967 - روي العلّامة البيّاضيّ رحمه الله في حديث ولادة الإمام الحجّة عليه السلام الّذي ترويه حکيمة وبالإسناد عن محمّد بن عبداللَّه المطهّريّ، قال: قصدت حکيمة أسألها عن الحجّة فقالت: لمّا حضرت نرجس الولادة قال الحسن العسکريّ عليه السلام: اقرئي عليها «إنّا أنزلناه» فقرأت فجاوبني الجنين بمثل قراءتي، وسلّم عليّ ففزعت، فقال أبو محمّد: لا تعجبين من أمر اللَّه إنّه مُنطقنا بالحکمة صغاراً ويجعلنا حجّة في الأرض کباراً.

فغيّبت عنّي نرجس، فصرخت إليه فقال: ارجعي فستجدينها، فرجعت فإذا بها عليها نور غشيني، فإذا الصبيّ ساجداً لوجهه، رافعاً إلي السماء سبّابته، ناطقاً بتوحيد ربّه، ورسالة نبيّه وإمامة آبائه، إلي أن بلغ إلي نفسه، وقال: اللهمّ أنجز لي وعدي، وأتمم لي أمري، ثمّ سلّم علي أبيه فتناوله، والطير يرفرف علي رأسه فصاح طيراً منها، فقال: احمله واحفظه و رُدّه إلينا بعد أربعين يوماً، فطار به، فبکت نرجس، فقال: سيعود إليک کما عاد موسي إلي اُمّه.

قالت حکيمة: فما هذا الطير؟

قال: روح القدس الموکّل بالأئمّة، يعلّمهم فيربّيهم.

فبعد الأربعين ردّ الغلام، فدخلت عليه فتعجّبت، فقال أبوه: أولاد الأنبياء والأوصياء ينشأون بخلاف غيرهم، وإنّ الصبي منّا إذا أتي عليه شهر کان کمن يأتي عليه سنة. قالت: فما زلت أراه بعد کلّ أربعين إلي أن رأيته رجلاً قبل موت أبيه، فقال لي: هذا خليفتي بعدي، وعن قليل تفقدوني، فاسمعي له وأطيعي، فمضي عليه السلام وافترق الناس کما تري، فواللَّه انّي لأراه وأسأله فيجيبني عن مسائلي ابتداءً، وقد أخبرني البارحة بمجيئک، وأمرني أن اُخبرک بالحقّ.

قال محمّد بن عبداللَّه: فواللَّه لقد أخبرتني بما لم يطّلع عليه إلّا اللَّه، فحکمت علي کلامها بصدقها، وعلمت أنّ اللَّه أطلعهم علي ما لم يطلع عليه أحداً من خلقه.

وهذا الحديث رواه الشيخ أبو جعفر الطوسي عن حکيمة بطريقين من رجاله وفيه مغايرة قليلة أحدهما منتهياً إلي حنظلة بن زکريا، والاُخري إلي مارية ونسيم خادم الحسن عليه السلام. [1] .

968 - وأسند أبو جعفر بن بابويه إلي الحسن محمّد بن صالح البزاز أ نّه سمع العسکريّ عليه السلام يقول: إنّ ابني هو القائم من بعدي تجري فيه سنن الأنبياء من التعمير والغَيبة، حتّي تقسو قلوب الناس لطول الأمد، فلا يثبت علي القول بها إلّا من کتب اللَّه في قلبه الإيمان، وأيّده بروح منه. [2] .

969 - عليّ بن إبراهيم في تفسير قوله تعالي: «اُولئک کَتَب فِي قُلُوبِهِمُ الإيمانَ» وهم الأئمّةعليهم السلام «وأيَّدَهُ برُوحٍ منه» قال: قال: الروح ملک أعظم من جبرئيل وميکائيل کان مع رسول اللَّه صلي الله عليه وآله وهو مع الأئمّةعليهم السلام. [3] .

970 - روي الشيخ الصدوق رحمه الله بإسناده عن الحسين بن خالد، عن عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن أبيه أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهم السلام أ نّه قال: التاسع من ولدک ياحسين هو القائم بالحقّ، المظهر للدين، والباسط للعدل، قال الحسن عليه السلام: فقلت له: ياأميرالمؤمنين وانّ ذلک لکائن؟

فقال عليه السلام: اي والّذي بعث محمّداً صلي الله عليه وآله بالنبوّة، واصطفاه علي جميع البريّة، ولکن بعد غيبة وحيرة، فلا يثبت فيها علي دينه إلّا المخلصون المباشرون لروح اليقين، الّذين أخذ اللَّه عزّوجلّ ميثاقهم بولايتنا، وکتب في قلوبهم الإيمان وأيّدهم بروح منه. [4] .