کيف نکرس الأمل في نفوسنا؟
إننا بحاجة إلي أن نستوحي من فلسفة وجود الإمام الحجة عليه السلام فکرة مهمة لنري هل نجد في اعتقادنا بالإمام المنتظر الأمنية، أو النقص الذي نعاني منه.
إن من طبيعة الإنسان أنه يميل إلي اليأس من الحياة، والطغاة يحاولون دوماً تکريس هذه الصفة في الإنسان، فهم يوحون لـه بشکل مستمر بأنه موجود تافه لا قيمة له.
وفي المقابل فإن أنبياء ورسل الله جل وعلا يحاولون دائماً أن يزرعوا الأمل في قلب الإنسان، فيؤکدوا لـه أنه مخلوق ذو کرامة، وأنه عظيم عند الله وأنه أکرم الکائنات، وأن الله قد خلقـه في أحسن تقويم، وهذه المفردة هي من جملة البنود الرئيسية في رسالات الأنبياء عليهم السلام، في حين أن تکريس اليأس والقنوط هو من جملة المخططات الرئيسية في سياسات الطغاة.
تري کيف نستطيع أن نحمل الأمل، وان لا يحيط بنا اليأس، خصوصاً وأن الظروف المحيطة بنا تدعونا کلها إلي السقوط في مستنقع اليأس، والشعور القاتل بالقنوط والإحباط؟
للجواب علي هذا التساؤل نقول: إن الإنسان المسلم المعتقد بالوحي يدرک أن وراء هذه الظواهر المادية، والعوامل المؤثرة في الظروف غيباً يجعل الأمور لا تجري کلها حسب الظواهر.
صحيح أن الطغاة يتحکمون بالمستضعفين، ويسومونهم سوء العذاب، ولکن هل من المعقول أن يترک الإمام الحجة هذه البشرية المعذّبة دون أن يتدخل في الأمور لصالح هؤلاء المستضعفين؟ فأين رحمة الله -إذن- وأين فضله؟
إننا مطمئنون لرحمته تعالي، وواثقون من لطفه وفضله، ولذلک فإن اليأس لا يمکن أن يداخل قلوبنا، ولا يمکن أن يستبدّ بنا. فنحن نرجو، وعندما نرجو نتحرک، وعندما نتحرک نصل إلي بغيتنا، لأن الله عز وجل يقول: [وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَي ، وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَي].