اصحاب المهدي بعدد أصحاب النبي ببدر
89 - روي النعمانيّ بإسناده عن الحارث الأعور الهمدانيّ، قال: قال أميرالمؤمنين عليه السلام علي المنبر: إذا هلک الخاطب، وزاغ صاحب العصر، وبقيت قلوب تتقلّب فمن مُخصب ومجدب، وقليل ما يکونون، ثلاثمائة أو يزيدون، تجاهد معهم عصابة جاهدت مع رسول اللَّه صلي الله عليه وآله يوم بدر لم تقتل ولم تمت. [1] .
90 - روي الحاکم بإسناده من طريق العامّة عن أبي الطفيل، عن محمّد بن الحنفيّة، قال: کنّا عند عليّ رضي الله عنه، فسأله رجل عن المهدي، فقال عليّ رضي الله عنه: هيهات، ثمّ عقد بيده سبعاً - فقال: ذاک يخرج في آخر الزمان، إذا قال الرجل اللَّه اللَّه قُتل، فيجمع اللَّه تعالي له قوماً قزع کقزع السحاب، يؤلّف اللَّه بين قلوبهم، لا يستوحشون إلي أحد، ولا يفرحون بأحد يدخل فيهم، علي عدَّة أصحاب بدر، لم يسبقهم الأولون ولا يُدرکهم الآخرون، وعلي عدد أصحاب طالوت الّذين جاوزوا معه النهر. [2] .
91 - روي في عقد الدرر مرسلاً عن أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: تختلف ثلاث رايات، راية بالمغرب، ويل لمصر ومايحلّ بها منهم، وراية بالجزيرة، وراية بالشام، تدوم الفتنة بينهم سنة.
إلي أن قال عليه السلام: فيجمع اللَّه عزّوجلّ أصحابه علي عدد أهل بدر، وعلي عدد أصحاب طالوت، ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، کأنّهم ليوث خرجوا من غابة، قلوبهم مثل زُبُر الحديد، لو همّوا بإزالة الجبال لأزالوها عن موضعها، الزيّ واحد، واللباس واحد، کأنما آباؤهم أب واحد. [3] .
92 - روي الطوسيّ بإسناده عن أبي الجارود قال: عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته متي يقوم قائمکم؟ قال: يا أبا الجارود لا تُدرکون، فقلت: أهل زمانه. فقال: ولن تدرک أهل زمانه، يقوم قائمنا بالحقّ بعد اياسٍ من الشيعة، يدعو الناس ثلاثاً فلا يُجيبه احد، فإذا کان يوم الرابع تعلّق بأستار الکعبة، فقال: يا ربِّ انصرني، ودعوته لا تسقط، فيقول تبارک وتعالي للملائکة الّذين نصروا رسول اللَّه يوم بدر ولم يحطّوا سروجهم ولم يضعوا أسلحتهم فيُبايعونه، ثمّ يُبايعه من الناس ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، يسير إلي المدينة فيسير الناس حتّي يرضي اللَّه عزّوجلّ، فيقتل الفاً وخمسمائة قُرشيّ ليس فيهم إلّا فرخ زنية. ثمّ يدخل المسجد فينقض الحائط حتّي يضعه إلي الأرض، ثمّ يُخرج الأزرق وزريق لعنهما اللَّه غضَّين طريّين يکلمهما فيُجيبانه، فيرتاب عند ذلک المُبطِلون، فيقولون: يکلّم الموتي، فيقتل منهم خمسمائة مرتاب في جوف المسجد، ثمّ يحرقهما بالحطب الّذي جمعاه ليحرقا به علياً وفاطمة والحسن والحسين، وذلک الحطب عندنا نتوارثه، ويهدم قصر المدينة، ويسير إلي الکوفة فيخرج منها ستة عشر ألفاً من البتريّة شاکّين في السلاح، قُرّاء القرآن، فقهاء في الدّين، قد قَرّحوا جباههم وسمروا ساماتهم وعمّهم النفاق، وکلّهم يقولون: يابن فاطمة ارجع لا حاجة لنا فيک، فيضع السيف فيهم علي ظهر النجف عشيّة الاثنين من العصر إلي العشاء، فيقتلهم أسرع من جزر جزور، فلا يفوت منهم رجل، ولا يُصاب من اصحابه أحدٌ، دماؤهم قربان إلي اللَّه.
ثمّ يدخل الکوفة فيقتل مُقاتليها حتّي يرضي اللَّه. قال: فلم أعقل المعني، فمکثت قليلاً ثمّ قلت: جُعلت فداک وما يُدريه - جُعلت فداک - متي يرضي اللَّه عز وجل؟ قال: يا أبا الجارود، إنّ اللَّه أوحي إلي أمّ موسي، وهو خيرٌ من أم موسي، وأوحي اللَّه إلي النحل، وهو خير من النحل، فعقلت المذهب، فقال لي: أعقلت المذهب؟ قلت: نعم، فقال: إنّ القائم ليملک ثلاثمائة وتسع سنين کما لبث أصحاب الکهف في کهفهم، يملأ الأرض عدلاً وقسطاً کما مُلئت ظلماً وجوراً، ويفتح اللَّه عليه شرق الأرض وغربها، يقتل الناس حتّي لا يُري إلّا دين محمّد صلي الله عليه وآله، يسير بسيرة سليمان بن داود، يدعو الشمس والقمر فيُجيبانه، وتُطوي له الأرض، فيوحي اللَّه إليه فيعمل بأمر اللَّه. [4] .
93 - روي الطوسي؛ بإسناده عن جابر الجعفّي قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يبايع القائم بين الرکن والمقام ثلاثمائة ونيّف، عدّة أهل بدر، فيهم النجباء من أهل مصر، والأبدال من أهل الشام، والأخيار من أهل العراق، فيقيم ما شاء اللَّه أن يقيم. [5] .
94 - روي العلّامة المجلسيّ رحمه الله بإسناد يرفعه إلي أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إنّ القائم ينتظر من يوم ذي طوي في عدّة أهل بدر، ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، حتّي يُسند ظهره إلي الحجر، ويهزّ الراية المغلبة. [6] .
95 - روي ابن حماد - من طريق العامة - بسنده عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: ثمّ يظهر المهدي بمکّة عند العشاء، ومعه راية رسول اللَّه صلي الله عليه وآله، وقميصه وسيفه، وعلامات، ونور، وبيان، فإذا صلّي العشاء نادي بأعلي صوته يقول: أذکّرکم اللَّه أيّها الناس، ومقامکم بين يَدي ربّکم، فقد اتّخذ الحجّة، وبعث الانبياء، وأنزل الکتاب، وأمرکم أن لا تُشرکوا به شيئاً، وأن تحافظوا علي طاعته وطاعة رسوله، وأن تُحيوا ما أحيا القرآن، وتُميتوا ما أمات، وتکونوا أعواناً علي الهُدي، ووزراً علي التقوي، فإنّ الدنيا قد دنا فناؤها وزوالها، وآذنت بالوداع، فإنّي أدعوکم إلي اللَّه ورسوله، والعمل بکتابه، وإماتة الباطل، وإحياء سنّته.
فيظهر في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً عدّة أهل بدر، علي غير ميعاد، قزعاً کقزع الخريف، رهبان بالليل، اُسد بالنهار، فيفتح اللَّه للمهدي أرض الحجاز، ويستخرج من کان في السجن من بني هاشم، وتنزل الرايات السود الکوفة، فتبعث بالبيعة للمهدي، فيبعث المهدي جنوده إلي الآفاق، ويميت الجور وأهله، وتستقيم له البلدان، ويفتح اللَّه علي يده القسطنطينيّة. [7] .
الآية العاشرة قوله تعالي: «بلي إن تَصبروا وتَتّقوا و يأتوکم من فَورهم هذا يُمدِدکم ربُّکم بخمسةِ آلافٍ من الملائکةِ مَسَوِّمين». [8] .
پاورقي
[1] الغَيبة للنعمانيّ 195 ب 11؛ بحارالأنوار 137:52.
[2] المستدرک علي الصحيحَين 554:4؛ البرهان للمتّقي 144 ب 6 ح 8.
[3] عقدالدرر 90 ب 4 ف 2.
[4] الغَيبة للطوسيّ 283؛ بحارالأنوار 291:52.
[5] الغَيبة للطوسيّ 284؛ بحارالأنوار 334:52.
[6] بحارالأنوار 306:52.
[7] الفتن لابن حمّاد 90؛ عقدالدرر 145 ب 7؛ البرهان 141 ح 3.
[8] آل عمران: 125.