بازگشت

الظهور يتحقق علي أيدي المؤمنين المجاهدين


1- ان تحقيق هذا الهدف يتم علي يد أولئک المؤمنين الذين قرروا أن يکونوا مجاهدين حقاً، وان يعقدوا صفقة تجارية رابحة مع ربهم، يجاهدون من خلالها بأنفسهم وأموالهم لينجيهم الرب من العذاب الأليم، ولينالوا رضوانه.

وعلي هذا فليس من الصحيح الاعتقاد بان مسائل غيبية لابد أن تتدخل لتغيير مسار الحياة. فالله تعالي يقول: «هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَي وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَي الدِّينِ کُلِّهِ وَلَوْ کَرِهَ الْمُشْرِکُونَ» ثم يقول بعد ذلک مباشرة: «يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا هَلْ أَدُلُّکُمْ عَلَي تِجَارَةٍ تُنجِيکُم مِنْ عَذَابٍ أَلِيم».

ثـم يستمر السياق الکريم ليبيّن ماهيّة هذه التجارة، في قوله تعالي: «تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَأَمْوَالِکُمْ وَأَنفُسِکُمْ...». فالقضية -إذن- تتعلق بالإنسان، فهو الذي يجب أن يحمل راية الجهاد، ويضحّي بماله، ونفسه. ليحصل بذلک علي الجنّة، وينجي نفسه من النار حتي تتحقق إرادة الله في إظهار دينه علي الدين کله.