بازگشت

امل البشرية


وبناءً علي ذلک؛ يطرح السؤال المهم التالي نفسه في هذا المجال: تري ما هو الأمل الذي يجعل البشرية تتحرک وتنساب إلي الامام، نابذة وراءها حجب اليأس وسحابات القنوط؟

إن هذا الأمل يتلخص -من منظورنا الإسلامي الأصيل- في أن الله تقدست أسماؤه قطع لبني الإٍنسان عهداً ووعداً صادقين لا سبيل إلي التراجع عنهما، يتمثلان، في أن مسيرتهم لابد لها من أن تنتهي إلي السعادة الحقيقية واستتباب العدل والقسط بين الناس.

ونحن نجد هذا الوعد الإلهي مدوناً بصراحة ووضوح لا سبيل الي الشک فيه؛ في التاريخ، وبالتحديد في الکتب والرسالات السماوية بلا استثناء، وقد أکدت عليه بالخصوص الرسالة الإسلامية، وصاحبها سيدنا وحبيب قلوبنا محمد صلي الله عليه وآله، حيث نقرأ في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، وتلک التي رويت عن الأئمة الأطهار عليهم السلام، التأکيد المتواصل والمستمر علي هذه الحقيقة، کقول الله تعالي: [وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَي الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الاَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ]

وکقول النبي صلي الله عليه وآله في حديثه المعروف: "لو لم يبق من الدنيا إلا ليلة لطوّل الله تلک الليلة حتي يملک رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم ابي يملأها قسطاً وعدلا کما ملئت ظلماً وجورا... [1] .


پاورقي

[1] بحار الانوار، ج51، ص84.