اصل الإمامة في الإسلام
يعتقد الشيعة - تبعاً لعقيدتهم في عدل اللَّه تعالي و حکمته و لُطفه بعباده - أ نّه قد نصب أولياء معصومين يمثّلون امتداداً طبيعيّاً لخطّ الرسالة، و يکونون أُمناء علي وحي اللَّه سبحانه، و قدوةً لعباده، و أنّ الباري عزّوجلّ لا يترک دونها حُجّة. و أنّ هؤلاء الأئمّة هم عباد اللَّه المخلَصون الّذين لم يُشرِکوا باللَّه تعالي طرفة عين. ذلک أنّ الشرک ظُلم بنصّ القرآن الکريم [1] ، واللَّه عزّوجلّ لا ينال عهدُه ظالماً. [2] و أنّ الأئمّة في مرتبة من العِلم و الفضل لا يرقي إليها أحد، فهم أصفياء اللَّه و خالصته مِن خلقه. و أنّ الباري أوجب علي العباد الرجوع إلي هؤلاء الأئمّة و الاستنارة بنور هديهم عليهم السلام، و هو أمر تحتّمه ضرره رجوع الجاهل إلي العالم:
«أفمن يَهدي إلي الحقِّ أحقُّ أن يُتَّبع أمّن لا يَهدِّي إلّا أن يُهدي فما لکم کيف تحکمون». [3] .
ألا تري کيف احتجّ إبراهيم عليه السلام علي أبيه: «يا أبتِ إنّي قد جاءني من العِلم ما لم يأتک فاتَّبِعني أهدِک صراطاً سويّاً»؟ [4] .
کما يعتقدون - بنصّ القرآن الکريم في آية التطهير - أنّ اللَّه قد أذهب الرجس عن أهل البيت و طهّرهم عن کلّ دنس و شَين، فأضحَوا معصومين بعصمة من اللَّه عزّوجلّ.
پاورقي
[1] قال تعالي: «إنّ الشرک لَظلمٌ عظيمٌ» لقمان: 13.
[2] يونس: 35؛ «لا ينال عهدي الظالمين».
[3] البقرة: 124.
[4] مريم: 43.