بازگشت

جوانب علاقتنا بالإمام


وعلي هذا فان علاقتنا بالإمام الحجة عجل الله فرجه لها عدة جوانب:

1- تهذيب الإنسان المؤمن لنفسه، واهتمامه باعماله وتصرفاته، وخصوصاً بالنسبة إلي من تطوّع في سبيل الله من العلماء والخطباء والمجاهدين، لأن علاقة هؤلاء بالإمام أکثر متانة من علاقة غيرهم به، فهم بمثابة ضباط في جيشه، فإن قدّر لهم الخروج في عهده، فلابد أن يراقبوا أنفسهم اشد المراقبة.

2- الانتظار الذي يعطي معني (الإنذار)؛ بان يکون الجيش في حالة الإنذار القصوي، وإذا کان کذلک فهذا يعني أن يکون سلاحه وعتاده وصفوفه وتنظيماته في مستوي التحدي والانطلاق للعمل في أية لحظة، وهذا هو ما يعنيه (الانتظار).

وقد لا يکون الجيش الذي وضع تحت الإنذار الشديد محباً للقاء عدوه، فتري کل فرد منه يوجس خيفة من قدوم الأعداء، في حين أن المؤمنين الذين يعيشون تحت أعلي درجة للإنذار يحدو بهم الشوق دائماً إلي لقاء الإمام، وکلما أصبح عليهم يوم جديد سألوا الله عز وجل أن يکون هو موعد ظهور الإمام الحجة عليه السلام.

ولذلک فانهم مستعدون في کل لحظة لسلوک الطريق، وقد جاء في تاريخ علمائنا الذين عاشوا أيام السيوف والرماح أنهم کانوا يهيؤون لأنفسهم سيوفاً يتدربون عليها کل يوم جمعة بعيداً عن أعين السلطات استعداداً لظهور إمامهم، وإبقاءً منهم علي الدرجة العالية من التدريب والاستعداد.

وهذا هو المفهوم الحقيقي للانتظار، فهو لا يعني الجمود، وان نجلس مکتوفي الأيدي، أو أن ننتظر حتي ظهور الإمام المهدي عجل الله فرجه، ثم نتدرب علي السلاح وننظم صفوفنا فهذا تصور خاطئ لا يرضي به الشرع ولا العقل، فقد قال الله جل وعلا فـي بدايـة السورة التي استعرضنا بعضاً من آياتها: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً کَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ».

فلابد -إذن- من أن نبادر إلي العمل من الآن استعداداً لظهور الإمام المنتظر عجل الله فرجه، ولذلک فان علي کل إنسان مؤمن إن يجدد عهده مع الإمام في کل يوم عبر الأدعية والزيارات المأثورة.

3 - طاعة من أمر الإمام بطاعته؛ فالجندي في المعرکة لاينتظر القائد الأعلي ليأتيه ويخبره بالأوامر والواجبات ولکن عبر مراتب القيادة، ونحن باعتبارنا نعيش في أيام الانتظار فان علينا أن نطيع من أمر الله تعالي والإمام بطاعتهم، متمثلين في الفقهاء العدول الذين هم نوّاب الإمام عجل الله فرجه.