بازگشت

سوره ص


الآية الاولي قوله عزّوجلّ:«اصبِر عَلي ما يَقُولُون و اذکُر عَبدَنا داوَد ذا الأيدِ إنّه أوّابٌ». [1] .

779 - روي عن أبي بصير، عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال: فاصبر علي ما يقولون يامحمّد من تکذيبهم إيّاک، فإنّي منتقم منهم برجل منک، وهو قائمي الّذي سلّطته علي دماء الظلمة، واذکر عبدنا داود... الحديث. [2] .

780 - روي ثقة الإسلام الکلينيّ قدس سره بإسناده عن سلام بن المستنير، قال: سمعت أبا جعفرعليه السلام يحدّث: إذا قام القائم عرض الإيمان علي کلّ ناصب، فإن دخل فيه بحقيقة وإلّا ضرب عنقه أو يؤدّي الجزية کما يؤدّيها اليوم أهل الذمّة، ويشدّ علي وسطه الهميان، ويخرجهم من الأمصار إلي السواد. [3] .

781 - روي الطبريّ بإسناده عن الحسن بن بشير، عن أبي الجارود، عن أبي جعفرعليه السلام، قال: سألته متي يقوم قائمکم؟ قال عليه السلام: ياأبا الجارود لا تدرکون. فقلت: أهل زمانه، فقال: ولن تدرک أهل زمانه، يقوم قائمنا بالحقّ بعد أياس من الشيعة، يدعو الناس ثلاثاً فلا يجيبه أحد، فإذا کان يوم الرابع تعلّق بأستار الکعبة، فقال: ياربّ انصرني، ودعوته لا تسقط، فيقول تبارک وتعالي للملائکة الّذين نصروا رسول اللَّه يوم بدر ولم يحطّوا سروجهم، ولم يضعوا أسلحتهم، فيبايعونه، ثمّ يبايعه من الناس ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، يسير إلي المدينة فيسير الناس حتّي يرضي اللَّه عزّوجلّ، فيقتل ألفاً وخمسمائة قرشي ليس فيهم إلّا فرخ زنية، ثمّ يدخل المسجد فينقض الحائط حتّي يضعه إلي الأرض، ثمّ يخرج الأزرق وزريق لعنهما اللَّه غضّين طريّين يکلّمهما فيجيبانه، ويرتاب عند ذلک المبطلون، فيقولون: يکلّم الموتي، فيقتل منهم خمسمائة مرتاب في جوف المسجد ثمّ يحرقهما بالحطب الّذي جمعاه ليحرقا به عليّاً وفاطمة والحسن والحسين، وذلک الحطب عندنا نتوارثه، ويهدم قصر المدينة، ويسير إلي الکوفة فيخرج منها ستّة عشر ألفاً من البترية شاکّين في السلاح، قرّاء القرآن، فقهاء في الدّين، قد قرحوا جباههم وسمّروا ساماتهم، وعمّهم النفاق، وکلّهم يقولون: يابن فاطمة ارجع لا حاجة لنا فيک! فيضع السيف فيهم علي ظهر النجف عشيّة الإثنين من العصر إلي العشاء فيقتلهم أسرع من جزر جزور، فلا يفوت منهم رجل، ولا يصاب من أصحابه أحد، دماؤهم قربان إلي اللَّه. ثمّ يدخل الکوفة فيقتل مقاتليها حتّي يرضي اللَّه.

قال: فلم أعقل المعني، فمکثت قليلاً ثمّ قلت: جُعلت فداک وما يدريه متي يرضي اللَّه؟

قال: ياأبا الجارود إنّ اللَّه أوحي إلي اُمّ موسي وهو خير من اُمّ موسي، وأوحي اللَّه إلي النحل وهو خير من النحل، فعقلت المذهب، فقال لي: أعقلت المذهب؟ قلت: نعم.

فقال: إنّ القائم ليملک ثلاثمائة وتسع سنين کما لبث أصحاب الکهف في کهفهم، يملأ الأرض عدلاً وقسطاً کما مُلئت ظلماً وجوراً، ويفتح اللَّه عليه شرق الأرض وغربها. يقتل الناس حتّي لا يري إلّا دين محمّد صلي الله عليه وآله، يسير بسيرة سليمان بن داود، يدعو الشمس والقمر فيجيبانه، وتطوي له الأرض، فيوحي اللَّه إليه فيعمل بأمر اللَّه. [4] .

782 - روي النعمانيّ بإسناده عن بشير بن أبي أراکة النبّال - ولفظ الحديث علي رواية ابن عقدة - قال: لمّا قدمت المدينة انتهيت إلي منزل أبي جعفر الباقرعليه السلام، فإذا أنا ببغلته مسرجة بالباب، فجلست حيال الدار، فخرج فسلّمت عليه فنزل عن البغلة وأقبل نحوي فقال: ممّن الرجل؟ فقلت: من أهل العراق، قال: من أيّها؟ قلت: من أهل الکوفة، فقال: من صحبک في هذا الطريق؟ قلت: قوم من المحدثة، فقال: وما المحدثة؟ قلت: المرجئة، فقال: ويح هذه المرجئة، إلي من يلجأون غداً إذا قام قائمنا؟ قلت: إنّهم يقولون: لو قد کان ذلک کنّا وأنتم في العدل سواء، فقال: مَن تاب تاب اللَّه عليه، ومن أسرّ نفاقاً فلا يبعد اللَّه غيره، ومن أظهر شيئاً أهرق اللَّه دمه، ثمّ قال: يذبحهم والّذي نفسي بيده کما يذبح القصّاب شاته - وأومأ بيده إلي حلقه - قلت: انّهم يقولون: إنّه إذا کان ذلک استقامت له الاُمور فلا يهريق محجمة دم، فقال: کلّا والّذي نفسي بيده حتّي نمسح وأنتم العرق والعلق - وأومأ بيده إلي جبهته. [5] .

783 - روي العلّامة النعمانيّ رحمه الله بإسناده عن سُدير الصيرفيّ، عن رجل من أهل الجزيرة کان قد جعل علي نفسه نذراً في جارية وجاء بها إلي مکّة، قال: فلقيت الحجبة فأخبرتهم بخبرها وجعلت لا أذکر لأحد منهم أمرها إلّا قال لي: جئني بها وقد وفي اللَّه نذرک.

فدخلني من ذلک وحشة شديدة، فذکرت ذلک لرجل من أصحابنا من أهل مکّة، فقال لي: تأخذ عنّي؟ فقلت: نعم، فقال: اُنظر الرجل الّذي يجلس بحذاء الحجر الأسود وحوله الناس وهو أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين عليهم السلام، فأْتِهِ فأخبره بهذا الأمر فانظر ما يقول لک فاعمل به، قال: فأتيتُه فقلت: رحمک اللَّه إنّي رجل من أهل الجزيرة ومعي جارية جعلتها عليّ نذراً لبيت اللَّه يمينٍ کانت عليّ، وقد أتيت بها وذکرت ذلک للحجبة وأقبلت لا ألقي أحداً إلّا قال جئني بها وقد وفي اللَّه نذرک، فدخلني من ذلک وحشة شديدة.

فقال: ياعبداللَّه إنّ البيت لا يأکل ولا يشرب، فِبع جاريتک واستقصِ وانظر أهل بلادک ممّن حجّ هذا البيت، فمَن عجز منهم عن نفقته فأعطه حتّي يقوي علي العود إلي بلادهم. ففعلت ذلک ثمّ أقبلت لا ألقي أحداً من الحجبة إلّا قال ما فعلتَ بالجارية؟ فأخبرتهم بالذي قال أبو جعفر عليه السلام، فيقولون: هو کذّاب جاهل لا يدري ما يقول، فذکرت مقالتهم لأبي جعفر عليه السلام، فقال: قد بلغتني فبلّغ عنّي؟ فقلت: نعم.

فقال: قل لهم: قال لکم أبو جعفر: کيف بکم لو قد قطّعت أيديکم وأرجلکم وعلّقت في الکعبة، ثمّ يُقال لکم: نادوا نحن سرّاق الکعبة، فلمّا ذهبت لأقوم قال: إنّي لست أنا أفعل ذلک، وإنّما يفعله رجل منّي. [6] .

784 - روي النعمانيّ رحمه الله بإسناده عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: صالح من الصالحين سمّه لي اُريد القائم عليه السلام، فقال: اسمه اسمي، قلت: أيسير بسيرة محمّدصلي الله عليه وآله؟ قال: هيهات هيهات يازرارة ما يسير بسيرته.

قلت: جعلت فداک لِمَ؟

قال: إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه وآله سار في اُمّته بالمنّ، کان يتأ لّف الناس، والقائم يسير بالقتل، بذاک اُمر في الکتاب الّذي معه أن يسير بالقتل، ولا يستتيب أحداً، ويل لمن ناواه. [7] .

785 - روي العلّامة ابن شهر آشوب؛ عن الحسن بن ظريف، قال:

إختلج في صدري أن أکتب إلي أبي محمّد عليه السلام أنّ القائم إذا قام بِمَ يقضي؟ وأين مجلسه للقضاء؟ وأن أسأله عن شي ء لحمّي الربع، فأغفلت عنها، فجاء الجواب:

«سألتَ عن القائم إذا قام بالناس بِمَ يقضي؟ يقضي بعلمه کقضاء داود لا يسأل عن بيّنة، وأردت أن تسأل عن حمّي الربع، فاکتب في ورقة وعلّقها علي المحموم: «يانار کوني بَرداً وسلاماً علي إبراهيم. [8]  [9] .

الآية الثانية قوله عزّوجلّ: «ما کانَ لِيَ مِن عِلمٍ بالمَلأ الأعلي إذ يَختَصِمُون». [10] .

786 - وروي الشيخ الصدوق بإسناده عن وهب بن منبّه رفعه عن ابن عبّاس، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه وآله: إنّه لمّا عرج بي ربّي جلّ جلاله، أتاني النداء: يامحمّد، قلت: لبّيک ربّ العظمة لبّيک، فأوحي إليّ: يامحمّد، فيم اختصم الملأ الأعلي؟ قلت: إلهي لا علم لي، فقال لي: يامحمّد هل اتّخذت من الآدميّين وزيراً وأخاً ووصيّاً من بعدک؟ فقلت: إلهي ومن اتّخذ؟ تخيّر أنت لي ياإلهي.

فأوحي إليّ: يامحمّد، قد إخترت لک من الآدميين عليّ بن أبي طالب.

فقلت: إلهي، ابن عمّي؟

فأوحي إليّ: يامحمّد، إنّ عليّاً وارثک ووارث العلم من بعدک، وصاحب لوائک لواء الحمد يوم القيامة، وصاحب حوضک، يسقي مَن ورد عليه مِن مؤمني اُمّتي. ثمّ أوحي إليّ: إنّي قد أقسمت علي نفسي قسماً حقّاً لا يشرب من ذلک الحوض مبغضٌ لک ولأهل بيتک وذرّيتک الطيّبين، حقّاً حقّاً أقول يامحمّد، لاُدخلنّ الجنّة جميع اُمّتک إلّا من أبي.

فقلت: إلهي وأَحَدٌ يأبي دخول الجنّة؟ فأوحي إليّ: بلي يأبي. قلت: وکيف يأبي؟ فأوحي إليّ: يامحمّد، قد اخترتک من خلقي واخترت لک وصيّاً من بعدک، وجعلته منک بمنزلة هارون من موسي إلّا أ نّه لا نبيّ بعدک، وألقيت محبّته في قلبک، وجعلته أباً لولدک، فحقّه بعدک علي اُمّتک، کحقّک عليهم في حياتک، فمن جحد حقّه جحد حقّک، ومن أبي أن يواليه فقد أبي أن يدخل الجنّة.

فخررت للَّه عزّوجلّ ساجداً شکراً لما أنعم عليّ، فإذا منادٍ ينادي: يامحمّد ارفع رأسک، سلني أُعطک.

فقلت: إلهي اجمع اُمّتي من بعدي علي ولاية عليّ بن أبي طالب، ليردوا عليّ حوضي يوم القيامة.

فأوحي إليّ: يامحمّد، إنّي قد قضيت في عبادي قبل أن أخلقهم، وقضائي ماضٍ فيهم، لاُهلک به من أشاء، وأهدي به من أشاء، وقد آتيته علمک من بعدک، وجعلته وزيرک وخليفتک من بعدک علي أهلک واُمّتک، عزيمة منّي: لا يدخل الجنّة مَن أبغضه وعاداه وأنکر ولايته من بعدک، فمن أبغضه أبغضک، ومن أبغضک أبغضني، ومن عاداه فقد عاداک، ومن عاداک فقد عاداني، ومن أحبّه فقد أحبّک، ومن أحبّک فقد أحبّني.

وقد جعلت له هذه الفضيلة، وأعطيتک أن أُخرج من صلبه أحد عشر مهدياً کلّهم من ذرّيتک، من البکر البتول، آخر رجل منهم يصلّي خلفه عيسي ابن مريم، يملأ الأرض عدلاً کما ملئت جوراً وظلماً، اُنجي به من الهلکة، واُهدي به من الضلالة، واُبرئ به الأعمي، واُشفي به المريض.

قلت: إلهي فمتي يکون ذلک؟

فأوحي إليّ عزّوجلّ: يکون ذلک إذا رُفع العِلم، وظهر الجهل، وکثر القرّاء، وقلّ العمل، وکثر الفتک، وقلّ الفقهاء الهادون، وکثر فقهاء الضلالة الخَوَنة، وکثر الشعراء، واتّخذ اُمّتک قبورهم مساجد، وحُلّيت المصاحف، وزُخرفت المساجد، وکثر الجور والفساد، وظهر المنکر، وأمر اُمّتک به، ونهوا عن المعروف، واکتفي الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، وصارت الاُمراء کفرة، وأولياؤهم فجرة، وأعوانهم ظلمة، وذوو الرأي منهم فسقة.

وعند ذلک ثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وخراب البصرة علي يَدي رجل من ذرّيتک يتبعه الزنوج، وخروج ولد من ولد الحسين بن عليّ عليهما السلام وظهور الدجّال يخرج بالمشرق من سجستان، وظهور السفيانيّ.

فقلت: إلهي وما يکون بعدي من الفتن؟

فأوحي إليّ وأخبرني ببلاء بني اُميّة، وفتنة ولد عمّي، وما هو کائن إلي يوم القيامة، فَأَوصَيت بذلک ابن عمّي حين هبطت إلي الأرض، وأدّيت الرسالة، فللّه الحمد علي ذلک کما حمده النبيّون وکما حمده کلّ شي ء قبلي وما هو خالقه إلي يوم القيامة. [11] .

الآية الثالثة قوله عزّوجلّ: «قال فَاخرُج مِنها فإنّکَ رَجيمٌ». [12] .

787 - روي الشيخ الصدوق رحمه الله بإسناده عن عبدالعظيم بن عبداللَّه الحسنيّ، قال: سمعت أبا الحسن عليّ بن محمّد العسکريّ عليهما السلام يقول: معني الرجيم أ نّه مرجوم باللعن، مطرود من مواضع الخير، لا يذکره مؤمن إلّا لعنه، وإنّ في علم اللَّه السابق أ نّه إذا خرج القائم عليه السلام لا يبقي مؤمن في زمانه إلّا رجمه بالحجارة کما کان قبل ذلک مرجوماً باللعن. [13] .

الآية الرابعة قوله تعالي: «ولَتعلَمُنّ نَبَأَه بَعدَ حينٍ». [14] .

788 - روي ثقة الإسلام الکلينيّ بإسناده عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عزّ وجلّ: «قُل ما أسألُکم عَلَيه مِن أجرٍ ومَا أنا مِنَ المُتَکلِّفِينَ - إن هُوَ إلّا ذِکرٌ للعالَمين» قال: هو أمير المؤمنين عليه السلام «ولَتعلَمُنّ نَبَأه بعدَ حِينٍ» قال: عند خروج القائم عليه السلام. [15] .


پاورقي

[1] ص: 17.

[2] تأويل الآيات الظاهرة 503:2 ح 1.

[3] الکافي 227:8 ح 288.

[4] دلائل الإمامة 241؛ بحارالأنوار 291:52.

[5] الغَيبة للنعمانيّ 283 ح 1.

[6] الغَيبة للنعمانيّ 236 ح 25.

[7] نفس المصدر 231 ح 14.

[8] الأنبياء: 69.

[9] مناقب آل أبي طالب 431:4.

[10] ص: 69.

[11] کمال الدّين 1 : 525-250 ح 1.

[12] ص: 77.

[13] معاني الأخبار 139 ح 1.

[14] ص: 88.

[15] الکافي 287:8 ح 432؛ ينابيع المودّة 427 ب 71.