بشارة الإمام المهدي لشيعته و مواليه
1136 - و من کتاب ورد من الناحية المقدّسة حرسها اللَّه تعالي إلي الشيخ المفيد أيضاً وفيه:
بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم
... نحن وإن کنّا ناوين بمکاننا النائي عن مساکن الظالمين، حسب الّذي أراناه اللَّه تعالي لنا من الصلاح، ولشيعتنا المؤمنين في ذلک ما دامت الدنيا للفاسقين، فإنّا نحيط عِلماً بأنبائکم، ولا يعزُب عنّا شي ء من أخبارکم، ومعرفتنا بالذلّ الّذي أصابکم منذ جنح کثير منکم إلي ما کان السلف الصالح عنه شاسعاً، ونبذوا العهد المأخوذ وراء ظهورهم کأ نّهم لا يعلمون.
إنّا غير مهملين لمراعاتکم، ولا ناسين لذِکرکم، ولولا ذلک لنزل بکم اللأواء، أو اصطلمکم الأعداء، فاتّقوا اللَّه جلّ جلاله وظاهرونا علي انتياشکم من فتنة قد أنافت عليکم، يهلک فيها مَن حمّ أجله، ويحمي عنها من أدرک أمله، وهي امارة لاُزوف حرکتنا، ومباثتکم بأمرنا ونهينا، واللَّه متمّ نوره ولو کره المشرکون.
اعتصموا بالتقيّة من شبّ نار الجاهلية، يحشّشها عُصب اُموية، يهول بها فرقة مهدية، أنا زعيم بنجاة من لم يرم فيها المواطن، وسلک في الطعن منها السبل المرضيّة، إذا حلّ جمادي الاُولي من سنتکم هذه فاعتبروا بما يحدث فيه، واستيقظوا من رقدتکم لما يکون في الّذي يليه.
ستظهر لکم من السماء آية جليّة، ومن الأرض مثلها بالسويّة، ويحدث في أرض المشرق ما يحزن ويقلق، ويغلب من بعد علي العراق طوائف عن الإسلام مرّاق، تضيق بسوء فعالهم علي أهله الأرزاق، ثمّ تنفرج الغمّة من بعد ببوار طاغوت من الأشرار، ثمّ يسرّ بهلاکه المتّقون الأخيار، ويتّفق لمريدي الحجّ من الآفاق ما يؤمّلونه منه علي توفير عليه منهم واتّفاق، ولنا في تيسير حجّهم علي الإختيار منهم والوفاق شأن يظهر علي نظام واتّساق.
فليعمل کلّ امري ءٍ منکم بما يقرب به من محبّتنا، ويتجنّب ما يُدنيه من کراهتنا وسخطنا، فإنّ أمرنا بغتةً فجاءَة حين لا تنفعه توبة، ولا ينجيه من عقابنا ندم علي حَوبة. [1] .
پاورقي
[1] الإحتجاج 322:2.