الظهور هو السعادة الحقيقية
فإن وجدنا البشرية الآن تعاني العذاب، فإن بعد هذا العذاب رحمة. وإذا عاشت البشرية التفرقة، فإن هذه التفرقة هي إرهاص للوحدة. ونحن نجد المجتمع البشري اليوم يتقدم خطوات واسعة في طريق التکنلوجيا، ولعل البعض يعتقد أن السعادة سوف تتحقق بهذه التکنلوجيا المتطورة في جميع المجالات، في حين أن هذه ليست سعادة، لأن البشر بحاجة إلي الوحي في الغايات والأهداف والأخلاق والمثل، فهم لا يستطيعون أن يتحرکوا لوحدهم.
وهنا لابـد أن تأتـي رسالات الله عز وجل لتنقذ البشرية من هذه المحن، فالإنسان اليوم يستغل التکنلوجيا المتطورة التي توصّل إليها لضرب الأطفال، وقتل النساء، وتدمير المدن، وفي مجال آخر استطاع أن يتطور ويحصل علي نتائج مدهشة في مضمار الاقتصاد والزراعة؛ فهو اليوم بمستطاعه أن يزرع في فدان واحد عشر مرات أکثر مما کان يزرعه سابقاً، وتلک مخازن القمح والذرة في أميرکا ممتلئة، ولکننا نجد في نفس الوقت ثمانين مليون إنسان يعانون من الجوع، وعشرات الملايين من الأطفال يموتون سنوياً بسبب نقص التغذية وسوء الظروف الصحية.
وإزاء ذلک نري الغربيين يصرفون أکثر من خمسين مليون دولار لإحراق وإتلاف المحاصيل الزراعية الفائضة عن حاجتهم! والسبب في ذلک ان الإنسان يعرف کيف يُغير الطبيعة ولکنه لا يعرف الهدف، ويجهل کيف يعيش کإنسان أو يتألم لآلام الآخرين.