علاقة الانتظار بواقعنا
وسأبدأ بحثي هذا بطرح سؤال في غاية الأهمية، وهو: ما هي علاقة الانتظار وفکرته والعقيدة به، وإيماننا بالإمام الحجة المنتظر بواقعنا المتدهور الذي نعيشه في عالمنا الإسلامي، وهل باستطاعتنا الاستفادة من هذه الفکرة والعقيدة والبصيرة الإلهية لکي نغيّر بها واقعنا السيء الي واقع افضل، وکيف السبيل إلي هذا التغيير؟
قبل الإجابة علي هذا التساؤل المهم والحساس لابـد ان نضرب مثلاً من واقع رجل لم يکن يمتلک بيتاً، فسعي وجهد من اجل ان يکون له ذلک، وجهد في توظيف کل إمکانياته وطاقاته المادية والمعنوية من اجل اقتناء البيت کأن يشتريه جاهزاً أو يبنيه؛ وهکذا الحال بالنسبة إلي الذي يريد أن يبني حياة زوجية فإننا سنجده يحاول ان يختصر الزمن والمسافة في سبيل توظيف کل ما يملک من رصيد اجتماعي واقتصادي في سبيل تحقيق طموحه في إقامة حياته الزوجية التي يطمح إليها.
وإذا کان الأمر يتطلّب کل هذا البذل والمجهود والسعي من اجل بناء بيت أو حياة زوجية، فما بالک بمن يريد تحرير بلده أو إنقاذ أمته او خلاص شعبه، أليست القضية اخطر واهم من ذلک؟
ولذلک فان علي مثل هذا الإنسان او الجماعة او الأمة إن أرادوا تحقيق أهداف کهذه الأهداف العظيمة، أن يختصروا هم أيضاً کل مسافة بعيدة تحول بينهم وبين مرامهم، وان يبذلوا کل ما يملکون، ويجهدوا أنفسهم ما استطاعوا لکي يبلغوا تلک الأهداف المتمثلة في بناء وطن شامخ يليق بمکانتهم ومنزلتهم.
ونحن اليوم في هذا الزمن المصيري الذي نعيش فيه صراعاً مريراً، ومعرکة الموت والحياة مع الأنظمة الطاغوتية، فإن قضيتنا عظيمة ومهمـة للغايـة، وأن أولئک الذين يستهينون بها إنما يحتقرون أنفسهـم - من حيث لا يشعرون- ويستهينون بکرامتهم وتاريخهم وقيمهم.