الحواريون قدوة المؤمنين
وللإنسان المؤمن في هذا المجال أسوة حسنة بالحواريين الذين قال عنهم الله تعالي: «کَمَا قَالَ عِيسَي ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَي اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ اَنصَارُ اللَّهِ».فالحواريون - کما يبدو من هذه الآية - تقدموا مرحلة مهمة، فعيسي عليه السلام أمرهم أن يکونوا أنصار إلي الله، ولکنهم تقدموا مرحلة وقالوا: نحن أنصار الله؛ أي أننا سلکنا هذا الطريق، ومضينا فيه إلي درجة بحيث وصلنا إلي النتيجة، فأصبحنا أنصار الله جلّت قدرته، ولذلک قال تعالي في بداية الآية: « کُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ».
يستأنف السياق القرآني الکريم مُبيّناً لنا معني (أنصار الله) قائلاً: «قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ اَنصَارُ اللَّه فَآمَنَت طَآئِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَآئِيلَ وَکَفَرَت طَآئِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ ءَامَنُوا عَلَي عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ»
ونحـن لو تدبـرنا في کلمـة (ظاهرين) وربطناها مع العبارة السابقة (ليظهره علي الدين کله) لاستنتجنا أن أنصار الله الحقيقيون هم الذين يمکن ان نضرب بهم مثلاً من واقع الحواريين الملتفّين حول عيسي بن مريم عليه السلام، وهؤلاء هم الذين سيظهر الله تعالي بهم دينه فوق هذا الکوکب. ثم انّ هذه الآية تجيبنا علي سؤال سبق وأن طرحناه آنفاً وهو: ما هي علاقتنا بالإمام الحجة عجل الله فرجه.