البشرية في الانتظار
وبالطبع؛ فإن الحديث الشريف لا يعني أنه سيبقي يوم واحد من عمر هذه الدنيا، ثم يطوّل الله تعالي هذا اليوم، بل إنه بصدد بيان الأهمية الفائقة التي يتمتع بها هذا الحدث العظيم، وکونه من الحتميات التي لابد من حدوثها، لأنه يمثل حقيقة ثابتة خلقت من أجلها البشرية، حيث أن هذه البشرية المنهکة المعذبة التي عانت الأمرّين من نزوات حکّامها وطغاتها، وقاست الويلات والمآسي والمحن بفعل شهوات طغاتها، تنتظر علي أحرّ من الجمر هذا اليوم الموعود الذي ستذوق في ظله الطعم الحقيقي للسعادة، حيث سيظهر الإمام المهدي عجل الله فرجه، ومن بعده عيسي بن مريم عليه السلام الذي سيبادر إلي الائتمام بالإمام المنتظر، والصلاة خلفه، ليدفع أهل الأديان وأصحاب الشرائع السماوية الأخري إلي الإيمان بالإمام واتباعه، والدخول في الدين الإسلامي الذي سيجمع الديانات جميعاً، ويوحد تحت رايته التوحيدية جميع القوميات والطوائف البشرية بجميع ميولها وانتماءاتها الدينية والقومية، ليحکم الکرة الأرضية دين واحد، هو الدين الذي جاء به نبينا الأعظم محمد صلي الله عليه وآله وأحياه ولده الإمام المهدي عجل الله فرجه.
وإننا لنلمس اليوم من خلال الحرکة الراهنة للبشرية أنها کلما خطت خطوة الي الأمام، کلما اقتربت من حالة الاندماج، والاتحاد والتلاحم بين مختلف فئاتها وقومياتها وأقاليمها، وهذا دليل علي أن ما أکده الرسول صلي الله عليه وآله في أحاديثه الشريفة بخصوص الفرج إنما هو الحق الصريح الصادق والوعد الذي لابد أن يتحقق. فمسيرة البشرية متجهة لا محالة باتجاه ذلک اليوم الموعود بإذن الله تعالي.