بازگشت

الامام المهدي صاحب ليلة القدر في عَصرنا هذا


850 - روي العلّامة البحرانيّ قدس سره في «المحجّة» عن عليّ بن إبراهيم، بإسناده عن عبداللَّه بن مسکان، عن أبي جعفر وأبي عبداللَّه وأبي الحسن عليهم السلام:

«حم والکتابِ المُبِين إنّا أنزَلناه» يعني القرآن «في لَيلَةٍ مُبارَکة إنّا کُنّا مُنذِرِين» وهي ليلة القدر أنزل اللَّه القرآن فيها إلي البيت المعمور جملة واحدة، ثمّ نزل من البيت المعمور علي النبيّ صلي الله عليه وآله في طول ثلاث وعشرين سنة «فيها يُفرَق کُلُّ أمرٍ حَکيم» يعني في ليلة القدر «کلُّ أمرٍ حَکيم» أي يقدّر اللَّه کلّ أمر من الحقّ ومن الباطل وما يکون في تلک السنة، وله فيها البداء والمشيئة يقدم ما يشاء ويؤخّر ما يشاء من الآجال والأرزاق والبلايا والأعراض والأمراض ويزيد فيها ما يشاء وينقص ما يشاء.

ويلقيه رسول اللَّه صلي الله عليه وآله إلي أمير المؤمنين عليه السلام، ويلقيه أمير المؤمنين إلي الأئمّة عليهم السلام حتّي ينتهي ذلک إلي صاحب الزمان عليه السلام، ويشرط له ما فيه البداء والمشيئة والتقديم والتأخير. [1] .

851 - عليّ بن إبراهيم، بإسناده عن أبي المهاجر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: ياأبا المهاجر لا تخفي علينا ليلة القدر، إنّ الملائکة يطوفون بنا فيها. [2] .

852 - روي الطبرسيّ رحمه الله في «الإحتجاج» عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث له، قال عليه السلام: وإنّما أراد اللَّه بالحقّ إظهار قدرته وإبداء سلطانه وتبيين براهين حکمته، فخلق ما شاء کما شاء، وأجري فعل بعض الأشياء علي أيدي من اصطفي من اُمنائه، فکان فعلهم فعله وأمرهم أمره، کما قال: «مَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَد أطاعَ اللَّه». [3] .

وجعل السماء والأرض وعاءً لمن يشاء من خلقه ليميز الخبيث من الطيّب مع سابق علمه بالفريقين من أهلهما، وليجعل ذلک مثالاً لأوليائه واُمنائه، وعرّف الخليقة فضل منزلة أوليائه، وفرض عليهم من طاعتهم مثل الّذي فرضه منه لنفسه، وألزمهم الحجّة بأن خاطبهم خطاباً يدلّ علي انفراده وتوحيده، وأبان لهم أولياء أجري أفعالهم وأحکامهم مجري فعله، فهم العباد المکرّمون الّذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون، هم الّذين أيّدهم بروح منه وعرّف الخلق اقتدارهم بقوله: «عَالِم الغَيب فَلا يُظهِر عَلي غَيبِه أَحَداً إلّا مَنِ ارتَضي مِن رَسولٍ».

وهم النعيم الّذي يسأل عنه، إنّ اللَّه تبارک وتعالي أنعم بهم علي من اتّبعهم من أوليائهم.

قال السائل: من هؤلاء الحجج؟

قال: هم رسول اللَّه ومن حلّ محلّه من أصفياء اللَّه، قرنهم اللَّه بنفسه وبرسوله، وفرض علي العباد من طاعتهم مثل الّذي فرض عليهم منها لنفسه.

وهم ولاة أمر الدّين الّذين قال اللَّه فيهم: «أَطِيعُوا اللَّهَ و أَطيعُوا الرَّسولَ و اُولي الأمرِ مِنکم». [4] .

وقال اللَّه فيهم: «ولو رَدُّوه إلي الرَّسولِ وإلي اُولي الأمرِ مِنهم لَعَلِمَه الّذين يَستَنبِطُونَه مِنهم». [5] .

قال السائل: ما ذلک الأمر؟

قال عليه السلام: الّذي به تنزّل الملائکة في الليلة الّتي يفرق فيه کلّ أمر حکيم، من خلق ورزق وأجل وعمل وحياة وموت وعلم غيب السموات والأرض، والمعجزات الّتي لا تنبغي إلّا للَّه وأصفيائه والسفرة بينه وبين خلقه.

وهم وجه اللَّه الّذي قال: «فَأَينَما تُولُّوا فَثَمَّ وَجهُ اللَّه». [6] .

هم بقيّة اللَّه يعني المهدي عليه السلام الّذي يأتي عند إنقضاء هذه النظرة فيملأ الأرض عدلاً کما ملئت جوراً، ومن آياته الغيب والإکتتام عند عموم الطغيان وحلول الإنتقام.

ولو کان هذا الأمر الّذي عرّفتک نبأه للنبيّ صلي الله عليه وآله دون غيره، لکان الخطاب يدلّ علي فعل ماضٍ غير دائم ولا مستقبل، ولقال: نزلت الملائکة وفرق کلّ أمر حکيم، ولم يقل: «تَنَزَّل الملائکةُ» و «يُفَرَقُ کُلُّ أمرٍ حَکيم» - إلي آخر الحديث. [7] .

853 - روي ثقة الإسلام الکلينيّ قدس سره بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال اللَّه عزّوجلّ في ليلة القدر: «فيها يُفرَقُ کُلُّ أمرٍ حَکيم» يقول فيها کلّ أمر حکيم، والمحکم ليس بشيئين إنّما هو شي ء واحد، فمن حکم بما ليس فيه اختلاف فحکمه من حکم اللَّه عزّوجلّ، ومن حکم بأمر فيه اختلاف فرأي أ نّه مصيب فقد حکم بحکم الطاغوت، إنّه لينزل في ليلة القدر إلي ولي الأمر تفسير الاُمور سنة سنة، يؤمر فيها في أمر نفسه بکذا وکذا وفي أمر الناس بکذا وکذا، وإنّه ليحدث لوليّ الأمر سوي ذلک کلّ يوم من عِلم اللَّه عزّ ذِکره الخاصّ والمکنون العجيب المخزون مثل ما ينزل في تلک الليلة من الأمر، ثمّ قرأ: «ولَو أنّ ما في الأرضِ مِن شَجرةٍ أَقلام والبَحرُ يَمدّه مِن بَعدهِ سَبعةُ أَبحُرٍ ما نَفِدَت کَلماتُ اللَّه إنّ اللَّهَ عَزيزٌ حَکيم. [8]  [9] .

الآية الثانية قوله تعالي: «يَومَ تَأتي السْماءُ بدُخانٍ مُبينٍ». [10] .

854 - وروي عليّ بن إبراهيم في حديث له أنّ ذلک من علامات الساعة ويکون في الرجعة، فقد روي بإسناده عن أبي المهاجر، عن أبي جعفر عليه السلام قوله: «فارتقب» أي اصبر «يوم تأتي السماءُ بِدُخانٍ مُبين» قال: قال ذلک إذا خرجوا في الرجعة من القبر. [11] .


پاورقي

[1] المحجّة 203.

[2] تفسير القمّيّ 290:2.

[3] النساء: 80.

[4] النساء: 59.

[5] النساء: 83.

[6] البقرة: 115.

[7] تفسير البرهان 159:4 ح 5.

[8] لقمان: 27.

[9] عنه: تفسير البرهان 483:4 ح 4.

[10] الدخان: 10.

[11] تفسير القمّيّ 290:2.