بازگشت

السنة و الاعتقاد بالمهدي المنتظر


أمّا السنّة الشريفة، فقد وردت فيها أحاديث کثيرة متواترة قطعيّة الصدور في البشارة بظهور المهدي المنتظر، و في تعيين اسمه و سماته و سيرته، و في علامات ظهوره. يدعم هذا الحشد الضخم من الروايات المتسالم عليها بين الفريقَين حشدٌ آخر في أنّ من مات و لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة، و روايات في أنّ الارض لا تخلو من حجّة؛ و أنّ الدين لا يزال قائماً حتّي تقوم الساعة أو يکون اثناعشر خليفة، کلّهم من قريش.

بَيْد أنّ مصداق المهدي المنتظر بقي لدي البعض يکتنفه شي ء من الغموض، أمّا البعض الآخر - و منهم الشيعة الإماميّة - فقد کان لديهم ذلک المصداق واضحاً جليّاً لا يساورهم فيه أدني ريب، و تناقلوا أحاديث تبيّن المقصود بالخلفاء الاثني عشر من قريش، و تذکر نصّ رسول اللَّه صلي الله عليه وآله عليهم بأسمائهم، الواحد تلو الآخر، أوّلهم أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام و آخرهم المهدي: محمّد بن الحسن العسکريّ عليهما السلام.

و نقل الشيعة أحاديث کثيرة متواترة عن رسول اللَّه صلي الله عليه وآله و عن أئمّتهم أئمّة الهدي عليهم السلام في النصّ علي المهدي عليه السلام، و نقلت تفاصيل ولادته و أسماء مَن شاهده، و ذکرت نوّابه الخاصّين والتواقيع الّتي کانت تَرِد منه عليه السلام إلي النّاس، و تضمّنت علامات ظهوره و سيرته.