ان الجفنة التي انزلت علي فاطمة من مواريث المهدي
58 - روي العيّاشيّ بإسناده عن نجم، عن أبي جعفر عليه السلام أ نّه قال: إنّ فاطمة عليها السلام ضمنت لعليّ عليه السلام عمل البيت والعجين والخبز وقَمَّ البيت، وضمن لها عليّ عليه السلام ما کان خلف الباب، من نقل الحطب، وأن يجي ء بالطعام، فقال لها يوماً: يا فاطمة هل عندک شي ء؟ قالت: لا والّذي عظّم حقک ما کان عندنا منذ ثلاثة أيّام شي ء نُقريک به، قال: أفلا أخبرتيني؟ قالت: کان رسول اللَّه صلي الله عليه وآله نهاني أن اسألک شيئاً، فقال: لا تسألي ابن عمک شيئاً، إن جاءک بشي ء عفواً وإلّا فلا تسأليه، قال: فخرج الامام عليه السلام فلقي رجلاً فاستقرض منه ديناراً، ثمّ أقبل به وقد أمسي فلقي مقداد بن الأسود، فقال للمقداد، ما أخرجک في هذه الساعة؟ قال: الجوع، والّذي عظّم حقک يا أميرالمؤمنين. قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: ورسول اللَّه صلي الله عليه وآله حيَّ؟ قال: ورسول اللَّه صلي الله عليه وآله حيّ، قال: فهو أخرجني فقد استقرضت ديناراً وسأوثرک به، فدفعه إليه. فأقبل فوجد رسول اللَّه صلي الله عليه وآله جالساً وفاطمة تصلّي وبينهما شي ء مغطّي، فلمّا فرغت أحضرت ذلک الشي ء فإذا جُفنة من خُبز ولحم، قال: يا فاطمة أ نّي لک هذا؟ قالت: «هو مِن عند اللَّه إنّ اللَّه يرزق مَن يشاء بغير حسابٍ».
فقال رسول اللَّه صلي الله عليه وآله: ألا أحدّثک بمثلک ومثلها؟ قال: بلي. قال: مثل زکريّا إذا دخل علي مريم المحراب فوجد عندها رزقاً، قال يا مريم أنّي لکِ هذا قالت هو من عند اللَّه، إنّ اللَّه يرزق من يشاء بغير حساب، فأکلوا منها شهراً، وهي الجُفنة الّتي يأکل منها القائم عليه السلام، وهي عندنا. [1] .
الآية الثالثة قوله سبحانه: «ويُکلِّم الناسَ في المَهد وکَهلاً ومِن الصالحين». [2] .
پاورقي
[1] تفسير العيّاشيّ 1 : 119 ح 41؛ بحارالأنوار 14 : 197.
[2] آل عمران: 46.