في استقبال الإمام المهدي
عندما يکون الجهاد في سبيل الله عز وجل. فإن الإنسان سوف لا يفرّق في هذه الحالة بين أمة وأخري، وبين شعب وآخر، وتجمّع وتجمّع ثانٍ، وقد أوضح الله سبحانه هذه البصيرة القرآنية في الآيات التالية من سورة النساء:
« وَمَا لَکُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَآءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَخْرِجْنَا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِن لَدُنْکَ وَلِيّاً وَاجْعَلْ لَنَا مِن لَدُنکَ نَصِيراً ، الَّذِينَ ءَامَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ کَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَآءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ کَيْدَ الشَّيْطَانِ کَانَ ضَعِيفاً ، أَلَمْ تَرَ إِلَي الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ کُفُّوا أَيْدِيَکُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وءَاتُوا الزَّکَاةَ فَلَمَّا کُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ کَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ کَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلآ أَخَّرْتَنَآ إِلَي أَجَلٍ قَرِيب ٍقُلْ مَتـَاعُ الدُّنْيـَا قَلِيلٌ وَالاَخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَي وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً» (النساء/75-77)
ونحن نجد في الآيات السابقة التي تحدد في مجملها أبعاد وملامح المجتمع الإسلامي الفاضل، آيتين متتاليتين تحدّثنا حول ضرورة نصرة المستضعفين أني کانوا، وتبيّنان لنا أن المؤمنين يقاتلون في سبيل الله، وعلي هذا فإن (سبيل الله) الذي تشير إليه الآية الثانية ليس إلا الدفاع عن حق المستضعفين الذي تشير إليه الآية الأولي.
وعندما يکون الدفاع عن المستضعفين هو سبيل الله، فإن ذلک يعني أن هذا الدفاع لا يخصّ مجتمعاً أو جماعة دون أخري، فعندما يدافع الإنسان عن شعبه، فإن دفاعه هذا قد يکون في سبيل الله، وقد يکون في سبيل الطاغوت، کأن يکون في سبيل الوطن، أو القومية والعنصرية والتکبر.
وعلي سبيل المثال فإن المجتمع النازي في المانيا قدّم أکثر من عشرة ملايين قتيل في سبيل أحلامه العنصرية التوسعية، والمجتمع الصهيوني هو مجتمع حرب، فميزانية الحرب فيه تطغي علي کل ميزانية أخري، فکل إنسان في هذا المجتمع يعتبر مقاتلاً في سبيل هذا المجتمع، ولکن هل قتاله هذا في سبيل الله أم في سبيل الطاغوت؟