المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين.
لأجل أن يرقي الإنسان إلي الأعالي في سلالم التقوي والنجاح، وان يفوز بحياة طيبة.. لابد له من نموذج يتأسي به، وقدوة يقتدي بها.
ونحن نعيش في زمن يصعب علي الإنسان اختيار النموذج والقدوة ليکون شاخصا لـه ومقياساً في أفکاره وأعماله وطموحاته، حيث أن وسائل الإعلام في عصرنا الحاضر أخذت تلمع لنا مئات الأسماء والشخصيات، في شتي المجالات، مما جعلت البعض يحتار في اختيار قدوته؛ بل قد يتيه بين الکم الهائل من الأسماء اللامعة فلا يهتدي إلي النموذج الذي يبغيه، فيعيش الضياع.
في ظل هذه الأجواء التي تحکمها الدعاية، وتسيرها وسائل
الاعلام.. ينساب البعض معها دون أي تفکير، مما يجعل قلبه يميـل في کل مـرة مع شخص قد سلطت عليه الأضواء؛ سواء کان بطلاً رياضياً أو نجماً سينمائياً، أو وجهاً سياسياً..
غير إننا لو دققنا النظر، نجد کل هؤلاء؛ إن کانوا حقاً قدوة.فإنما هم قدوة في جانب واحد حسب اختصاصهم وما عرفوا به من إبداع؛ بغض النظر عن أهميته الحياتية، ومکانته الاجتماعية.. وهذا -بدوره- قد لا ينسجم مع واقع کل واحد واحد من الناس، لاختلاف توجهاتهم وأذواقهم..
ولکن إذا ما بحثنا عن قدوة يروي ظمأ کل العطاشي، وينسجم مع الجميع.. لم نجد في زماننا هذا غير شخص واحد، ألا وهو الإمام الحجة بن الحسن المهدي عليه السلام.
ففيه يجد الإنسان بغيته، وعبره يحقق طموحاته، وبواسطته يدخل الجنة.
من هنا يجدر بنا آن لا نحيد النظر عنه، بل لابد أن نقترب منه، وذلک عبر معرفته شخصياً، واستيعاب کلماته، والالتزام بمنهجه.
ويخطأ کل من يولي وجهه إلي غيره، مهما کانت خصوصياته. فالإمام عليه السلام هو قدوة الصديقين، ومنار الصالحين؛ وهو -بکلمة- هدية الرب جل جلاله إلي الناس أجمعين، لينقذهم من الظلم والجور إلي شواطئ القسط والعدل بإذن الله تعالي.
والحديث عن الإمام المهدي عليه السلام - بلا أي مبالغة- إنما هو يجذب القلوب، ويهيمن علي النفوس.. لأنه حديث عن شخص کله فضائل، وکله قيم، وکله مکارم.. فإنه بلسم لکل جرح، وشفاء لکل داء، وانه حياة القلوب والأرواح.
وبهدف القرب من الإمام عليه السلام ولو بخطوة، والاهتداء بهداه، والتبصر بأحواله.. قمنا بجمع جملة أحاديث ألقاها سماحة آية الله السيد محمد تقي المدرسي في مناسبات عديدة حول شخص الإمام المنتظر وشخصيته، راجين من الله تعالي أن ينفع بها عباده الصالحين، ويزيدنا بذلک أجراً وثواباً إلي يوم الدين.
القسم الثقافي
مکتب آية الله السيد محمد تقي المدرسي
طهران 2/ ذي القعدة/1421هـ