آل محمد هم أيام اللَّه
856 - روي أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّيّ الصدوق طاب ثراه بإسناده عن الصقر بن أبي دلف، قال: لمّا حمل المتوکّل سيّدنا أبي الحسن عليه السلام جئت لأسأل عن خبره، قال: فنظر إليّ حاجب المتوکّل فأمر أن اُدخل إليه فاُدخلت إليه، فقال: ياصقر ما شأنک؟ فقلت: خير أيّها الاُستاذ، فقال: اقعد، قال الصقر: فأخذني ما تقدّم وما تأخّر وقلت: أخطأت في المجي ء، قال: فوَحَي الناس عنه، ثمّ قال: ما شأنک وفيم جئت؟ قلت: لخبر ما، قال: لعلّک جئت تسأل عن خبر مولاک؟ فقلت: ومن مولاي؟! مولاي أمير المؤمنين.
فقال: اسکت، مولاک هو الحقّ، لا تتحشّمني فإنّي علي مذهبک.
فقلت: الحمد للَّه. فقال: أتحبّ أن تراه؟ فقلت: نعم. فقال: اجلس حتّي يخرج صاحب البريد، قال: فجلست، فلمّا خرج قال لغلام له: خذ بيد الصقر فأدخله إلي الحجرة الّتي فيها العلوي المحبوس وخلّ بينه وبينه.
قال: فأدخلني الحجرة، وأومأ إلي بيت، فدخلت فإذا هو عليه السلام جالس علي صدر حصير وبحذاء قبر محفور، قال: فسلّمت فردّ عليّ السلام ثمّ أمرني بالجلوس فجلست، ثمّ قال لي: ياصقر ما أتي بک؟ قلت: ياسيّدي جئت أتعرّف خبرک قال: ثمّ نظرت إلي القبر وبکيت، فنظر إليّ وقال: ياصقر لا عليک لن يصلوا إلينا بسوء، فقلت: الحمد للَّه.
ثمّ قلت: ياسيّدي حديث يروي عن انبيّ صلي الله عليه وآله لا أعرف معناه.
قال: فما هو؟ قلت: قوله صلي الله عليه وآله: «لا تعادوا الأيّام فتعاديکم» ما معناه؟
فقال: نعم، الأيّام نحن، بنا قامت السماوات والأرض، فالسبت: اسم رسول اللَّه صلي الله عليه وآله، والأحد أمير المؤمنين، والإثنين الحسن والحسين، والثلاثاء عليّ بن الحسين ومحمّد بن عليّ الباقر وجعفر بن محمّد الصادق، والأربعاء موسي بن جعفر وعليّ بن موسي ومحمّد بن عليّ وأنا، والخميس ابني الحسن، والجمعة ابن ابني، وإليه تجتمع عصابة الحقّ، وهو الّذي يملأها قسطاً وعدلاً کما ملئت جوراً وظلماً فهذا معني الأيّام، ولا تعادوهم في الدنيا فيعادوکم في الآخرة.
ثمّ قال عليه السلام: ودّع واخرج فلا آمن عليک. [1] .
پاورقي
[1] کمال الدّين 382:2 ح 2.