الرحمن علي العرش استوي
ولکن القرآن الذي هو رسالة الخالق الي مخلوقه الإنسان يؤکد بطلان هذا الاحتمال وخطأ هذا الاعتقاد، وأن [الرَّحْمن عَلَي العَرْشِ اسْتَوي] (طه/5) وان الله لن يترک البشرية تحترق، بل هو الحافظ لها ليوم موعود، وهو يوم خلاص البشرية والعالم أجمع من الظلم والطغيان.
ولعل قراءة دقيقة في الآيات القرآنية الخاصة بالحديث عن الأمم السالفة، تکشف أن طواغيت الأرض کفرعون ونمرود وقارون وهامان وسلالاتهم وأتباعهم لم يموتوا الموتة الطبيعية التي يقضي لها بها علي کل إنسان، وإنما قد أزيحوا وأزيلوا من عروشهم، ذلک لأن الله الرحمن کان قد أمهلهم وقدّم لهم العذر ليکون ذلک امتحاناً لهم وللناس علي حدٍ سواء. ولکن تلک المهلة وذلک العذر لم يکونا أبديين، بل کان لکل اجلٍ کتاب.
أما الوحشية الصهيونية التي لا تستثني صغيراً أو کبيراً إلاّ ووجهت لـه رصاص الظلم والإبادة، أو هذه الهمجية التي يمارسها صدام وأعوانه ضد المواطنين في العراق، وغيرهما من نماذج الطغيان، لا يمکن تصور خلودها أبداً، ومَن تصور ذلک فإنه سيحکم علي نفسه بالفناء قبل ان يلحقه ظلم الظالمين..