انتظار الفرج
1101 - روي الشيخ الصدوق بإسناده عن عبدالسلام بن صالح الهرويّ، وبروايته عن طريق العامّة، عن عبدالرحمن بن سليط، قال: قال الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام: منّا إثنا عشر مهدياً، أوّلهم عليّ بن أبي طالب، وآخرهم التاسع من ولدي، وهو الإمام القائم بالحقّ، يُحيي اللَّه به الأرض بعد موتها، ويظهر به دين الحقّ علي الدّين کلّه ولو کره المشرکون. له غيبة يرتدّ فيها أقوام ويثبت فيها علي الدّين آخرون، فيؤذَون ويقال لهم: «مَتي هذا الوَعدُ إن کُنتُم صادِقِين» [1] أما إنّ الصابر في غيبته علي الأذي والتکذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول اللَّه صلي الله عليه وآله. [2] .
1102 - روي العلّامة البرقيّ رحمه الله بإسناده عن عبدالحميد الواسطيّ، قال: قلت لأبي جعفرعليه السلام: أصلحک اللَّه، واللَّهِ لقد ترکنا أسواقنا انتظاراً لهذا الأمر حتّي أوشک الرجل منّا يسأل في يديه، فقال:
يا عبد الحميد، أتري مَن حبس نفسه علي اللَّه لا يجعل له مخرجاً؟ بلي واللَّهِ ليجعلنّ اللَّه له مخرجاً، رحم اللَّه عبداً حبس نفسه علينا، رحم اللَّه عبداً أحيي أمرنا.
قال: فقلت: فإن متُّ قبل أن أدرک القائم؟
فقال: القائل منکم: إذا أدرکتُ القائم من آل محمّد نصرتُه کالمقارع معه بسيفه، والشهيد معه له شهادتان. [3] .
1103 - روي شرف الدّين النجفيّ رحمه الله بإسناده عن الحسين بن أبي حمزة، عن أبيه، قال: قلت لأبي عبداللَّه عليه السلام جُعلت فداک قد کبر سنّي ودقّ عظمي واقترب أجلي، وقد خفت أن يُدرکني قبل هذا الأمر الموت. قال: فقال لي: ياأبا حمزة أو تري الشهيد إلّا مَن قتل؟ قلت: نعم جُعلت فداک. فقال لي: ياأبا حمزة مَن آمن بنا وصدّق حديثنا وانتظر أمرنا کان کمن قتل تحت راية القائم، بل واللَّه تحت راية رسول اللَّه صلي الله عليه وآله. [4] .
1104 - روي العلّامة الطبرسيّ رحمه الله برواية العيّاشيّ عن الحرث بن المغيرة، قال: کنّا عند أبي جعفرعليه السلام فقال: العارف منکم هذا الأمر، المنتظر له، المحتسب فيه الخير، کمن جاهد واللَّه مع قائم آل محمّد عليهم السلام بسيفه. ثمّ قال الثالثة: بل واللَّه کمن استشهد مع رسول اللَّه صلي الله عليه وآله في فسطاطه. وفيکم آية من کتاب اللَّه، قلت: وأيّ آية جعلت فداک؟ قال: قول اللَّه عزّوجلّ: «والّذين آمَنوا باللَّه ورُسُله اُولئک هُمُ الصِّدِّيقُون والشُّهداء عِندَ رَبّهم» [5] ثمّ قال: صرتم واللَّه صادقين شهداء عند ربّکم. [6] .
1105 - ومن کتاب فضائل الشيعة: روي العلّامة البرقيّ رحمه الله بإسناده عن زيد بن أرقم، عن الحسين بن عليّ عليهما السلام، قال: ما من شيعتنا إلّا صدّيق شهيد، قال: قلت: جُعلت فداک أ نّي يکون ذلک وعامّتهم يموتون علي فراشهم؟ فقال: أما تتلو کتاب اللَّه في الحديد: «والّذين آمَنوا باللَّه ورُسُله اُولئک هُمُ الصِّدِّيقُون والشُّهداء عِندَ رَبّهم». قال: فقلت: کأ نّي لم أقرأ هذه الآية من کتاب اللَّه عزّوجلّ قطّ، قال: لو کان الشهداء ليس إلّا کما تقول، لکان الشهداء قليلاً. [7] .
1106 - وعنه بإسناده عن منهال القصّاب، قال: قلت لأبي عبداللَّه عليه السلام: اُدع اللَّه لي بالشهادة، فقال: المؤمن لشهيد حيث مات، أو ما سمعت قول اللَّه في کتابه: «والّذين آمَنوا باللَّه ورُسُله اُولئک هُمُ الصِّدِّيقُون والشُّهداء عِندَ رَبّهم». [8] .
عن أبان بن تغلب، قال: کان أبو عبداللَّه عليه السلام إذا ذُکر هؤلاء الّذين يقتلون في الثغور يقول: ويلهم ما يصنعون بهذا؟ يتعجّلون قتلةً في الدنيا وقتلةً في الآخرة! واللَّه ما الشهداء إلّا شيعتنا وان ماتوا علي فراشهم. [9] .
1107 - وعنه بإسناده عن مالک الجهني، قال: قال لي أبو عبداللَّه عليه السلام: يامالک، إنّ الميّت منکم علي هذا الأمر شهيد بمنزلة الضارب في سبيل اللَّه. وقال أبو عبداللَّه عليه السلام: ما يضرّ رجلاً من شيعتنا أيّة ميتة مات: أکله السبع، أو أُحرق بالنار أو غرق، أو قتل، هو واللَّه شهيد. [10] .
1108 - وعنه بإسناده عن السندي، عن جدّه، قال: قلت لأبي عبداللَّه عليه السلام: ما تقول فيمن مات علي هذا الأمر منتظراً له؟ قال: هو بمنزلة مَن کان مع القائم عليه السلام في فسطاطه، ثمّ سکت هنيئة ثمّ قال: هو کمن کان مع رسول اللَّه صلي الله عليه وآله. [11] .
1109 - عن أميرالمؤمنين عليه السلام، قال: الزموا الأرض، واصبروا علي البلاء، ولا تحرّکوا بأيديکم وسيوفکم، وهوي ألسنتکم، ولا تستعجلوا بما لم يعجّله اللَّه لکم، فإنّه من مات منکم علي فراشه وهو علي معرفة ربّه، وحقّ رسوله وأهل بيته، مات شهيداً أُوقع أجره علي اللَّه، واستوجب ثواب ما نوي من صالح عمله، وقامت النيّة مقام إصلاته بسيفه، فإنّ لکلّ شي ء مدّة وأجلاً. [12] .
1110 - روي الصدوق رحمه الله في «کمال الدّين» بإسناده عن عمّار الساباطيّ، قال: قلت لأبي عبداللَّه عليه السلام: العبادة مع الإمام منکم المستتر في السرّ في دولة الباطل أفضل، أم العبادة في ظهور الحقّ ودولته مع الإمام الظاهر منکم؟ فقال: ياعمّار، الصدقة في السرّ واللَّهِ أفضل من الصدقة في العلانية، وکذلک عبادتکم في السرّ مع إمامکم المستتر في دولة الباطل أفضل، لخوفکم من عدوّکم في دولة الباطل وحال الهدنة، ممّن يعبد اللَّه في ظهور الحقّ مع الإمام الظاهر في دولة الحقّ، وليس العبادة مع الخوف في دولة الباطل مثل العبادة مع الأمن في دولة الحقّ.
إعلموا أنّ من صلّي منکم صلاة فريضة وحداناً مستتراً بها من عدوّه في وقتها فأتمّها، کتب اللَّه عزّوجلّ له بها خمسة وعشرين صلاة فريضة وحدانيّة، ومن صلّي منکم صلاة نافلة في وقتها فأتّمها، کتب اللَّه عزّوجلّ له بها عشر صلوات نوافل، ومن عمل منکم حسنة، کتب اللَّه له بها عشرين حسنة، ويضاعف اللَّه تعالي حسنات المؤمن منکم إذا أحسن أعماله، ودان اللَّه بالتقيّة علي دينه، وعلي إمامه وعلي نفسه، وأمسک من لسانه، أضعافاً مضاعفة کثيرة، إنّ اللَّه عزّوجلّ کريم.
قال: فقلت: جُعلت فداک قد رغّبتني في العمل، وحثثتني عليه، ولکنّي اُحبّ أن أعلم کيف صرنا نحن اليوم أفضل أعمالاً من أصحاب الإمام منکم الظاهر في دولة الحقّ، ونحن وهم علي دين واحد، وهو دين اللَّه عزّوجلّ؟
فقال: إنّکم سبقتموهم إلي الدخول في دين اللَّه، وإلي الصلاة والصوم والحجّ وإلي کلّ فقهٍ وخير، وإلي عبادة اللَّه سرّاً من عدوّکم مع الإمام المستتر، مطيعون له، صابرون معه، منتظرون لدولة الحقّ، خائفون علي إمامکم وعلي أنفسکم من الملوک، تنظرون إلي حقّ إمامکم وحقّکم في أيدي الظلمة، قد منعوکم ذلک واضطرّوکم إلي جذب الدنيا وطلب المعاش، مع الصبر علي دينکم، وعبادتکم وطاعة ربّکم، والخوف من عدوّکم، فبذلک ضاعف اللَّه أعمالکم، فهنيئاً لکم هنيئاً.
قال: فقلت: جُعلت فداک، فما نتمنّي إذاً أن نکون من أصحاب القائم عليه السلام في ظهور الحقّ؟ ونحن اليوم في إمامتک وطاعتک أفضل أعمالاً من أعمال أصحاب دولة الحقّ؟
فقال: سبحان اللَّه! أما تحبّون أن يُظهر اللَّه عزّوجلّ الحقّ والعدل في البلاد ويحسن حال عامّة الناس، ويجمع اللَّه الکلمة، ويؤلّف بين القلوب المختلفة، ولا يُعصي اللَّه في أرضه، ويُقام حدود اللَّه في خلقه، ويردّ الحقّ إلي أهله، ويظهروه حتّي لا يستخفي بشي ء من الحقّ مخافة أحد من الخلق؟
أما واللَّه ياعمّار، لا يموت منکم ميّت علي الحال الّتي أنتم عليها، إلّا کان أفضل عند اللَّه عزّوجلّ من کثير ممّن شهد بدراً واُحداً، فأبشروا. [13] .
1111 - روي بالإسناد عن جابر، قال: دخلنا علي أبي جعفر محمّد بن عليّ عليهما السلام ونحن جماعة بعد ما قضينا نسکنا فودّعناه وقلنا له: أوصنا يابن رسول اللَّه، فقال: ليُعن قويّکم ضعيفکم، وليعطف غنيّکم علي فقيرکم، ولينصح الرجل أخاه النصيحة لأمرنا، واکتموا أسرارنا، ولا تحملوا الناس علي أعناقنا، وانظروا أمرنا وما جاءکم عنّا، فإن وجدتموه للقرآن موافقاً فخذوا به، وان لم تجدوه موافقاً فردّوه، وان اشتبه الأمر عليکم فقفوا عنده وردّوه إلينا، حتّي نشرح لکم من ذلک ما شُرح لنا، وإذا کنتم کما أوصيناکم لم تعدوا إلي غيره فمات منکم قبل أن يخرج قائمنا کان شهيداً، ومن أدرک منکم قائمنا فقُتل معه کان له 1112 - أجر شهيدَين، ومن قَتل بين يديه عدوّاً لنا کان له أجر عشرين شهيداً. [14] .
کمال الدّين بإسناده عن سيّد العابدين عليه السلام أ نّه قال: من ثبت علي ولايتنا في غيبة قائمناعليه السلام أعطاه اللَّه أجر ألف شهيد مثل شهداء بدر واُحد. [15] .
1113 - غيبة الطوسيّ: عن الصادق عليه السلام أ نّه قال: من عرف هذا الأمر ثمّ مات قبل أن يقوم القائم عليه السلام، کان له مثل أجر من قتل معه. [16] .
1114 - روي الشيخ الصدوق رحمه الله بإسناده عن زيد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين عليه السلام، عن أبيه الحسين بن عليّ عليه السلام، عن أبيه أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال في حديث له: المؤمن علي أيّ الحالات مات، وفي أيّ يوم وساعة قُبض فهو صدّيق شهيد، ولقد سمعت حبيبي رسول اللَّه صلي الله عليه وآله يقول: لو أنّ المؤمن خرج من الدنيا وعليه مثل ذنوب أهل الأرض، لکان الموت کفّارة لتلک الذنوب... الحديث. [17] .
1115 - روي الشيخ المفيد رحمه الله عن أبي عبداللَّه عليه السلام، قال: نحن الشهداء علي شيعتنا، وشيعتنا شهداء علي الناس، وبشهادة شيعتنا يجزون ويعاقبون. [18] .
1116 - روي عبداللَّه بن مغيرة، قال: قال محمّد بن عبداللَّه للرضا عليه السلام وأنا أسمع: حدّثني أبي عن أهل بيته، عن آبائه، أ نّه قال بعضهم: إنّ في بلادنا موضع رباط يقال له قزوين، وعدوّاً يقال له الديلم، فهل من جهاد، أو هل من رباط؟
فقال الرضا عليه السلام: عليکم بهذا البيت فحجّوه.
فأعاد عليه الحديث فقال: عليکم بهذا البيت فحجّوه، أما يرضي أحدکم أن يکون في بيته ويُنفق علي عياله مِن طَوله ينتظر أمرنا، فإن أدرکه، کان کمن شهد مع رسول اللَّه صلي الله عليه وآله بدراً، وإن مات منتظراً لأمرنا، کان کمن کان مع قائمنا صلوات اللَّه عليه... الحديث. [19] .
1117 - روي ثقة الإسلام الکلينيّ قدس سره بإسناده عن محمّد بن مسلم، قال: سألت أبا عبداللَّه عليه السلام عن قول اللَّه عزّوجلّ: «الّذين قَالُوا رَبُّنا اللَّه ثمّ استَقَاموا» [20] فقال عليه السلام: استقاموا علي الأئمّة واحداً بعد واحد، تتنزّل عليهم الملائکة ألّا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنّة الّتي کنتم توعدون. [21] .
أقول: مرّت أحاديث کثيرة في فضل الانتظار، فراجع.
پاورقي
[1] يونس: 48.
[2] کمال الدّين 317:1 ح 3.
[3] المحاسن للبرقي 173 ح 148.
[4] تأويل الآيات الظاهرة 2 : 666-665 ح 21.
[5] الحديد: 19.
[6] تفسير مجمع البيان 238:9.
[7] المحاسن للبرقي 164 - 163 ب 32.
[8] المحاسن للبرقي 164 - 163 ب 32.
[9] المحاسن للبرقي 164 - 163 ب 32.
[10] المحاسن للبرقي 164-163 ب 32.
[11] المحاسن للبرقي 164-163 ب 32.
[12] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 13 : 111-110؛ بحارالأنوار 144:52.
[13] کمال الدّين 2 : 647-646 ح 7.
[14] بشارة المصطفي 113 ح 1.
[15] کمال الدّين 322:1 ح 7.
[16] الغَيبة للطوسيّ 277.
[17] المواعط 115-113.
[18] بحارالأنوار 143:68.
[19] وسائل الشيعة ج 11 ب 2 من الجهاد ح 5.
[20] فصّلت: 30؛ الأحقاف: 13.
[21] الکافي 420:1 ج 40.