بازگشت

الامام المهدي خاتم الأئمّة


و يمثّل الإمام المهدي عليه السلام الحلقة الأخيرة من سلسلة الإمامة، و علي الرغم من أنّ البرهان العقليّ في مسألة اللطف الإلهيّ، و أنّ الأرض لا تخلو من حجّة، کافٍ في التدليل علي أمره، الأمر الّذي أدرکه حتّي أتباع المذاهب الأخري، بل الواقفون في صفّ أعداء شيعة أهل البيت عليهم السلام [1] ؛ فإنّ البرهان النقلي قائم علي وجوده من خلال الأحاديث المتعاضدة الّتي بلغت حدّ التواتر في البشارة به علي لسان النّبيّ الأکرم صلي الله عليه وآله؛ ناهيک عن الأخبار الواردة في ولادته و فيمن و رآه و کلّمه، و في معجزاته و توقيعاته و نوّابه. و نجد أنّ الإمامَين العسکريَّين عليهما السلام بعامّة، والإمام الحسن العسکريّ عليه السلام بخاصّة، قد بذلا جهوداً کبيرة في إعداد القواعد الشّيعيّة لغيبة الإمام المهدي حتّي قبل تحقّق ولادته، فنلحظ - علي سبيل المثال - أ نّهما يختاران وکلاءهما ويوثّقانهم بمختلف ألفاظ التوثيق، عالِمين بأنّهم سيکونون من النّواب الخاصيّن للإمام المهدي عليه السلام. کما نلحظ أنّ العسکريّين عليهما السلام يتّخذان - و بالتّدريج - أسلوب الاحتجاب عن الشيعة، ويتعاملون مع قواعدهم الشيعيّة من خلال الوکلاء، کما نري الروايات الکثيرة الّتي تحدّثت عن غيبة الإمام، و عن فضل الانتظار الّذي يُعدّ فيه الفرد المسلم نفسه ليکون مؤهّلاً لنُصرة الإمام عند ظهوره في تحقيق رسالته التّاريخيّة.


پاورقي

[1] قال ابن أبي الحديد في شرح عبارة «إنّ الأرض لا تخلو من حجّة»: کي لا يخلو الزمان ممّن هو مُهيمن للَّه تعالي علي عباده و مسيطر عليهم. (شرح نهج البلاغة 351:18)، و قد فهم ابن حجر العسقلاني منه أ نّه إشارة إلي مهدي أهل البيت عليهم السلام، فقال ما نصّه: «و في صلاة عيسي عليه السلام خلف رجل من هذه الأُمّة مع کونه في آخر الزمان و قرب قيام الساعة دلالة للصحيح من الأقوال: أنّ الأرض لا تخلو من قائم للَّه بحجّة» (فتح الباري شرح صحيح البخاري 385:6). (نقلاً عن «المهدي المنتظر في الفکر الإسلاميّ» 79 و 80).