الاسلام يعم الأرض في زمان المهدي
83 - روي العيّاشيّ رحمه الله بإسناده عن رفاعة بن موسي، قال: سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول: «وله أسلم من في السموات والأرض طَوعاً وکَرهاً» قال: إذا قام القائم عليه السلام لا تبقي أرض إلّا نُودي فيها بشهادة أن لا إله إلا اللَّه وأنّ محمّداً رسول اللَّه صلي الله عليه وآله. [1] .
84 - وروي العيّاشيّ أيضاً بإسناده عن ابن بکير قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قوله: «وله أسلَم مَن في السموات والأرض طَوعاً وکَرهاً» قال: أُنزلت في القائم عليه السلام، إذا خرج باليهود والنصاري والصابئين والزنادقة وأهل الردّة والکفار في شرق الأرض وغربها فعرض عليهم الإسلام، فمن أسلم طوعاً أمره بالصلاة والزکاة وما يُؤمَر به المسلم ويجب للَّه عليه، ومَن لم يُسلم ضرب عنقه، حتّي لا يبقي في المشارق والمغرب أحد إلّا وحّد اللَّه، قلت: جعلت فداک إنّ الخلق أکثر من ذلک، فقال: إنّ اللَّه إذا أراد أمراً قلّل الکثير وکثّر القليل. [2] .
85 - وعنه بإسناده عن عبدالأعلي الحلبيّ، عن أبي جعفر عليه السلام (في حديث طويل يذکر فيه أمر القائم عليه السلام إذا خرج)، قال: ولا تبقي (أرض) في الأرض قرية إلّا نودي فيها بشهادة أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريک له وأنّ محمّداً رسول اللَّه وهو قوله تعالي: «وله أسلم مَن في السموات والأرض طَوعاً وکَرهاً وإليه يُرجَعون» ولا يقبل صاحب هذا الأمر الجزية کما قبلها رسول اللَّه صلي الله عليه وآله، وهو قول اللَّه: «وقاتِلوهم حتّي لا تکون فِتنة ويکون الدّين کلّه للَّه». الحديث. [3] .
86 - روي عليّ بن عقبة، عن أبيه قال: (مُرسلاً): إذا قام القائم عليه السلام حکم بالعدل، وارتفع في أيّامه الجَور، وأَمِنَت به السُبُل، وأخرجت الأرض برکاتها، وردّ کلّ حقّ إلي أهله، ولم يبق أهل دينٍ حتّي يُظهروا الإسلام ويعترفوا بالايمان.
أما سمعت اللَّه سبحانه يقول: «وله أسلَم مَن في السموات والأرض طَوعاً وکَرهاً وإليه يُرجعون»، وحکم بين الناس بحکم داود، وحکم محمّد صلي الله عليه وآله، فحينئذٍ تُظهر الأرض کنوزها، وتبدي برکاتها، ولا يجد الرجل منکم يومئذ موضعاً لصَدَقته ولِبرِّه، لشمول الغِني جميع المؤمنين.
ثمّ قال: إنّ دولتنا آخر الدول ولم يبق أهل بيت لهم دولة إلّا ملکوا قبلنا، لئلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا: إذا ملکنا سرنا بمثل سيرة هؤلاء، وهو قول اللَّه تعالي: «والعاقبة للمتّقين». [4] .
الآية الثامنة قوله تعالي:«فيه آياتٌ بيّنات مقامُ إبراهيمَ و مَن دَخَله کان آمِنا» [5] .
پاورقي
[1] تفسير العيّاشيّ1 : 183 ح 81؛ المحجّة 50.
[2] تفسير العيّاشيّ 1 : 183 ح 82؛ بحارالأنوار 52 : 340.
[3] تفسير العيّاشيّ 2 : 60-56 ح 49.
[4] الإرشاد 364؛ روضة الواعظين 2 : 265.
[5] آل عمران: 97.