئذ للفلاح والنصر الإلهي وجني اليانع من ثمار الجهاد والعمل فضلاً من الثواب والأجر الجميل، والرضوان الإلهي الأکبر في الآخرة.
ومن حقائق القرآن أنه يکشف للإنسان عن القيم والمبادئ العامة التي لابد له من التحرک نحوها، والأهداف والغايات النبيلة السابقة التي ينبغي عليه بلوغها ليتنعم بوارف ظلالها، وهو -أي القرآن- يبيّن في ذات الوقت السبل التي ينبغي اتباعها، والوسائل التي من المفترض استثمارها للوصول إلي تلک الأهداف والغايات والحقائق الکبري، فهو الدليل إلي بلوغها؛ أي أنه - بالإضافة إلي مهمته الرسالية الأساسية في الحياة وهي بيان الهدف التکاملي- الصراط المستقيم الذي يقود نحو ذلک الهدف التکاملي.
وللهدف التکاملي هذا جوانب عديدة يؤطرها الإيمان، وتدور حول محور التقريب إلي الله جل وعلا؛ ومن هذه الجوانب تشکيل مجتمع العزّة والکرامة في ظل سيادة العدل، وهيمنة روح المساواة وفق الموازين والمعايير الواحدة.