بازگشت

توثيق عري العلاقة بالإمام المنتظر


نعم؛ إن الإمام موجود معنا وقريب منا، ولکن الأعمال السيئة والمنکرات هي التي تحجب أبصارنا عن رؤيته، وتسد أسماعنا عن سماع کلامه، وسماع جوابه عندما نزوره ونسلم عليه مثلاً، وکذلک جميع الأئمة الأطهار عليهم السلام. وإن الله سبحانه قريب منا، أقرب مما نتصوره بعقولنا الغافلة وأحاسيسنا المحدودة. «وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ»، وکما يقول الإمام السجاد عليه السلام في دعائه. "وإنک لا تحتجب عن خلقک إلا أن تحجبهم الأعمال دونک ". [1] فهو تعالي ليس ببعيد عنا، ولکننا نحن البعيدون عنه سبحانه نتيجة لسوء أعمالنا..

إذن؛ فالإمام عجل الله فرجه موجود معنا، والواجب أن نصلح أنفسنا لنشعر بوجوده ونعمق علاقتنا به، بل قد نحظي بشرف رؤيته واللقاء به في بعض الأوقات والأماکن، فذلک شيء ممکن بإذن الله تعالي. ولکن کيف يمکننا أن نصلح أنفسنا ونزيد من ارتباطنا وحرارة علاقتنا به عجل الله فرجه؟

هناک عدة خطوات يمکن أن نقوم بها في هذا السبيل، وهي خطوات بإمکان کل شخص منا القيام بها بتوفيق الله له، وبلا صعوبات وتعقيد، إذا ما صمّمنا وامتلکنا الإرادة الإيمانية لذلک، منها:

1- زيارة الإمام عجل الله فرجه والسلام عليه بعد الانتهاء من أداء صلاة الصبح، ولو بجملة واحدة هي: السلام عليک يا مولاي يا صاحب الزمان.

2- کذلک وبعد الفراغ من کل صلاة، وکما ندعوا لأنفسنا وآبائنا وأمهاتنا وإخواننا المؤمنين، لابد من الدعاء للإمام عليه السلام ولو بقدر قليل من الأدعية الکثيرة المعروفة في هذا الخصوص.

3- وحتي عند تجمعنا وجلوسنا للحديث والتشاور و..، يجب أن يکون دعاؤنا للإمام والتطرق الي ذکره ولو بعد الانتهاء من أحاديثنا الخاصة؛ فهو أيضا عجل الله فرجه ذاکر من يذکره، وداع لمن دعا له.

4- تخصيص يوم واحد في الأسبوع، وبالذات يوم الجمعة لقراءة الأدعية والزيارات الخاصة بالإمام، کدعاء الندبة، ودعاء العهد، وإحدي الزيارات الخاصة به.

5- وحتي في مشاکلنا والأزمات التي نواجهها يوميا، والأحداث المفاجئة التي قد نتعرض لها فنتضايق منها.. فإن من الجميل والواجب أن ندعو الله سبحانه ببرکة الإمام الحجة أن ييسر لنا أمورنا ويقضي حوائجنا.

إن کل ذلک وغيره من الخطوات الإيجابية المطلوبة، يجعلنا نعايش حضور الإمام عجل الله فرجه ونکوّن معه علاقة صميمية. ومرحلة بعد مرحلة، ودرجة بعد أخري، سنجد أن نورانية الإمام الشريفة المبارکة ستجذبنا إليها وتأخذ بأيدينا وتدفعنا الي الإمام، وقد نحظي في يوم ما بلقائه والتزود من فيض نور وجوده وبرکته. فنحن کما ندعو له ونسلم عليه ونزوره و..، فهو أيضا يفعل ذلک تجاهنا، وبذلک نبني علاقتنا به وتستمر هذه العلاقة وتنمو وتتکامل.


پاورقي

[1] دعاء ابي حمزة الثمالي.