بازگشت

المهدي هو النعيم الّذي يسأل عنه


1089 - روي الطبرسيّ عن العيّاشيّ بإسناده في حديث طويل، قال: سأل أبا عبداللَّه عليه السلام أبا حنيفة عن هذه الآية فقال له: ما النعيم عندک يانعمان؟ قال: القوت من الطعام والماء البارد، فقال: لئن أوقفک اللَّه يوم القيامة بين يَدَيه حتّي يسألک عن کلّ أکلة أکلتها أو شربة شربتها، ليطولنّ وقوفک بين يديه. قال: فما النعيم جُعلت فداک؟ فقال: نحن أهل البيت الّذي أنعم اللَّه بنا علي العباد، وبنا ائتلفوا بعد أن کانوا مختلفين، وبنا أ لّف اللَّه بين قلوبهم وجعلهم أُخواناً بعد أن کانوا أعداءً، وبنا هداهم اللَّه إلي الإسلام، وهي النعمة الّتي لا تنقطع، واللَّه سائلهم عن حقّ النعيم الّذي أنعم اللَّه به عليهم وهو النبيّ وعترته. [1] .

1090 - الشيخ في أماليه بإسناده من طريق العامّة عن عمرو بن راشد أبي سليمان، عن جعفر بن محمّد عليهما السلام في قوله: «ثُمَّ لَتُسئَلُنّ يَومَئِذٍ عَنِ النَّعِيم» قال: نحن النعيم. وفي قوله: «وَاعتَصِمُوا بِحَبلِ اللَّهِ جَميعاً» [2] قال: نحن الحبل. [3] .

1091 - عليّ بن ابراهيم، بإسناده عن جميل، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام، قال، قلت له: «لتسئلنّ يومئذٍ عن النعيم» قال: تُسئل هذه الاُمّة عمّا أنعم اللَّه عليها برسوله ثمّ بأهل بيته. [4] .

1092 - محمّد بن يعقوب بإسناده عن أبي حمزة، قال: کنّا عند أبي عبداللَّه عليه السلام جماعة، فدَعا بطعام ما لنا عهد بمثله لذاذة وطيبا، وأتينا بتمرٍ ننظر فيه أوجهنا من صفاته وحسنه، فقال رجل: لتسئلنّ عن هذا النعيم الّذي تَنعَّمتُم به عند ابن رسول اللَّه صلي الله عليه وآله، فقال أبو عبد اللَّه عليه السلام: إنّ اللَّه عزّوجل أکرم وأجلّ أن يُطعم طعاماً فيسوِّغکموه ثمّ يسئلکم عنه، إنّما يسئلکم عمّا أنعم عليکم بمحمّد وآل محمّدصلي الله عليه وآله. [5] .

1093 - وفي حديث آخر عنه بنفس الإسناد، فقال عليه السلام: واللَّه لا تُسئَل عن هذا الطعام أبداً، ثمّ ضحک حتّي افترّ ضاحکاً، وقال: أتدري ما النعيم؟ قلت: لا، قال: نحن النعيم. [6] .

1094 - روي محمّد بن العباس، بإسناده عن أبي حفص الصائغ، عن الإمام جعفر بن محمّد عليه السلام أ نّه قال: «ثُمّ لَتُسئَلُنَّ يَومئذٍ عَنِ النَّعيم» واللَّهِ ما هو الطعام والشراب، ولکن ولايتنا أهل البيت. [7] .

1095 - وعنه بإسناده عن عبد اللَّه بن بخيج اليماني، قال: قلت لأبي عبداللَّه عليه السلام: ما معني قوله عزّ وجل: «ثُمّ لَتُسئَلُنَّ يَومئذٍ عَنِ النَّعيم» قال: النعيم الّذي أنعَمَ اللَّه به عليکم من ولايتنا وحبّ محمّد وآله. [8] .

1096 - وعنه، بإسناده عن محمّد بن أبي عمير، عن أبي الحسن موسي عليه السلام في قوله عزّوجلّ: «ثُمّ لَتُسئَلُنَّ يَومئذٍ عَنِ النَّعيم» قال: نحن نعيم المؤمن وعلقم الکافر. [9] .

1097 - وروي الشيخ المفيد رحمه الله بإسناده من طريق العامة عن الکلبيّ، قال: لَما قدم الصادق عليه السلام العراق ونزل الحيرة، فدخل عليه أبو حنيفة وسأله عن مسائل وکان ممّا سأله أن قال له: جُعلت فداک، ما الأمر بالمعروف؟ فقال عليه السلام: المعروف في أهل السماء المعروف في أهل الأرض ذاک أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، قال: جُعلت فداک، فما المنکر؟ قال: اللّذان ظلماه حقّهُ وابتزّاه أمره وحملا الناس علي کتفه.

قال: ألا هو أن تري الرجل علي معاصي اللَّه فتنهاه عنها؟

فقال أبو عبد اللَّه عليه السلام: ليس ذلک أمراً بالمعروف ولا نهياً عن المنکر، إنّما ذاک خيرٌ قدّمه.

قال أبو حنيفة: أخبرني جُعلتُ فداک عن قول اللَّه عز وجل: «ثُمّ لَتُسئَلُنَّ يَومئذٍ عَنِ النَّعيم»؟ قال: فما عندک يا أبا حنيفة؟ قال: الأمن في السرَب وصحّة البدن والقوت الحاضر.

فقال: يا أبا حنيفة لئن أوقفک اللَّه يوم القيامة حتّي يسئلک عن أکلة أکلتها وشربة شربتها، ليطولن وقوفک!

قال: فما النعيم جُعلت فداک؟

قال: النعيم نحن الّذي أنقذ الناس بنا عن الضلالة، وبصّرهم بنا من العمي، وعلّمهم بنا من الجهل. قال: جعلت فداک فکيف کان القرآن جديداً أبداً؟ قال: لأ نّه لم يُجعل لزمانٍ دون زمان فتخلقه الأيام، ولو کان کذلک لفني القرآن قبل فناء العالم. [10] .


پاورقي

[1] تفسير البرهان 503:4 ح 13.

[2] آل عمران: 103.

[3] أمالي الطوسيّ 272 ح 511.

[4] تفسير القمّيّ 440:2.

[5] الکافي 280:6 خ 3.

[6] تأويل الآيات الظاهرة 2: 852-851 ح 7.

[7] نفس المصدر 850:2 ح 2.

[8] تأويل الآيات الظاهرة 2: 851-850 ح 4.

[9] نفس المصدر 851:2 ح 5.

[10] تأويل الآيات الظاهرة 2 : 853-852 ح 8؛ تفسير البرهان 503:4 ح 12.