بازگشت

لماذا آلت البشرية إلي هذا الوضع؟


تري لماذا يحدث کل هذا؟

إن هذا العالم لا يعرف القيم، ويعاني الأمراض فيها، کرجل کلّ أعضائه سليمـة ولکنـه لا يملک العقـل. فالإنسان فـي هذا العصـر يتـحرک ولکنـه لا يعرف وجهته، وکما روي عن الإمام علي بن الحسين عليهما السلام: " ومن لم يکن عقله أکمل ما فيه کان هلاکه من أيسر ما فيه". [1] .

إنّ هذا هو حال البشرية اليوم، فهل خلقها الله تعالي لکي تعيش هکذا؟

وبناءً علي ذلک فإن هذه التقنية وهذا التقدم الصناعي لا يمکن أن يعطيا الإنسان ما يريده. فهو يريد عيشة الرفاه والسعادة، وهذه السعادة مهددة اليوم بالأسلحة الفتاکة، بحيث أنه بمجرد أن يضغط الإنسان علي زر واحد وإذا بالطائرات والصواريخ الحاملة للرؤوس النووية تهدم العالم کله.

العلاج في مذهب أهل البيت عليهم السلام

تري هل أنّ هذا الإنسان الذي يمتلک هذه التقنية القاتلة يتمتع بقيم کافية لتحديدها؟

إن التقدم الصناعي لم يعط للإنسان هذه الحقيقة، فأين -إذن- المنقذ؟

لقد خلق الله عز وجل الکون ليغمره برحمته، فأين تتجلي هذه الرحمة؟

ابحثوا في ديانات الأرض کلها لتجدوا أنها کلها تبشر بيوم الخلاص، وبإقامة حکومة الله في الأرض، ولکن ليس بتلک الصورة الواضحة والمؤکدة التي نجدها في الإسلام، وفي مذهب أهل البيت عليهم السلام خصوصاً؛ فهذا المذهب يتميز بأنه يزود الإنسان بأفق مشرق، ويقر في الإنسان الإيمان بحقيقة أن الله تعالي لابد أن يملأ هذه الأرض بالقسط والعدل والسلام والأمن بعد أن ملئت ظلماً وعدواناً.

لقد ادخر الله عز وجل رجلاً وضعه وراء ستار الغيب، وهذا الرجل موجود ومن الممکن أن يظهر في أية لحظة ليملأ الأرض بکل الخيرات والبرکات، وليکمل عقل الإنسان، وحينئذ تتحقق سعادته، ويغدو إنساناً کاملاً لا يريد أکثر من أن يعيش مرتاحاً، لا يعتدي علي إخوانه، ولا يوجد في قلبه غل. فهذا الغلّ الذي في قلوبنا وسوء الظن، وهذه الأخلاق السيئة هي التي تفرّقنا، ولا تدعنا نعيش بسلام فالسلام لا يقتصر فقط علي السلام الخارجي، فهناک سلام في قلب الإنسان، والمجموعة التي لا تعيش أجواء المحبة لا يمکن أن تعيش السعادة، لأن النفس هي معدن السعادة وموطنها.


پاورقي

[1] بحار الانوار، ج1، ص94، ح26.